لماذا يرفض حكماء ليبيا سيف القذافي؟

المجازر والإعدامات الجماعية لوالده لم تبرح ذاكرة الليبيين
المجازر والإعدامات الجماعية لوالده لم تبرح ذاكرة الليبيين

الاثنين - 15 نوفمبر 2021

Mon - 15 Nov 2021








سيف الإسلام القذافي يترشح للانتخابات                                           (مكة)
سيف الإسلام القذافي يترشح للانتخابات (مكة)
رفض مجلس حكماء وأعيان مدينة مصراتة ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية الليبية المقررة في 24 ديسمبر المقبل.

وحمل المجلس، في بيان صحفي أوردته قناة «ليبيا الأحرار» عبر حسابها على «تويتر» أمس، مسؤولية ما سماه «انهيار المشروع الانتخابي لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح وعدد من أعضائه الذين شرّعوا لترشح المجرمين».

وكان سيف الإسلام القذافي «نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي»، المطلوب لدى مكتب النائب العام الليبي ولدى محكمة الجنايات الدولية، قد قدم صباح أمس الأول، ملف ترشحه لرئاسة ليبيا من مقر المفوضية في مدينة سبها (عاصمة الجنوب الليبي)، فيما يعتزم خليفة حفتر تقديم ملف ترشحه لانتخابات الرئاسة، خاصة بعد تكليفه عبدالرزاق الناظوري بمهام القائد العام للقوات المسلحة منذ نهاية سبتمبر الماضي.

ويرى الرافضون لترشيح سيف الإسلام القذافي أنه لن يخرج عن عباءة والده الذي قتل في 20 أكتوبر 2011، بعد 42 عاما من الحكم القمعي الذي ساهم في عزل ليبيا عن المجتمع الدولي.

ويؤكدون أن تاريخ القذافي مليء بالجرائم والانتهاكات الصارخة، ففي نهاية السبعينات وبداية الثمانينات عرفت جامعة الفاتح الليبية الإعدام العلني في الحرم الجامعي لطلبتها المعارضين، وذلك بعد إحضار الآلاف من الطلاب لمشاهدة عملية الإعدام، واستمر تنفيذ الإعدامات العلنية في تلك الجامعة، بين عامي 1978 و1988، وكانت تصور وتبث على التلفزيون الليبي لنشر الذعر في نفوس الليبيين.

وفي فترة الثمانينات كانت اللجان الثورية لها مطلق الحرية في التصرف في البلاد وعلى الليبيين ألا يعتقدوا وألا يعتنقوا إلا ما يعتقد ويعتنق القذافي، وألا يؤمنوا إلا بما يراه. ونفذت إعدامات علنية في مايو 1984 على مرأى ومسمع الناس لتثبيت مبدأ وجود السلطة وهيمنتها بما في ذلك السجون، وكل من شنقوا أو تمت تصفيتهم كان ذنبهم الوحيد أنهم ضد النظام.

وشهدت ليبيا مجزرة «بوسليم» التي ذبح فيها 1200 قتيل يبحثون عن حقوق أبنائهم والقصاص من رموز النظام الفاسد، وترجع وقائع المجزرة إلى مداهمة قوات خاصة يوم 29 يونيو 1996 سجن أبوسليم الواقع في ضواحي العاصمة طرابلس، وإطلاقها النار على السجناء بدعوى تمردهم داخل السجن.

وروى شاهد عيان على تلك المجزرة أن الجثث نقلت في شاحنات (ثلاجات) تابعة لشركة نقل اللحوم لتدفن في مقابر جماعية، وبحسب التحقيقات مع المتورطين أكدوا أن الجثث تم التنقيب عليها بعد سنوات عدة، وتم طحن وتكسير العظام وأشعلت النار بها لمدة ثلاثة أيام تحت درجة حرارة عالية.

واستخدمت في هذه المجزرة قنابل يدوية وبنادق الكلاشنكوف ورشاشات وغيرها.

وهناك مجزرة جديدة ارتكبت في حق أبناء الشعب الليبي وهى توريطهم في حرب تشاد التي استمرت لأعوام.