تنظيم الإخوان في أوروبا سم زاحف

برلماني بلجيكي يكشف الحقائق ويطالب بإدراج الشبكة على قوائم الإرهاب
برلماني بلجيكي يكشف الحقائق ويطالب بإدراج الشبكة على قوائم الإرهاب

الثلاثاء - 09 نوفمبر 2021

Tue - 09 Nov 2021








كوين ميتسو
كوين ميتسو
تزايد الخطاب خلال السنوات الماضية عن الخطر المحدق الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على الأمن والاستقرار المجتمعي في الدول الأوروبية، وبصفة خاصة في بلجيكا التي تعرضت لاختراقات واسعة من هذا التنظيم الدولي المتطرف.

وحذر كوين ميتسو عضو البرلمان البلجيكي عن حزب N-VA، من تنامي الخطر الإخواني على بلاده، وحث السلطات الحكومية على حظر الجماعة وإعلانها تنظيما إرهابيا، وأكد أن الشبكة الإرهابية تمثل خطرا داهما على أوروبا.

وكشف أن الجماعة تتخفى وراء منظمات ذات أهداف متباينة، وتنتقي من عناصرها بعناية فائقة من تضعهم في الصفوف الأمامية لتلك المنظمات، مضيفا أن جماعة الإخوان تدعي زورا أنها تنظيم يمارس نشاطاته وفق الإطار الديمقراطي، ولكنها في الواقع تعمل بأساليب خبيثة وفقة خطة طويل الأمد لتحقيق أهدافها في الهيمنة تمهيدا لإنشاء خلافة إسلاموية حسب مبادئهم الباطلة التي تلفظ القيم الحضارية للمجتمعات الأوروبية.

دلائل موثقة

طرح الحزب الذي ينتمي إليه ميتسو والذي يعد الأعلى تمثيلا في البرلمان الفيدرالي البلجيكي على البرلمان، تعليق المساعدات الفيدرالية التي تحصل عليها منظمة مكافحة الإسلاموفوبيا في بلجيكا (CCIB) بانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية عن نشاطات هذه المنظمة المشبوهة التي تربطها علاقة عمل بمثيلتها الفرنسية ذات الصبغة الإخوانية الصارخة، علما بأن المنظمة الفرنسية قد وضعت على قائمة التنظيمات التي سعت الأجهزة الأمنية الفرنسية لحظرها في ذلك الحين.

نشر كوين ميتسو كتابا مرجعيا بعنوان «منزوع السلاح» في فبراير 2021 باللغات الفرنسية والفلمنكية والإنجليزية، وأثبت فيه بما لا يدع مجالا للشك وجود ارتباط وثيق بين المنظمتين البلجيكية والفرنسية رغم محاولات المنظمة البلجيكية نفي الحقيقة باستماتة، كما وفر الأدلة بأن منظمة مكافحة الإسلاموفوبيا في بلجيكا ليست إلا عنوانا نبيلا يخفي غرضا خبيثا وهو التمكين لجماعة الإخوان المسلمين، وتوفير الأرضية المواتية للتحكم والهيمنة على الجالية المسلمة في بلجيكا لتحقيق الأجندة الإخوانية الشريرة.

سم زاحف

وفي مقالة نشرتها مؤخرا صحيفة «دوربريك» البلجيكية، عاد النائب البرلماني كوين ميتسو للتحذير من الخطر الداهم التي تمثله حركات الإسلام السياسي، خاصة الإخوان، وأشار كوين ميتسو إلى أن العديد من الدول قد حظرت التنظيم الإخواني بالفعل واعتبرته تنظيما إرهابيا، ومن ضمنها السعودية والإمارات ومصر وسوريا وروسيا، وقال «إن الخطر الذي استشرفته تلك الدول يطال بلجيكا أيضا»، وحذر بأن نشاط التنظيم من الكثافة ما أدى إلى تعاظم قوته خلال السنوات الماضية في بلجيكا.

وضرب أمثلة بالمكانة الرفيعة التي حصل عليها ممثلو منظمة مكافحة الإسلاموفوبيا في بلجيكا ذات التوجه الإخواني لدى العديد من مؤسسات الدولة، وتشمل مجلس الشيوخ، والمجلس الاقتصادي البلجيكي، وشرطة مجلس شيربيك، ومجلس الهجرة الفيدرالي البلجيكي، ومركز تكافؤ الفرص.

ولفت إلى أن المنظمات التي يتخفى التنظيم خلف شعاراتها متعددة ومتنوعة المشارب مما يدل على خبث الطوية وشرور الأهداف معا، قائلا «إن جماعة الإخوان سم زاحف يمثل تهديدا كارثيا للديمقراطية في أوروبا، ويطرح نموذجا حياتيا يحرم الأفراد من حرياتهم الأساسية ويتناقض مع حقوق المواطنة».

برميل بارود

ودعا كوين ميتسو البرلمان البلجيكي للتعجيل بوضع تنظيم الإخوان على قوائم التنظيمات الإرهابية، قائلا «إن المسألة ليست ما إذا كان يجب تصنيف تنظيم الإخوان إرهابيا أم لا، بالأحرى ضرورة التعجل في اتخاذ هذه الخطوة»، وأضاف «إن التصدي لهذا الخطر مسألة مصيرية، وشبه تنظيم الإخوان ببرميل البارود الذي يتوقع انفجاره في أي لحظة»، وعقب أن سياسة دفن الرؤوس في الرمال التي تنتهجها الحكومة البلجيكية هي الوقود الذي يغذي ذلك البرميل من الناحية العملية.

وأدى الضغط الذي مارسه النائب البرلماني كوين ميتسو على الحكومة الائتلافية التي تتكون من سبعة أحزاب إلى تغير جذري في المواقف، ومن المتوقع فعليا شروع البرلمان الفيدرالي بالنظر في تصنيف تنظيم الإخوان على لوائح التنظيمات الإرهابية في القريب العاجل.

ويستند تركيز جماعة الإخوان على بلجيكا لأسباب عديدة، منها حجم الجالية المسلمة، وأنها من مراكز الإشعاع الثقافي في أوروبا، ولذا فإن الصراع بين القوى الليبرالية والحقوقية من ناحية، وجماعة الإخوان المتأسلمة على الضفة الأخرى هو في الواقع نزاع بين النور والظلام، وستكون لمآلاته في بلجيكا -أيا كانت- أصداء واسعة على الصعيد الأوروبي، وعلى السلم والاستقرار الدولي.

خطر داهم

ومؤخرا، ناقش مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان في الذكرى الخامسة للهجمات الإرهابية التي ضربت بلجيكا عام 2016 خطر الإخوان على الديمقراطية الأوروبية.

وحمل النشاط عنوان «تقييم السياسات الأمنية والسياسية.. خمس سنوات بعد التفجيرات الإرهابية في بروكسل، شارك فيه عدد كبير من السياسيين وأعضاء السلك الدبلوماسي، وكبار الشخصيات الأمنية وخبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا، إلى جانب شخصيات رفيعة المستوى من وزارة الدفاع والاستخبارات.

وشهد عرض كتاب «نزع الأسلحة- الصراع غير المتوازن في مواجهة الإيدولوجيات الإسلاموية المتطرفة» في البرلمان الفيدرالي البلجيكي في العاصمة بروكسل، وأعاد البرلماني كون ميتسو التأكيد على خطر التهديدات الإرهابية النابعة من تنظيم الإخوان، وأكد أن أوروبا تواجه أخطارا عدة أهمها إعادة تشكيل الإسلام السياسي وتدخله في النسيج السياسي.

وأعرب ميتسو عن خوفه من إطلاق سراح أكثر من 400 من المتهمين بالتطرف من السجون البلجيكية وعدم متابعتهم بما يكفي نظرا لقلة الوسائل القانونية والمادية المتاحة لذلك وكثرة عددهم.

لماذا يركز الإخوان على بلجيكا؟

  • أكثر من 800 ألف شخص يعيشون في بلجيكا يمثلون 7% من عدد السكان.

  • نصف سكان العاصمة بروكسل مسلمون وأغلبهم من المغرب.

  • تعد بلجيكا مقرا للعديد من المؤسسات الدولية والأوروبية.

  • تمثل بروكسل ثقلا اقتصاديا وثقافيا كبيرا في أوروبا.

  • انتشار الجماعات المتطرف في بلجيكا بشكل لافت.