وثائق سرية تكشف فضائح وخداع فيس بوك

عطل الديمقراطية وسمح لكبار الشخصيات بخرق القواعد
عطل الديمقراطية وسمح لكبار الشخصيات بخرق القواعد

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021

Tue - 21 Sep 2021

تفاصيل مثيرة فضحت ضلوع موقع التواصل الأشهر عالميا «فيس بوك» في تعطيل الديمقراطية في عدد من دول العالم، والسماح لكبار الشخصيات بخرق قواعد الخصوصية، والإضرار بالصحة العقلية للفتيات.

فضائح لا حصر لها سربها أحد الموظفين عبر وثائق سرية سلمها إلى صحيفة «وول ستريت جورنال»، بعضها يتعلق بالكونجرس الأمريكي ولجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، الجهة المنظمة لسوق الأوراق المالية.

ووفقا لتقرير نقلته «العربية نت»، قالت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية «إن هذه التسريبات تظهر أن «فيس بوك» شركة «ذات وجهين» تبلغ قيمتها تريليون دولار، وهي تسعى بعمق لفهم أوجه القصور فيها وبالتفصيل الدقيق، بدءا من كيفية تقويض تطبيقاتها للديمقراطية إلى كيفية إلحاق الضرر بالصحة العقلية للمراهقين، ولكنها، في الوقت نفسه، إما غير راغبة أو غير قادرة على معالجتها، فحتى عندما تحاول، تأتي بنتائج عكسية.

تحقيق الكونجرس

أول ردود الفعل القوية لتسريب الوثائق السرية، جاءت من خلال تحقيق وشيك سيقوم به الكونجرس الأمريكي، ومطاردة داخل الشركة لمحاولة تحديد هوية المسرب، حيث وعدت صحيفة «وول ستريت جورنال» بالمزيد في القضية التي أطلقت عليها مسمى «ملفات فيس بوك».

ومن بين أهم الملفات التي تم الكشف عنها أنه رغم التعهد العلني للرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، باستخدام قوة المنصة لتشجيع الناس لتلقي اللقاحات الخاصة بكوفيد-19، فإن الباحثين في فيس بوك حذروا هذا العام من أن صفحات الموقع تتحول بسرعة إلى «بؤر لمحتوى مضاد للقاحات»، مع نشر 775 مليون تعليق مضاد لتلقي اللقاح كل يوم.

القائمة البيضاء

وكشفت الصحيفة أيضا عن تفاصيل «القائمة البيضاء» على «فيس بوك»، وهي فئة «غير مرئية» داخل النظام تضم ما نحو 6 ملايين شخصية بارزة، من لاعب كرة القدم نيمار، إلى المؤثر في مجال الحيوانات دوغ ذا باغ، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب (قبل تعليق حسابه)، والذين يسمح لهم بكسر القواعد عبر نشر محتوى متطرف أو مؤذ، لغيرهم وقد يتسبب في تعليق صفحات من يقوم بنشر مثل هذا المحتوى ما عدا من هم في هذه القائمة.

وتحذف عادة المشاركات التي تنتهك القواعد بإيجاز أو إرسالها إلى المشرفين البشريين لاتخاذ قرار سريع. ولكن وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن أكثر من 40 قسما داخل فيس بوك لديها القدرة على إضافة أشخاص إلى قائمة «إكس تشك» (Xcheck) الخاصة، وهي قائمة تحتوي على حسابات المستثنين من رقابة فيس بوك على النشر.

اختراق المشاهير

وطلب مجلس الرقابة، الهيئة المستقلة التي أنشأتها فيس بوك عام 2019 بوصفها نوعا من المحكمة العليا للتعامل مع أكثر القضايا المربكة، بيانا تفصيليا عن كيفية عمل نظام الإشراف على قائمة «إكس تشك» للشركة، وعدد المرات التي تم السماح لهم بكسر قواعد النشر.

وذكرت الوثائق أن لا سجلات لمن قام بإضافة هذه الحسابات لهذه القائمة، وأصبح الأمر صعب التتبع لدرجة أنه لم تتم مراجعة سوى جزء صغير من المنشورات الواردة في القائمة. ونتيجة لذلك، تم منح المشاهير حقا مطلقا لنشر ما يحلو لهم، في حين كان الآخرون محكوما بقواعد صارمة تهدف إلى الحفاظ على نشر محادثات حضارية وآمنة.

مخاوف واستثناءات

وأثارت معلومات خرق القواعد مخاوف من أن مجلس الرقابة الذي يضم 20 عضوا بمن فيهم زعماء سابقون ليس سوى واجهة ودعامة علاقات عامة من دون أي فعالية تذكر.

ومنذ بدأ الاستماع إلى القضايا في ديسمبر الماضي، تلقى المجلس أكثر من نصف مليون استئناف، وعادة تكون حول قرارات فيس بوك إما بحذف منشور أو تركه، لكنها لا تستطيع استدعاء المستندات أو مقاضاة المديرين التنفيذيين أو فرض الغرامات. ويحصل كل عضو على راتب مكون من 6 أرقام ولا يعمل إلا بمعدل 15 ساعة أسبوعيا فقط!

قضية نيمار

ويروي التقرير قصة نيمار في عام 2019، عندما اتهمته امرأة بالاغتصاب، لجأ مهاجم باريس سان جيرمان إلى فيس بوك و»انستقرام» حيث لديه 161 مليون متابع، للدفاع عن نفسه، ونشر لقطات من المراسلات مع تلك المرأة، بما في ذلك صورها واسمها الكامل. وتم ترك المنشورات لأكثر من 24 ساعة وشاهدها ما لا يقل عن 56 مليون شخص، وهذا مناف لقواعد النشر على المنصة، ورغم معرفة الإدارة الدقيقة بمشاكل البرنامج، أخبر فيس بوك مجلس الرقابة أن تتبع البيانات «غير ممكن».

ويرى خبير وسائل التواصل الاجتماعي في جامعة بيرركلي بكاليفورنيا هاني فريد، والذي أدلى بشهادته أمام مجلس الإدارة هذا العام عندما كان الجدل قائما بشأن حظر فيس بوك لترمب، إنه «متفاجئ» من قلة معرفتهم، أي مجلس الرقابة، بقضايا مثل المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت والتطرف، التي كانت جوهر القضية. وتابع: «اعتقدت دائما أن مجلس الرقابة كان مجرد حيلة من فيس بوك في مجال العلاقات العامة».

دعوة للتحقيق

ولفت تقرير آخر من التسريبات عن بحث داخلي على انستقرام يوضح بالتفصيل كيف أن تطبيق الصور «انستقرام» يضر بالصحة العقلية للفتيات الصغيرات، حيث أجرت الشركة العديد من الدراسات حول تأثيرات التطبيق على الصحة العقلية منذ عام 2018، وتوصلت جميعها إلى استنتاجات مماثلة، ففي إحدى هذه الدراسات، وجدت إنستغرام أنه من بين المراهقين البريطانيين الذين تحدثوا عن أفكار انتحارية، فإن 13% منهم أخذوها من التطبيق، حيث تدمر مجموعة لا تنتهي من الصور «الجميلة» لأقرانهم والمشاهير تقديرهم لذواتهم، مما يجعلهم في حالة سيئة.

واتهم خبراء في الولايات المتحدة، الشركة بالتستر.

شركة فيس بوك:

  • 60 ألف موظف يعملون بها.

  • 1 تريليون دولار قيمتها السوقية.

  • 6 ملايين شخصية يسمح لهم بكسر القواعد.

  • 40 قسما بالشركة لديها القدرة على إضافة أشخاص استثنائية.

  • 500 ألف استئناف حول قضايا شائعة للشركة.