اعترافات الناجين من قوارب الموت
التونسيون أكثر الجنسيات العربية بحثا عن الهجرة البحرية
1100 مهاجر لقوا حتفهم قبالة سواحل ليبيا خلال 2021
خفر السواحل يحصلون على رشاوى لإطلاق سراحهم
التونسيون أكثر الجنسيات العربية بحثا عن الهجرة البحرية
1100 مهاجر لقوا حتفهم قبالة سواحل ليبيا خلال 2021
خفر السواحل يحصلون على رشاوى لإطلاق سراحهم
الخميس - 30 سبتمبر 2021
Thu - 30 Sep 2021
لا يمر يوم دون أن تطير وكالات الأنباء بخبر عن غرق قارب يحمل على متنه العشرات من العرب والأفارقة الباحثين عن حياة أفضل في أوروبا، وفي أسوأ الأحوال تتولى سلطات الدول الساحلية القبض عليهم وإنقاذهم قبل أن يذهبوا طعاما لأسماك القرش.
ووفقا لأرقام رسمية نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية، كانت ثلاث دول عربية من أكبر 10 دول منشأ للمهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد في عام 2021 من شمال أفريقيا.. حسب تقرير نشره موقع قناة (الحرة) الأمريكي.
وفيما يمثل سكان شمال أفريقيا النسبة الأكبر والأكثر نموا بين المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، عبر البحر الأبيض المتوسط، عن طريق الهجرة غير الشرعية، فقد أكدت الإحصائية الرسمية الإبلاغ عن وفاة أكثر من 1100 مهاجر أو يفترض أنهم لقوا حتفهم قبالة ليبيا هذا العام عبر «قوارب الموت».
مواجهة الموت
وقبل يومين فقط، احتشد نحو 700 مهاجر في قارب صيد صدئ إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، الواقعة في منتصف الطريق بين تونس، والبر الرئيسي الإيطالي.
وبدا أن العديد منهم شباب من شمال أفريقيا، أو الشرق الأوسط، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
استقت الوكالة شهادات لناجين من قوارب الهجرة غير الشرعية، والتي أضحت تنعت بـ «قوارب الموت» لتسببها في وفاة المئات من الذين كانوا يتطلعون لحياة أفضل على الضفة الأخرى من البحر المتوسط.
قال التونسي وليد إنه كان يأمل مع خمسة آخرين عبور البحر المتوسط، وإنه وأصدقاءه، واجهوا الموت عندما اخترقت المياه قاربهم المطاطي، وكشف أنهم ظلوا يفرغونه من المياه التي غمرته، لمدة خمس ساعات تقريبا.
اعترافات مثيرة
وفي اعترافات مثيرة حول رحلة العذاب.. يقول الشاب التونسي وليد «كنا يائسين للغاية، قبل أن يرصدنا طاقم سفينة الإنقاذ من خلال منظار في وضح النهار، حين كنا على بعد أميال قليلة من الباخرة Geo Barents، وهي سفينة إنقاذ تديرها منظمة أطباء بلا حدود الخيرية.
وكانت السفينة تقوم بدوريات في وسط البحر الأبيض المتوسط قبالة ليبيا التي مزقها الصراع منذ وقت سابق من ذلك الشهر، وتم على الفور إرسال فريق من الجمعية الخيرية، المعروفة باسمها المختصر بالفرنسية MSF، وجدوا ستة شبان: ثلاثة ليبيين وتونسيين ومغربيا.
كانت المجموعة قد انطلقت في اليوم السابق من مدينة الزاوية الساحلية الليبية، وهي نقطة انطلاق رئيسة للمهاجرين الذين يحاولون القيام بهذه الرحلة الخطرة.
قال الستة جميعا، إنهم فروا من أوضاع صعبة أو تنطوي على مخاطر في ليبيا، حيث انتقل ثلاثة منهم قبل سنوات بسبب مشاكل اقتصادية في وطنهم.
حرب وفقر
وكشف التقرير عن أوضاع محفوفة بالمخاطر للمهاجرين في بلدانهم الأصلية، حيث تتعرض الموارد الحكومية لضغوط بسبب تزايد أعداد الشباب، وقضى الكثيرون بالفعل سنوات مروعة داخل ليبيا، التي كانت يوما ما وجهة للعمالة المهاجرة بسبب ثروتها النسبية.
وجعل انزلاق ليبيا في الحرب وغياب القانون على مدار العقد الماضي منها، مركزا للمهاجرين الأفارقة والشرق الأوسط الفارين من الحرب والفقر في بلدانهم على أمل الوصول إلى أوروبا.. وفقا للتقرير.
وغرقت الدولة الغنية بالنفط في حالة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة التي دعمها الناتو والتي أطاحت بنظام معمر القذافي وقتلته في عام 2011.
ضرب وإهانة
ويقول وليد إن عبور البحر هذا الشهر، كان ثامن محاولة له للوصول إلى أوروبا منذ 2013، وعلى مدار الـ 17 عاما الماضية، عمل هذا الشاب البالغ من العمر 42 عاما، وهو أب لطفلين من مدينة في تونس، طاهيا في ليبيا المجاورة، ووصف الحياة هناك مؤخرا بأنها مروعة، ويضيف: «يمكن لأي ليبي أن يضربك، ويهينك، ويأخذ مدخراتك، وأنت (كأجنبي) لا تستطيع فعل أي شيء».
تحدث وليد إلى وكالة أسوشيتيد برس على متن السفينة جيو بارنتس بينما كان هو ومهاجرون آخرون ينتظرون النزول في ميناء في بلدة أوغوستا الإيطالية، حيث سيواجهون أولا الحجر الصحي لفيروس كورونا ثم المعالجة، وعند هذه النقطة يطلبون اللجوء.
قرار الرحيل
ومن بين رفقاء وليد في السفينة تونسي آخر هو كمال المزالي الذي كان يعمل بحارا في ليبيا ومحمد وهو حلاق مغربي يبلغ من العمر 30 عاما، طلب وليد والحلاق عدم الكشف عن هويتهما إلا بأسمائهما الأولى، لتجنب تعريض الأصدقاء الذين ما زالوا في الزاوية للخطر.. حسب تقرير الوكالة. وصل محمد من مدينة فاس المغربية القديمة، إلى ليبيا في مارس 2019 واستقر في مدينة صبراتة الغربية. وفي العام الماضي، اقتحمت الميليشيات المسلحة في طرابلس منزله وصادرت جواز سفره ومدخراته، هنالك، قرر المغادرة.
كانت محاولته الأولى لعبور البحر الأبيض المتوسط في مايو 2020 ، لكن خفر السواحل الليبي اعترضه، وقال إنه أطلق سراحه مقابل رشوة عند عودته إلى الميناء.
طاقم الإنقاذ
كان المغربي محمد مترددا في المحاولة مرة أخرى، خوفا من أن يغرق، لكن تصميمه عاد عندما قام زبون ليبي غاضب بسحب مسدسه عليه بزعم عدم الرد على المكالمات لتحديد موعد لحلاقة شعره.
يضيف المهاجر الناجي: «ليبيا ليست مكانا للعيش فيه»، مشيرا إلى أنه نجح في الحصول على مكان في قارب صغير طوله 4 أمتار، وكان لدى الرجال الستة محرك بقوة 40 حصانا ومحرك أصغر بقوة 25 حصانا كاحتياطي، لكن لم يتم تصميم أي من المحركات لمثل هذه الرحلة الطويلة، وبعد بضع ساعات، أصبح المحرك هادئا لا يعمل.
وبحلول الوقت الذي وصل فيه طاقم الإنقاذ إليهم، كانوا على بعد نحو 40 ميلا بحريا من الساحل الليبي، وكان القارب منخفضا في الماء.
5 أضعاف
وتقول إيطاليا إن 44778 مهاجرا وصلوا إلى شواطئها حتى الآن هذا العام، أي ضعف العدد مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، ونحو خمسة أضعاف العدد من عام 2019، وتأتي الزيادات بعد إغلاق طريق عبر شرق البحر الأبيض المتوسط عبر تركيا.
وعادة ما يكون منتصف الصيف إلى أواخره وقت الذروة للمحاولات على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط بسبب الطقس الجيد، وأصبحت عمليات الإنقاذ على طول هذا الطريق روتينية خلال الأشهر الأكثر دفئا، وفي السنوات الأخيرة، دخل الاتحاد الأوروبي في شراكة مع خفر السواحل الليبي لوقف المعابر البحرية.
وقال الركاب الثلاثة الآخرون على متن القارب مع وليد، وجميعهم ليبيون في العشرينات من العمر، إنهم خاطروا بحياتهم في البحر المتوسط بسبب القوة المميتة التي تمارسها الميليشيات في البلاد.
الدول الأكثر تصديرا للمهاجرين:
المهاجرون وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة:
ووفقا لأرقام رسمية نشرتها وزارة الداخلية الإيطالية، كانت ثلاث دول عربية من أكبر 10 دول منشأ للمهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد في عام 2021 من شمال أفريقيا.. حسب تقرير نشره موقع قناة (الحرة) الأمريكي.
وفيما يمثل سكان شمال أفريقيا النسبة الأكبر والأكثر نموا بين المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، عبر البحر الأبيض المتوسط، عن طريق الهجرة غير الشرعية، فقد أكدت الإحصائية الرسمية الإبلاغ عن وفاة أكثر من 1100 مهاجر أو يفترض أنهم لقوا حتفهم قبالة ليبيا هذا العام عبر «قوارب الموت».
مواجهة الموت
وقبل يومين فقط، احتشد نحو 700 مهاجر في قارب صيد صدئ إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، الواقعة في منتصف الطريق بين تونس، والبر الرئيسي الإيطالي.
وبدا أن العديد منهم شباب من شمال أفريقيا، أو الشرق الأوسط، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
استقت الوكالة شهادات لناجين من قوارب الهجرة غير الشرعية، والتي أضحت تنعت بـ «قوارب الموت» لتسببها في وفاة المئات من الذين كانوا يتطلعون لحياة أفضل على الضفة الأخرى من البحر المتوسط.
قال التونسي وليد إنه كان يأمل مع خمسة آخرين عبور البحر المتوسط، وإنه وأصدقاءه، واجهوا الموت عندما اخترقت المياه قاربهم المطاطي، وكشف أنهم ظلوا يفرغونه من المياه التي غمرته، لمدة خمس ساعات تقريبا.
اعترافات مثيرة
وفي اعترافات مثيرة حول رحلة العذاب.. يقول الشاب التونسي وليد «كنا يائسين للغاية، قبل أن يرصدنا طاقم سفينة الإنقاذ من خلال منظار في وضح النهار، حين كنا على بعد أميال قليلة من الباخرة Geo Barents، وهي سفينة إنقاذ تديرها منظمة أطباء بلا حدود الخيرية.
وكانت السفينة تقوم بدوريات في وسط البحر الأبيض المتوسط قبالة ليبيا التي مزقها الصراع منذ وقت سابق من ذلك الشهر، وتم على الفور إرسال فريق من الجمعية الخيرية، المعروفة باسمها المختصر بالفرنسية MSF، وجدوا ستة شبان: ثلاثة ليبيين وتونسيين ومغربيا.
كانت المجموعة قد انطلقت في اليوم السابق من مدينة الزاوية الساحلية الليبية، وهي نقطة انطلاق رئيسة للمهاجرين الذين يحاولون القيام بهذه الرحلة الخطرة.
قال الستة جميعا، إنهم فروا من أوضاع صعبة أو تنطوي على مخاطر في ليبيا، حيث انتقل ثلاثة منهم قبل سنوات بسبب مشاكل اقتصادية في وطنهم.
حرب وفقر
وكشف التقرير عن أوضاع محفوفة بالمخاطر للمهاجرين في بلدانهم الأصلية، حيث تتعرض الموارد الحكومية لضغوط بسبب تزايد أعداد الشباب، وقضى الكثيرون بالفعل سنوات مروعة داخل ليبيا، التي كانت يوما ما وجهة للعمالة المهاجرة بسبب ثروتها النسبية.
وجعل انزلاق ليبيا في الحرب وغياب القانون على مدار العقد الماضي منها، مركزا للمهاجرين الأفارقة والشرق الأوسط الفارين من الحرب والفقر في بلدانهم على أمل الوصول إلى أوروبا.. وفقا للتقرير.
وغرقت الدولة الغنية بالنفط في حالة من الفوضى في أعقاب الانتفاضة التي دعمها الناتو والتي أطاحت بنظام معمر القذافي وقتلته في عام 2011.
ضرب وإهانة
ويقول وليد إن عبور البحر هذا الشهر، كان ثامن محاولة له للوصول إلى أوروبا منذ 2013، وعلى مدار الـ 17 عاما الماضية، عمل هذا الشاب البالغ من العمر 42 عاما، وهو أب لطفلين من مدينة في تونس، طاهيا في ليبيا المجاورة، ووصف الحياة هناك مؤخرا بأنها مروعة، ويضيف: «يمكن لأي ليبي أن يضربك، ويهينك، ويأخذ مدخراتك، وأنت (كأجنبي) لا تستطيع فعل أي شيء».
تحدث وليد إلى وكالة أسوشيتيد برس على متن السفينة جيو بارنتس بينما كان هو ومهاجرون آخرون ينتظرون النزول في ميناء في بلدة أوغوستا الإيطالية، حيث سيواجهون أولا الحجر الصحي لفيروس كورونا ثم المعالجة، وعند هذه النقطة يطلبون اللجوء.
قرار الرحيل
ومن بين رفقاء وليد في السفينة تونسي آخر هو كمال المزالي الذي كان يعمل بحارا في ليبيا ومحمد وهو حلاق مغربي يبلغ من العمر 30 عاما، طلب وليد والحلاق عدم الكشف عن هويتهما إلا بأسمائهما الأولى، لتجنب تعريض الأصدقاء الذين ما زالوا في الزاوية للخطر.. حسب تقرير الوكالة. وصل محمد من مدينة فاس المغربية القديمة، إلى ليبيا في مارس 2019 واستقر في مدينة صبراتة الغربية. وفي العام الماضي، اقتحمت الميليشيات المسلحة في طرابلس منزله وصادرت جواز سفره ومدخراته، هنالك، قرر المغادرة.
كانت محاولته الأولى لعبور البحر الأبيض المتوسط في مايو 2020 ، لكن خفر السواحل الليبي اعترضه، وقال إنه أطلق سراحه مقابل رشوة عند عودته إلى الميناء.
طاقم الإنقاذ
كان المغربي محمد مترددا في المحاولة مرة أخرى، خوفا من أن يغرق، لكن تصميمه عاد عندما قام زبون ليبي غاضب بسحب مسدسه عليه بزعم عدم الرد على المكالمات لتحديد موعد لحلاقة شعره.
يضيف المهاجر الناجي: «ليبيا ليست مكانا للعيش فيه»، مشيرا إلى أنه نجح في الحصول على مكان في قارب صغير طوله 4 أمتار، وكان لدى الرجال الستة محرك بقوة 40 حصانا ومحرك أصغر بقوة 25 حصانا كاحتياطي، لكن لم يتم تصميم أي من المحركات لمثل هذه الرحلة الطويلة، وبعد بضع ساعات، أصبح المحرك هادئا لا يعمل.
وبحلول الوقت الذي وصل فيه طاقم الإنقاذ إليهم، كانوا على بعد نحو 40 ميلا بحريا من الساحل الليبي، وكان القارب منخفضا في الماء.
5 أضعاف
وتقول إيطاليا إن 44778 مهاجرا وصلوا إلى شواطئها حتى الآن هذا العام، أي ضعف العدد مقارنة بالأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، ونحو خمسة أضعاف العدد من عام 2019، وتأتي الزيادات بعد إغلاق طريق عبر شرق البحر الأبيض المتوسط عبر تركيا.
وعادة ما يكون منتصف الصيف إلى أواخره وقت الذروة للمحاولات على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط بسبب الطقس الجيد، وأصبحت عمليات الإنقاذ على طول هذا الطريق روتينية خلال الأشهر الأكثر دفئا، وفي السنوات الأخيرة، دخل الاتحاد الأوروبي في شراكة مع خفر السواحل الليبي لوقف المعابر البحرية.
وقال الركاب الثلاثة الآخرون على متن القارب مع وليد، وجميعهم ليبيون في العشرينات من العمر، إنهم خاطروا بحياتهم في البحر المتوسط بسبب القوة المميتة التي تمارسها الميليشيات في البلاد.
الدول الأكثر تصديرا للمهاجرين:
- تونس تشكل نسبة 29% من المهاجرين
- مصر وتؤكد الأرقام أنهم يشكلون 09%
- المغرب ويشكيل 03% فقط من المهاجرين
المهاجرون وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة:
- 1100 مهاجر لقوا حتفهم هذا العام
- 253,00 مهاجر تم اعتراضهم وإعادتهم
- 118,90 مهاجرا جرى اعتراضهم في 2020
- 447,78 مهاجرا وصلوا إيطاليا هذا العام