أمريكا تخسر 3 دول خلال عام

دميرداش: صور الأفغان المتشبثين بالطائرة تجسد الفشل الذريع
دميرداش: صور الأفغان المتشبثين بالطائرة تجسد الفشل الذريع

الثلاثاء - 19 أكتوبر 2021

Tue - 19 Oct 2021








أفغان يجلسون داخل طائرة بعد خروج القوات الأمريكية        (مكة)
أفغان يجلسون داخل طائرة بعد خروج القوات الأمريكية (مكة)
أثار الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان والعراق توقعات بأن واشنطن تعتزم الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط بأسرها، بعد أن تسببت الحروب التي خاضتها في دول بالمنطقة تحت ذرائع مختلفة، في استنزافها معنويا وماديا وكلفتها عددا كبيرا من أرواح الجنود الأمريكيين، دون أن تحقق ما كانت تصبو إليه.

وهذه النتيجة، بالإضافة إلى رغبة واشنطن في التركيز على تحجيم قوى أخرى، تهديدا كبيرا لهيمنتها، وبالتحديد الصين وروسيا، جعلتها تفكر بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط إلى حد ما، لتركيز الموارد على مجابهة تلك التحديات، مع الاحتفاظ قطعا بسبل لحماية مصالحها في المنطقة.

ويقول الباحث والمحلل علي دميرداش، الحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كارولينا الجنوبية، في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» إنه ربما لا شيء يجسد الفشل الذريع لانخراط واشنطن في أفغانستان منذ عشرين عاما وعدم كفاءتها الأوسع في بناء الدول بالشرق الأوسط من صور الأفغان المتشبثين بطائرات (سي 17) التابعة للقوات الجوية الأمريكية قبل أن يسقطوا من ارتفاع مئات الأقدام في الهواء ليلقوا حتفهم، ولم يكف مبلغ 2.3 تريليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين ولا تضحيات أكثر من 2400 جندي، للتغلب على ضخامة الاختلافات العرقية والقبلية والدينية اللازمة لبناء دولة أفغانية ديمقراطية وصديقة للولايات المتحدة.

العراق

ويضيف دميرداش الذي عمل أستاذا للشؤون الدولية في كلية تشارلستون الأمريكية من 2011 إلى 2018، أن العراق يعد قصة مماثلة، فبعد إنفاق تريليوني دولار والتضحية بأكثر من 4500 جندي أمريكي، تم تسليم العراق إلى إيران على طبق من فضة. بمعنى أنه من خلال الإطاحة بصدام حسين، العدو اللدود لإيران، أنجزت الولايات المتحدة ما لم تتمكن إيران من تحقيقه خلال ثمانينيات القرن الماضي، ولم تكن طهران أبدا صاحبة نفوذ مؤثر في السياسة العراقية كما هي الآن.

وصوت البرلمان العراقي على طرد القوات الأمريكية، وتقوم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران بشكل روتيني بشن هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار على القوات الأمريكية المتمركزة في القواعد العسكرية العراقية في محاولة واضحة لإجبارها على الخروج.

وعلاوة على ذلك، لم يمهد الغزو الأمريكي للعراق الطريق أمام تمدد إيران في العراق وسورية ولبنان فحسب، بل سهل أيضا استغلال روسيا والصين لصناعة النفط العراقية ذات الربح الوفير. وأصبحت روسيا الآن المورد الرئيس للأسلحة للعراق.

سوريا

ويضيف الكاتب أن النمط نفسه يتكرر في سورية، حيث يعتقد أنه تم نشر ما يقدر بنحو 900 جندي أمريكي. وكما هو الحال في أفغانستان والعراق، ورغم إنفاق مليارات الدولارات، فشلت واشنطن بعناد، في رؤية عدم جدوى جهودها لبناء الدولة في سورية.

وببساطة، تحول الحقائق العرقية والقبلية والدينية على الأرض، فضلا عن وجود القوى الإقليمية، روسيا وتركيا وإيران، دون جهود واشنطن لإنشاء دولة كردية صديقة للولايات المتحدة في المنطقة. وبدلا من الحفاظ على مسعى عقيم، من الأفضل للولايات المتحدة أن تحاول خفض حجم خسائرها.

أفغانستان

ويقول دميرداش «إن الولايات المتحدة لديها العديد من الإنجازات العظيمة، ولكن بناء الدول ليس أحده، فمن فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق، أثبتت واشنطن مرارا أن بناء الدول ليس المجال الذي تكمن قوتها فيه. وأشار إلى أن عجز أمريكا عن فهم آلاف السنين من الديناميكيات الاجتماعية والقبلية القديمة التي تحدد هوية الشرق الأوسط، واعتمادها المفرط على الجيش الأمريكي، الذي لم ينج من المزيد من الدمار والفوضى، ودعمها المتهور والمندفع للوكلاء الذين يخلون بالتوازن الإقليمي، كلها عوامل أسهمت في فشل أمريكا في إحراز تقدم في الشرق الأوسط.

خسائر أمريكا في الشرق الأوسط:

  • 2.3 تريليون دولار (8.6 تريليونات ريال سعودي)

  • 2400 جندي ضحوا بحياتهم خلال عمليات بالمنطقة

  • 2 تريليون دولار خسروها بالعراق من 2011 إلى 2018

  • 4500 جندي فقدوا في العراق خلال نفس الفترة