نمر السحيمي

تركي آل الشيخ: أعيذك بكلمات الله التامات

الاثنين - 25 أكتوبر 2021

Mon - 25 Oct 2021

افتتح الأربعاء موسم الرياض الثانـي (تخيل أكثر).. وأتمنى أن لا يتخيل الناس الصورة السيئة التي رسمها عنه الخطاب المتطرف المضاد لكل عمل بشري؛ فالخطاب أو قل الفكر المتطرف يستخدم أول ما يستخدم الإسلام ليواجه به أي عمل بشري إنساني بالرفض دون تأصيل لهذا الرفض بل بمبدأ المتسرع المنغلق الذي يرفض التغيير.

وإذا نظرنا لرفض التغيير نجده مبررا يكفي للرد على الخطاب أو الفكر المتطرف؛ فبمجرد رفض التغيير يتأكد تعطيل العقل والسير على نهج من هلكوا ووصفوا بـ(إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدونَ).

وبالعودة لموسم الرياض فإن تعريفه الحقيقي أنه تجمع إنسانـي حضاري عالمي يهدف إلى أمور إيجابية لا تتعارض مع عقيدتنا وشريعتنا الإسلامية السمحة؛ ومن هذه الأمور:

أولا: إظهار سماحة إسلامنا ووسطيته بمد أواصر الصداقة مع دول العالم؛ وذلك من خلال جلب الأفراد المبدعين من مختلف دول العالم والفرق الثقافية الإبداعية العالمية لهذا الموسم.

ولهذا تأصيل في السيرة النبوية ففي الصحيح: «إن بعض مهاجري الحبشة كانوا يلعبون في فناء مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تنظر إليهم ولم يمنعها النبي من ذلك»، وفي هذا ما يدل على أن من وسائل نشر الإسلام تطييب نفوس المدعوين بتقديم ما لديهم من إبداع بشري، والسماح بمشاهدة ذلك لإظهار سماحة الإسلام وسعته وشموله.

ثانيا: إعطاء الفرصة للمتابعين من الخارج بالتعرف على المملكة، وأنها دولة سلام، وتشارك العالم في إعمار الأرض في كل المجالات ومن تلك المجالات المجال الثقافي العالمي.

ثالثا: تصحيح الصورة المغلوطة التي رسمها أرباب التطرف عن المملكة والإسلام خلال الأربعة عقود الماضية، حيث لا زال أولئك المتطرفون يجلبون بِخَيْلِهم وَرَجِلِهم ضد المملكة والدين الإسلامي الوسطي السمح، وبرامج التغيير الطبيعية التي تعتمدها المملكة لمواكبة الركب الإنساني العالمي بما لا يتعارض مع عقيدتها ودينها.

رابعا: تعليم شعب المملكة الذي كان بعضه أسير دش معلوماتي متطرف أن الدين الإسلامي لا يتعارض مع الانفتاح على حضارات العالم، وأن المسلم يألف ويُؤلف، وأن بلادنا ليست دولة مذهبية منغلقة؛ بل إن ديننا يدعونا للانفتاح على العالم، وتقديم هذا الدين الرباني من خلال التعامل الطيب والأخلاق الرفيعة مع أبناء الإنسانية جمعاء.

ولا شك أن لهذا الموسم الكثير من الفوائد في جانب الانفتاح على العالم الذي يحققه بفعالياته؛ وهو انفتاح إيجابي لا يتعارض مع تعاليم ديننا السمح كما أسلفت.

ولعلي أعود للخطاب المتطرف الذي ركز ولا زال يركز على بعض التصرفات المخالفة التي تحدث من بعض المراهقين الذين يحضرون فعاليات الموسم بخلفية ربما تكون متأثرة بذلك الخطاب المتطرف المنغلق، وما تركيزهم على المشاهد المخالفة القليلة من المراهقين وترك الإيجابيات العديدة التي اعتمد من أجلها الموسم إلا دليل إفلاس من أرباب التطرف، بل هو دليل عجز وأفول، وبوادر سلامة من تأثير التطرف على النظام العام في الشارع السعودي، ما يؤكد السير وبقوة مع رؤية ولي العهد الذي بدأها بقوله: «لن نترك للأفكار المتطرفة التي ظهرت في حياتنا في عام 1979 أن تؤثر فينا، وسوف نعود كما كنا عليه قبل عام 1379، وستكون المملكة أكثر تسامحا، وسوف تتمسك بمبادئ الوسطية الإسلامية السمحة بعيدا عن التزمت والتشدد»، سنعود إلى ما كنا عليه من الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وجميع الأديان وثقافات الشعوب.

وإذا نظرنا لموسم الرياض نجد أنه من أهم برامج التحول الوطني التطبيقية نحو رؤية المملكة 2030، ومن فضل الله أن يتولى الأستاذ تركي آل الشيخ المستشار في الديوان الملكي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه دفة هذا الموسم، وهو رجل ظهر من خلال جهوده التي يراها الجميع أنه من المسؤولين الشباب الذين تعلموا على أيدي ولي العهد وساروا معه ولا زالوا لتحقيق التغيير الإيجابـي النافع لهذا الوطن وشعبه، على ضوء خطط طموحة مرسومة بعناية، وفي إطار المنظومة المحقِّقة لأهداف رؤية المملكة 2030.

إنني وبكل أمانة معجب جدا بجيل ولي العهد وقدرتهم على الصبر والتحمل في سبيل خدمة الوطن؛ مهما كانت الصعوبات وحجم المعوقات التي اعترضتهم ولا زالت تعترضهم؛ ويمثل المستشار تركي آل الشيخ الأنموذج المثالي للصبر والمثابرة والاجتهاد، ولعلي أنقل ما سمعته شخصيا من إحدى أمهاتنا حين جاءت سيرة المستشار تركي آل الشيخ فقد نظرت إليَّ وقالت أتحبه؟ قلت لها: نعم أحبه ولِمَ لا؟ وهو من خيرة من يعمل مع ولي العهد؛ فتركتها وأنا اسمعها تقول: «أعيذه بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، ولم أسألها عن السبب!!

alsuhaimi_ksa@