منصور الشلاقي

زوال الجائحة

الخميس - 04 نوفمبر 2021

Thu - 04 Nov 2021

خبر زوال جائحة كورونا تماما من السعودية سيكون هو الخبر الأهم الذي ينتظره الملايين من المواطنين والمقيمين في القريب العاجل لتنجلي الغمة تماما، ويعود الناس إلى ممارسة حياتهم الطبيعية مودعين الكمامة والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية توديعا إلى الأبد، بعد أن عاش العالم بأسره ونحن جزء منه أكثر من ثمانية عشر شهرا تحت إجراءات احترازية مشددة امتثالا لتعليمات الجهات المختصة وتوصيات الصحة العالمية بأهمية التقيد بتلك الإجراءات حرصا على صحة الإنسان وسلامته.

وكان من تلك الإجراءات الاحترازية المشددة حظر التجول، والحجر المنزلي والمؤسسي، وتوقف التعليم، والمنع من دخول بعض الأماكن العامة، والإلزام بارتداء الكمامة الطبية، وإغلاق المساجد والجوامع عدة أشهر، وتطبيق التباعد الجسدي، وكلها كانت لمصلحة عامة منعا لتفشي الجائحة.

وما صدور الإعلان الرسمي من وزارة الداخلية السعودية بتخفيف الإجراءات الاحترازية في المملكة ابتداء من يوم الأحد 17 أكتوبر والسماح بنزع الكمامة في الأماكن العامة وبقائها في الأماكن المغلقة وتقليص مسافة التباعد الجسدي إلا بداية مبشرة بالخير بزوال جائحة كورونا عما قريب بإذن الله.. وعودة تدريجية إلى الحياة الطبيعية إلى ما قبل الجائحة، ونهاية لمنعطف خطير غير في حياتنا الشيء الكثير لأكثر من سنة ونصف، حيث كانت تلك الفترة من أصعب الفترات التي مرت علينا في حياتنا منذ عقود طويلة.. ولكن بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بمتابعة ودعم وتوجيه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وقيادات الصحة والأجهزة الحكومية والأهلية الأخرى المساندة تجاوزنا مرحلة الخطر.. وتصدينا لكل الصعوبات والتحديات أثناء تفشي الجائحة بنجاح كبير يقف خلفه توجيه القيادة الرشيدة التي تعاملت مع الجائحة باحترافية كبيرة، وتضحيات (الجيش الأبيض) من أبطال وزارة الصحة يساندهم رجال الأمن العام الذين لفتت جهودهم أنظار العالم وتحدثت عنها وسائل إعلامية أجنبية.

ورغم أن إعلان وزارة الداخلية بتخفيف الإجراءات الاحترازية كان مفرحا ومبهجا إلا أن خبر إزالة الحواجز البلاستيكية المحيطة بالكعبة المشرفة واستبدالها بالشريطية، وإزالة ملصقات التباعد الجسدي من صحن الطواف، ورفع الطاقة الاستيعابية كان هو الأكثر فرحا وابتهاجا، وتحديدا حينما قال إمام الحرم المكي الشريف في صلاة الفجر: ((استووا.. اعتدلوا.. أقيموا صفوفكم.. تراصوا.. وسدوا الخلل)) لتدمع الأعين فرحا بعودة صفوف المصلين في المسجد الحرام إلى التراص وإلغاء التباعد الجسدي بينهم، متضرعين إلى الله بالدعاء أن يحفظ لهذا الوطن قيادة وشعبا أمنه واستقراره، وأن يبعد عنه الشرور والمصائب، وأن تعود صفوف المصلين في جميع المساجد والجوامع إلى التراص والمحاذاة بانتهاء وباء فيروس كورونا الذي تفشى بسرعة في دول العالم.

أخيرا: تجاوزنا منعطف الخطر بنجاح ولله الحمد وذلك بفضل الجهود الجبارة التي بذلت.. والقيادات الوطنية المحترفة التي خططت.. والكوادر التي عملت بكل كفاءة واقتدار وأمانة.. وسنفرح قريبا بإذن الله بزوال الجائحة حينما نسجل (0) حالة.

MansoorShlaqi@