«بوابة الدرعية» تدشن مبادرة التاريخ الشفوي للعرضة السعودية

الأحد - 31 أكتوبر 2021

Sun - 31 Oct 2021








 العرضة السعودية                                         (مكة)
العرضة السعودية (مكة)
ضمن جهودها الهادفة للحفاظ على الإرث التاريخي، وإعادة إحياء قصائد العرضة والتعريف بشعرائها، وتوعية المجتمع بهذا التراثي العريق، أطلقت هيئة تطوير بوابة الدرعية مبادرة «التاريخ الشفوي للعرضة السعودية».

وتعد العرضة السعودية فنا وموروثا عريقا عرفت به الدرعية «جوهرة المملكة»، ورمزا وطنيا مهما يجسد تراث المملكة وثقافتها بأداء واحد، وهي صورة من صور التلاحم الخالدة بين القيادة والشعب يؤديها الرجال، فتبعث فيهم روح الحماس، مستعرضين أمام القائد لإظهار حب الأرض والوفاء للقائد.

رقصة السيف

وكانت تؤدى في السابق استعدادا للحرب قبل مواجهة العدو في ساحة المعركة، حيث كانت رقصة السيف وسيلة لاستعراض الرجال أسلحتهم وروحهم القتالية، وأصبحت العرضة اليوم تؤدى ضمن فنون الفولكلور الشعبي للمملكة.

وعن أهمية العرضة ومكانتها لدى السعوديين، بين مدير إدارة الأبحاث والدراسات التاريخية في هيئة تطوير بوابة الدرعية الدكتور بدران الحنيحن، أنها رمز للثقافة السعودية التقليدية المستمدة من البطولات التي خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز في سبيل توحيد هذا الكيان، حيث كانت تمثل مصدر الحماس قبل خوض المعارك، واليوم باتت تؤدى في المناسبات الخاصة، كالمهرجانات والاحتفالات الوطنية، وهو ما يؤكد الحرص على أهمية الحفاظ على هذا التراث الأصيل ونقله إلى الأجيال.

مبادرات متخصصة

وأكد التزام الهيئة بالمحافظة على تراث المملكة وثقافتها وتقاليدها وإرثها التاريخي، من خلال الحرص على توثيق التاريخ الشفوي لجميع التراثيات عبر إطلاق مبادرات متخصصة عن كل فن من فنون التراث الشعبي في المملكة، وذلك بإجراء حوارات شفهية مصورة ومسموعة وتفريغ المقابلات كتابيا.

وأضاف أن العرضة تجمع ما بين الشعر ورتم الإيقاع وتمتاز بالهيبة والوقار، حيث الراية والسيوف، كما تعطي مشهدا بصريا جميلا يتمثل في وحدة الزي مع الأداء الرفيع والمنظم، في صفوف متقابلة، يصل عدد المؤدين إلى 50 مؤديا في الصف الواحد، مما يجعلها أهم ركائز العرضة.

وتعتمد العرضة على التعبير الحركي الجماعي المهيب المشحون بإثارة الحماس قبل خوض الحرب في السابق، حيث يحاكي صور المعارك قديما، خاصة وسط المعركة، حيث «المحورب» والفرسان والطبول والأعلام والسيوف والشعر الحماسي، التي تمثل جميعها الأركان الرئيسة للعرضة.

الفنون الشعبية

وشهد هذا الفن - الذي يمثل أحد ألوان الفنون الشعبية الرجولية - تطورا كبيرا يعكس مدى أهمية هذا الفلكلور الشعبي والمحافظة عليه، من خلال إحياء القصائد الحماسية التي وثقت لهذا التراث، والتعريف بأبرز الشعراء الذين برعوا في نظمها.

وتسعى الهيئة من خلال إطلاقها المبادرات التوثيقية إلى إبراز ثقافة المملكة المتأصلة في الدرعية، لتحكي قصص الفخر والعزة المتجذرة في تاريخ المملكة عموما وفي الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، وأن تبني منها تجربة ثقافية غنية باهرة بعراقتها، لتصبح مقصدا للعالم وفخرا للسعوديين.