من وراء محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق؟

الفصائل الموالية لإيران هددت قبل 48 ساعة بحرمان الكاظمي من ولاية ثانية 5 مصابين في الحادث الإجرامي.. والكاظمي: أنا مشروع فدائي للوطن
الفصائل الموالية لإيران هددت قبل 48 ساعة بحرمان الكاظمي من ولاية ثانية 5 مصابين في الحادث الإجرامي.. والكاظمي: أنا مشروع فدائي للوطن

الاحد - 07 نوفمبر 2021

Sun - 07 Nov 2021

فيما بدأت السلطات العراقية تحقيقا واسعا لكشف ملابسات محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد استهداف منزله بطائرة مسيرة، تلاحق الاتهامات الميليشيات الإرهابية المسلحة الموالية لإيران التي هددته قبل الحادث بـ48 ساعة وأكدت أنها ستحرمه من ولاية ثانية.

وأثار الحادث الذي أدى إلى إصابة عدد من حراس رئيس الوزراء العراقي غضب المجتمع الدولي، حيث توالت بيانات التنديد من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغالبية دول العالم.

ورغم محاولات زعماء الميليشيات الإرهابية التي نشرت الفتنة والدمار في العراق لمصلحة دول أخرى، إلا أن المؤشرات والدلائل كلها تتجه نحوها، بعدما بات واضحا للعيان أنها المستفيد الأول من اختفاء الكاظمي عن المشهد العراقي.

طائرة مفخخة

اختارت أيادي الغدر فجر أمس لتنفذ عمليتها الإجرامية، حيث تعرض منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالساحة الخضراء في بغداد خلال الساعات الأولى من الصباح لمحاولة اغتيال فاشلة بطائرة مسيرة مفخخة، ونقلت وكالة الأنباء العراقية «واع» عن بيان الخلية الأمنية أن محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد، لافتة إلى أن الكاظمي لم يصب بأي أذى وهو بصحة جيدة. وأضافت «القوات الأمنية تقوم بالإجراءات اللازمة بصدد هذه المحاولة الفاشلة».

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية أن محاولة الاغتيال جرت بثلاث طائرات مسيرة مفخخة، وأن القوات الأمنية تمكنت من إسقاط اثنتين من هذه الطائرات.

ووفق خبراء ومحللين، فإن محاولة اغتيال الكاظمي أتت بعد يومين من تهديد الفصائل الموالية لإيران بحرمان رئيس الوزراء من ولاية ثانية.

مشروع فداء

وفي أول تعليق له في أعقاب الهجوم - غرد الكاظمي عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر- قال «كنت وما زلت مشروع فداء للعراق وشعب العراق، صواريخ الغدر لن تثبط عزيمة المؤمنين، ولن تهتز شعرة في ثبات وإصرار قواتنا الأمنية البطلة على حفظ أمن الناس وإحقاق الحق ووضع القانون في نصابه». وأضاف في التغريدة «أنا بخير والحمد لله، وسط شعبي، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق». وفي وقت لاحق دعا الكاظمي في خطاب متلفز بعد تعرضه لمحاولة اغتيال بقصف منزله بطائرة مسيرة العراقيين إلى الحوار الهادئ البناء من أجل العراق ومستقبله، وقال «تعرض منزلي إلى عدوان جبان وأنا ومن معي بألف خير». وأضاف «إن القوات الأمنية والعسكرية تعمل على استقرار العراق وأن الصواريخ الجبانة لا تبني مستقبل العراق ونحن نعمل على بناء الدولة واحترام مؤسساتها وتأسيس مستقبل أفضل».

فصائل طهران

وأكد موقع «إندبندنت عربية»، نقلا عن مصادر أمنية، إصابة عدد من أفراد الحرس الشخصي للكاظمي في محاولة الاغتيال الفاشلة، بينما قالت قناة «العربية» «إن 5 أصيبوا من طاقم رئيس الوزراء»، وذكر دبلوماسيون غربيون في المنطقة الخضراء أنهم سمعوا دوي انفجارات وإطلاق رصاص في المنطقة، ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم. وأتى القصف عقب مواجهات اندلعت قبل بين متظاهرين مناصرين لفصائل موالية لإيران كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات والقوات الأمنية التي تصدت لمحاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء، حيث يعتصمون أمام اثنتين من بواباتها الأربع. وتوعد قادة بعض الفصائل الميليشياوية رئيس الوزراء الكاظمي، ولوحوا بمحاسبته وحرمانه من ولاية ثانية في رئاسة الوزراء، إلى جانب تهديدهم بمحاسبة بعض القادة العسكريين الذين يتهمونهم بالوقوف وراء ما اعتبروه صدامات.

تهديد صريح

وشنت الفصائل المسلحة وزعماؤها حملة تهديد ووعيد صريحة لحكومة الكاظمي وبعض قادة الجيش والأجهزة الأمنية، ففي تغريدة عبر تويتر، هاجم أمين عام كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي، الكاظمي، وهدده بالحرمان من ولاية ثانية لرئاسة الوزراء، وكتب «أقول لك، الكاظمي، عليك أن تنسى أمرين، الأول تكرار مهزلة تجديد رئاستك، والثاني لن تعاد حتى إلى منصبك السابق» أي رئاسة جهاز المخابرات.

وهاجمت كتائب حزب الله الكاظمي بشدة، ووصفت سلوكه بـالوحشي، وقالت في بيان، «إن إصدار أوامر إطلاق النار على المتظاهرين العزل وسفك دماء الأبرياء في ساحة الاحتجاج السلمي أظهر وحشية الكاظمي وفريقه، وهو ما يعكس بشكل واضح استبداده هو ومن يقف خلفه». وفي استقصاد واضح قالت «إن سلوك الكاظمي الإجرامي تجاه شعبنا العزيز بدأ بسياسات التجويع والفساد، وها هو ينتهي إلى القمع والقتل، وكلها مظاهر لسوء استخدام السلطة».

خيبة أمل

ويربط مراقبون بين محاولة اغتيال الكاظمي والخسارة التي سجلها «الحشد الشعبي» المكون الأكبر للميليشيات الإرهابية الموالية لطهران. ويرون أن الشارع العراقي حاول طرد هذه الميليشيات وعبر عن رأيه صراحة في الانتخابات، وعبر الناخبون عن خيبة أملهم من أدائه السياسي وإخفاقه في تلبية تطلعاتهم، بالإضافة إلى العنف والممارسات القمعية المنسوبة للفصائل المكونة للحشد. في المقابل، حصد التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، أكثر من 70 مقعدا وفق النتائج الأولية، ما يجعله في الطليعة، لكن اختيار رئيس للحكومة وتشكل الكتل السياسية والتحالفات في البرلمان الجديد قد يتطلب وقتا طويلا، فيما يجري الصدر حاليا لقاءات مع قوى سنية وكردية في بغداد.

خطوات التصعيد

وبدأ الخاسرون في الانتخابات تصعيدهم من الخميس الماضي، وأصدروا بيانا أعلنوا فيه عن خطوات تصعيدية عبر ما سموه «جمعة الفرصة الأخيرة». وبينما انطلقت مظاهرات بدأت سلمية صباحا فإنها تحولت إلى مواجهات بعد الظهر، بدأت على أثرها المخاوف تشتد من أن تتحول إلى صدام شيعي. وكان عدد من زعامات بدؤوا حراكا لتطويق الأزمة سواء عبر إصدار بيانات أو تغريدات أو عبر اتصالات مع مختلف الأطراف الرافضة من أجل سحب المتظاهرين. وامتدت المظاهرات من العاصمة العراقية بغداد إلى عدد من المحافظات العراقية، لا سيما الوسطى والجنوبية التي يخشى في حال استمرارها أن تعيد سيناريو مظاهرات أكتوبر 2019، لكن بنسخة أكثر عنفا بين الأحزاب والقوى الشيعية هذه المرة.

فشل جماهيري

وفيما فشلت الأحزاب التي حاولت عمل إطار تنسيقي بعد خسارة الانتخابات في تحريك الشارع بأعداد كبيرة بهدف الضغط لتحسين شروط التفاوض حول مكاسبها في الحكومة الجديدة، كشفت هذه الأحزاب عن محدودية عمقها، حيث لم يكن الحضور بالحجم الذي كانت تخطط له»، الأمر الذي يفتح الباب أمام لجوئها إلى القوة، ويربط بينها وبين محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى كاظمي. وأطلق تحالف الفتح الذي يمثل الحشد الشعبي في الأيام تهديدات واضحة لمفوضية الانتخابات ملوحا بإسقاطها من خلال الاحتجاجات، لكن مراقبين محليين يقولون «إن أحزاب الإطار التنسيقي تتخفى وراء صورة الحشد الشعبي كميليشيات تمارس العنف من أجل التغطية على تراجعها، وإن التظاهرات هي أقصى ما يمكن أن يضغط به أنصارها، وإنهم عاجزون عن التصعيد». ويضم «الإطار التنسيقي» قوى سياسية وفصائل من أبرزها دولة القانون برئاسة نوري المالكي وتحالف الفتح الذي يجمع ميليشيات الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري.

فتح تحقيق

كشف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول أمس، أن السلطات العراقية فتحت تحقيقا لمعرفة المكان الذي انطلقت منه الطائرة المسيرة المفخخة التي استهدفت منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فجرا بالمنطقة الخضراء وألحقت أضرارا دون وقوع إصابات. وقال «إن الوضع الأمني داخل المنطقة الخضراء تحت السيطرة بعد انتشار القوات العراقية بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، حيث باشرت الأجهزة الأمنية تحقيقها وجمع الأدلة لمعرفة مكان انطلاق الطائرة المسيرة المفخخة الوضع الأمني تحت السيطرة». وأكد اللواء تحسين الخفاجي المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية أن هناك تحقيقا فنيا مشتركا عالي المستوى من عدة جهات في وزارتي الدفاع والداخلية وقوات الدفاع الجوي وأيضا مع السفارة الأمريكية لمعرفة وتتبع مسار الطائرة المسيرة المفخخة ودور منظومة السي-رام لحماية مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء للكشف عن ملابسات هذه المحاولة الفاشلة.

قالوا عن محاولة الاغتيال:

تصدٍ

«نقف صفا واحدا إلى جانب العراق الشقيق، حكومة وشعبا، في التصدي لجميع الإرهابيين الذين يحاولون عبثا منع العراق الشقيق من استعادة عافيته ودوره، وترسيخ أمنه واستقراره، وتعزيز رفاهه ونمائه».

الخارجية السعودية

إرهاب

«نتابع التقارير الواردة بشأن هجوم بطائرة بدون طيار استهدف مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي الكاظمي، شعرنا بالارتياح لعدم إصابته، هذا العمل الإرهابي الظاهر، والذي ندينه بشدة، كان موجها إلى قلب الدولة العراقية».

الخارجية الأمريكية

جريمة

«تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق، هذا التطور يستوجب وحدة الموقف في مجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه، لا يمكن أن نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على نظامه الدستوري».

برهام صالح - رئيس العراق

عواقب

«أدين وأستنكر المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي التي جرت عن طريق مسيرة استهدفت محل إقامته، هذا العمل الإرهابي تطور خطير يهدد الأمن والاستقرار في البلاد وينذر بعواقب وخيمة».

نيجيرفان بارزاني - رئيس إقليم كردستان العراق

هدوء

«يجب عدم السماح للإرهاب والعنف والأعمال غير القانونية بتقويض استقرار العراق وحرف مسار عمليته الديمقراطية، نتضامن مع رئيس الوزراء في الدعوة إلى الهدوء والحث على ضبط النفس».

الأمم المتحدة

رفض

«نرفض بشكل قاطع مثل هذه الاعتداءات الإجرامية، والتي استهدفت أمن واستقرار العراق، والذي هو من أمن دول المجلس، ونتضامن مع العراق وشعبه للحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.

نايف الحجرف - أمين مجلس التعاون الخليجي

استنكار

«الإمارات تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العراق، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية»

الخارجية الإماراتية

يأس

«نقف مع العراق ضد كل ما يهدد أمنه واستقراره أو ينال من تماسك جبهته الداخلية، وتلك الأعمال الإرهابية البائسة لن تثني العراق عن استكمال مسيرة إنجازاته الوطنية»

الخارجية المصرية