مختصون يدعون لشراء الأدوية الكترونيا بعد ارتفاع أسعارها.. و«الدواء» تبرر الزيادة بشح الإنتاج عالميا

السبت - 30 أكتوبر 2021

Sat - 30 Oct 2021

فيما أشار مهتمون بحماية المستهلك ومختصون إلى ارتفاع أسعار الدواء في صيدليات المملكة، وخشيتهم من أن تأخذ الارتفاعات منحى جديدا بعد إلغاء إلزامية وضع السعر على العبوة، مطالبين بدعم ثقافة شراء الدواء عبر الإنترنت من الصيدليات العالمية الموثوقة، بررت الهيئة العامة للغذاء والدواء ارتفاع أسعار الأدوية في السوق المحلية بشح الإنتاج وزيادة الطلب عالميا نتيجة جائحة كورونا، وأكدت سعيها للوصول إلى سعر عادل للدواء يضمن توفره في السوق المحلية بأقل سعر ممكن، مع متابعة التغيرات التي تحدث في التسعير، بحيث تتم مقارنة سعر الدواء في المملكة مع سعره في الدول المشابهة للمملكة من الناحية الاقتصادية ومتوسط دخل الفرد ووجود سلطات رقابية صحية تنظم أسعار الأدوية في البلد.

وأشارت إلى وجود عديد من العوامل التي تؤثر على سعر الدواء مثل شح انتاجه أو ارتفاع الطلب العالمي عليه وكذلك وجود الأنظمة التجارية العالمية مثل حماية الملكية الفكرية والتي تمنع تسجيل أدوية مماثلة للدواء المبتكر وغيرها من العوامل الخارجة عن إرادة الجهات الرقابية الصحية.

وجاء رد الهيئة العامة للغذاء والدواء على استفسارات «مكة» بخصوص ما أفاد به مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي بأن أسعار الدواء بالمملكة ارتفعت مقارنة بأسعارها في دول أخرى مشابهة في اقتصادها للمملكة ومنها دول مجاورة، معبرين عن استيائهم من الارتفاعات التي تضيف أعباء جديدة على المواطنين، مطالبين الهيئة والجهات الأخرى ذات العلاقة بالتدخل لكبح جماح الأسعار خاصة وأنها تتعلق بصحة الإنسان.

مراجعة الأسعار

وذكرت الهيئة أنها تعكف بشكل دائم على مراجعة الأسعار بشكل دوري والوصول إلى تخفيض تدريجي على مدى سنوات تسجيل الدواء في المملكة بما يضمن قبول الشركة وتوفير الدواء للمرضى في المملكة دون انقطاع، لافتة إلى أن أسعار الأدوية تتأثر بالكثير من العوامل الاقتصادية كحال العديد من السلع الاستهلاكية الأخرى، لافتة إلى إمكانية تغير سعر دواء في بلد معين مقارنة بسعر نفس الدواء في المملكة وذلك عند اختلاف سعر الصرف على سبيل المثال، بالإضافة إلى سلاسل الإمداد وتعدد نقاط البيع.

انقطاع الدواء

ولفتت الهيئة إلى أن الأدوية تختلف عن بقية السلع الاستهلاكية، حيث إن انقطاعها يهدد صحة المريض ومن أسباب أن يكون الدواء غير متاح للمريض هو ارتفاع سعر الدواء أوانخفاضه بشكل كبير بحيث لا يمكن للمريض الحصول عليه أو لا يكون مجديا للشركة أو وكيلها توفير الدواء في السوق المحلية من ناحية اقتصادية. وفي كلتا الحالتين يكون الدواء غير متاح للمريض. لذلك سنت الهيئة الأنظمة والقوانين التي تهدف للوصول إلى سعر عادل يضمن توفر الدواء في السوق المحلي بأقل سعر ممكن ضمن حدود صلاحياتها.

مبالغة بالأسعار

ودعا الدكتور سعود السلوم من خلال موقعه على تويتر إلى كسر حالة الارتفاع في الأسعار التي يعتبرها غير مبررة بالشراء عبر الإنترنت، لافتا إلى أن أسعار الدواء بالمملكة لن تتعدل في الأجل المنظور، مشيرا إلى أن الحل الأفضل أمام هذا الارتفاع هو شراء الدواء عبر الإنترنت من مواقع شركات دواء وصيدليات معروفة وبتاريخ إنتاج حديث جدا، لافتا إلى وصول الدواء للمستفيد في السعودية أقل بكثير من سعر الدواء من الصيدليات حتى مع أسعار الشحن، وذكر أسماء صيدليات معروفة على مستوى العالم وتستورد منها الصيدليات بالمملكة منها كيمست وير هاوس الأسترالية وكيمست دايركت البريطانية وبيست فارمسي اليونانية، وقدم شرحا عن كيفية حساب الأسعار ومقارنتها بالأسعار في الصيدليات المحلية وكيفية الشحن إلى المملكة.

منتجات سعودية بالخارج

وأشار الصيدلي محمد العتيبي إلى أن الغريب أن بعض الأدوية التي تصنع في المملكة نجدها في دول الخليج المجاورة بأسعار تقل بنسبة تصل إلى 40% والحال كذلك مع المستحضرات وأدوات التجميل والشامبوهات وأدوات التنظيف، ونتساءل عن السبب، هل الضريبة مبرر لبيع المنتج السعودي في دول أخرى بأقل بكثير عما هو عليه بالمملكة.

مشكلة بالفعل

وأفاد رئيس اللجنة التجارية السابق بغرفة الشرقية علي البرمان، أن أسعار الدواء بالفعل أصبحت مشكلة للمستهلك، خاصة لمن يحتاجها باستمرار مثل أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن خاصة مع الظروف الاقتصادية للكثير من المواطنين.

تباين الأسعار

وذكر الرئيس الحالي للجنة التجارية بغرفة الشرقية هاني العفالق أن اللجنة تهتم بشؤون المستهلك وتقف في مواجهة الأسعار غير المبررة، مشيرا إلى وجود تباين أحيانا في أسعار المنتجات ومنها الدواء في المملكة، مبينا أن معرفة الأسباب يحتاج الى دراسة متعمقة؛ لأن البعض يحصل على أسعار منخفضة عما يحصل عليها الآخر وهي تؤثر على السعر الذي يباع به المنتج.

حليب الأطفال

وأفاد المهتم بشؤون المستهلك أحمد الأحمري أن المشكلة الأكبر إلى جانب ارتفاع أسعار الأدوية هو أسعار حليب الأطفال ومستلزماتهم والتي ارتفع خلال عام فقط إلى نسب تتراوح بين 50 و70% على الأقل، لافتا إلى أنه بالرغم من إمكانية استيراد بعض المنتجات عبر الإنترنت إلا أن هناك مواد أخرى ضرورية يصعب على الأفراد استيرادها مثل المنتجات الغذائية للأطفال ما يجعل المستهلك تحت رحمة الصيدليات والتجار.

ودعا الأحمري إلى تعزيز ثقافة الشراء الالكتروني للأدوية بما يسهم في إجبار الصيدليات على خفض أسعارها.

شماعة الضريبة

بدوره عبر الاقتصادي عبدالله العيسى عن استغرابه من الارتفاع الكبير لأسعار الدواء بالصيدليات السعودية بما يتجاوز كل الرسوم والضرائب وتكاليف استيراد الدواء التي تجعلها بعض الصيدليات كشماعة، مشيرا إلى أن قرار إلغاء تسعيرة الأدوية الذي أعلنت عنه الهيئة العامة للغذاء والدواء، يفتح الباب بشكل كبير أمام ارتفاعات أكبر، تجعل من شراء الدواء الكترونيا الحل الأفضل والأرخص للمستهلك، مبينا أن الكثير من المرضى بالأمراض المزمنة يقومون بالفعل بشراء كميات من الأدوية عبر الإنترنت عبر شركات معروفة.

40 % فرق

وأشار حمود الحارثي إلى أنه طوال الفترة التي سبقت كورونا كان يشتري الدواء لعلاج والده المسن من دولة مجاورة، حيث كان هناك فرق في السعر يصل إلى 40 %، واضطر مع توقف السفر إلى شرائه من الداخل بارتفاع عما كان يباع به سابقا، وقد تنبه أخيرا إلى إمكانية شراء الدواء بأسعار أقل عن طريق الإنترنت، لافتا إلى وجود فرق كبير في الأسعار في الشراء عبر الإنترنت حتى مع تكلفة الشحن.