حسين باصي

تجارة ألواح الطاقة الشمسية

الاثنين - 18 أكتوبر 2021

Mon - 18 Oct 2021

ذات يوم كنت أعمل على مجموعة من الأوراق البحثية في الطاقة المتجددة وأسبح في بحر المعادلات الرياضية والتطبيقات العملية، حينها أتاني اتصال من رقم غير مسجل عندي. عادتي أن لا أرد على الاتصالات من أرقام مجهولة، وأعاود الاتصال بها في وقت لاحق عندما لا أكون مستغرقا في العمل.

لسبب ما أثارني الفضول ورديت على المكالمة. دارت المكالمة بيني وبين المتصل، بعد التحية المتبادلة، على النحو التالي:

المتصل: «دكتور حسين أنا متحمس لبناء مصنع للطاقة الشمسية وياريت تكون معانا».

أنا: «جميل جدا! هل أنت المستثمر أم المنفذ».

المتصل: «أنا المنفذ وأعرف مستثمرين ممكن يدخلوا معانا».

أنا: «ماهي الدراسات السوقية التي قمت بها؟»

المتصل:» ؟؟؟؟؟؟؟؟».

السؤال الأخير أعتبره سؤالا عن مدى جدية المتصل، لا أخفي عليكم يصلني باستمرار مثل هذا النوع من الاتصالات ومعظمها ينتهي عند نفس النقطة، ولكن البعض يعرف تماما ما الذي يقوم به ويحدد بوصلته وفق دراسة ودراية عالية، وأنا غالبا ألقبه بـ «النبيه».

كي ننهج نفس طريق صديقنا النبيه في بداية أي مشروع تقريبا (وفي الطاقة المتجددة بالتحديد) يحتاج أن نعمل على مسح للعوامل الخارجية المؤثرة أولا، وملخصها هو:

تحليل السوق: هنا نحدد بعض الأمور المرتبطة بتوجهات السوق وأهم شريحة من المستفيدين وتحديد احتياجاتهم بشكل دقيق، كما أن هذا التحليل يشمل دراسة العناصر التي ينتقل من أجلها المستفيدون من منتج لآخر، مبدأ التنافسية. تحديد سعر المنتجات من أهم وأصعب المراحل في تحليل السوق، حيث إن السعر يعد من العناصر التي ترغب أو تنفر المستفيدين.

تحليل التنافسية: قد يكون هذا التحليل ضمني في تحليل السوق، لكن لأهميته تكون دراسته مستقلة، في هذا التحليل يتم تحليل نقاط القوى والضعف للمنافسين، بعد تحديدهم، يتم عرض ودراسة المنتجات البديلة التي تهدد منتجنا للطاقة الشمسية، كما تتم دراسة سلسلة الإمدادات لكل المنافسين بعناية شديدة. إن أصحاب المصلحة لهم دور كبير في لعبة التنافسية، لذلك تحديدهم وتحديد الطرق الصحيحة في التعامل معهم أمر مهم جدا.

التنبؤات المستقبلية: هنالك عناصر تزيد من مخاطرة المشاريع التجارية في الطاقة الشمسية. من تلك العناصر التوجهات التقنية، هذا الأمر هو الأخطر على مصانع الطاقة الشمسية، حيث إن التطور الصناعي في هذا المجال مستمر بسرعة مما يخلق توترا كبيرا لأصحاب المصانع الصغيرة، كما أن الأنظمة والمواصفات قد تغير خطوط الإنتاج بالكامل في الطاقة الشمسية، ولا ننسى التوجهات الاجتماعية التي تغلب على تحركات الأسواق، مثال ذلك ثقافة الاعتماد المستمر على المكيفات جعلت المستهلكين يفكرون في اقتناء أنظمة طاقة شمسية خاصة للمكيفات.

هذه ليست العوامل الخارجية الوحيدة ولكنها تعتبر نقطة البداية، إن الأمر يتطلب خبراء في الأسواق المحلية والعالمية لعمل دراسات جدوى نافعة وخطط عمل ناجعة بعيدة عن التنظير، ليس الأمر بالمستحيل ولكن إذا فشلنا في التخطيط فقد خططنا للفشل.

HUSSAINBASSI@