جودة هواء لحياة واحدة!
الأربعاء - 15 سبتمبر 2021
Wed - 15 Sep 2021
تعاني طفلة لأحد المعارف لم تتجاوز الست سنوات من أعراض ضيق التنفس والسعال المتكرر وبعد رحلة مع الأدوية ومهدئات السعال ومضادات الهيستامين وغيره، ذات الأضرار العديدة، شخصت حالتها بالربو التحسسي، وكان ذلك مثار قلق لوالديها اللذين كانا مسؤولين بشكل مباشر لما آلت إليه بتعريضها لعوامل الخطورة، ببيئة حاضنة للملوثات وسموم التدخين السلبي والبخور وملوثات الجو؛ فالاستهانة بالأخطار الصحية يعد تقصيرا تجاه الأبناء.
الجلوس على التلفاز وتناول (المعسل أو التدخين) عادة تخلو من المسؤولية بتعريض الآخرين للتدخين السلبي وسموم المواد الكيميائية وجزيئاتها تبقى في الهواء لفترة طويلة، وللأسف فإن كثيرا من العوائل درج فيها التساهل بذلك.
ثق تماما السموم تتراكم من حولك حتى على المفروشات بكميات قد تفوق ما تتخيل.
هل نعيش في بيئة داخلية ملوثة بشكل كبير ونحبس أنفسنا مع المنظفات الكيماوية ومعطرات الجو والبخور وخلافه؟ هل تتخيل أن كثيرا من الأمراض مصدرها تلوث الهواء الداخلي؟
هل تُهوّى المساكن بالقدر الكافي الذي يمنع التلوث؟ هل يتم مراعاة جودة الهواء الداخلي للعاملين بمجالات تعرضهم للأبخرة الكيمائية؟ هل نحن بمأمن في البيئات المغلقة من خطر تلوث الهواء؟
اكتساب الهواء الداخلي لصفة التلوث لتواجد مستويات عالية من المواد الكيميائية أو الميكروبات من الفطريات والبكتريا والجسيمات العالقة والغبار المنتشر بكثرة، ولا معايير لضبطها بل قلة وعي بخطورتها. إن أردت أن تحافظ على الصحة فلابد من السيطرة على تلوث الهواء.
منظمة الصحة العالمية تهتم بعدد من أخطار تلوث الهواء الداخلي وأعداد المرضى والوفيات، منها (تتسبب الجسيمات التي تستنشق من الهواء الملوث داخل المنزل في نسبة تزيد على 50% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب الالتهاب الرئوي).
ينجم عن التعرض للهواء الملوث داخل المنزل 3 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا من جراء الإصابة بالأمراض، ومنها السكتة الدماغية والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة..إلخ.
علما أن الدول منخفضة الدخل تعاني ممن يحرقون الحطب والفحم والروث والمخلفات البلاستيكية والزراعية على نيران مكشوفة لأغراض التدفئة والطهي. وذات الوقت لا تُهوّى بقدر كاف. قبل أيام عدة كان اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، بيئتنا الطبيعية تتضرر من تلوث الهواء الذي تنقله الرياح لأماكن متفرقة قبل أن يستقر في الماء والتربة، كما يسهم في تغير المناخ.
أهمس: بغض النظر عن لون السماء زرقاء أو ملبدة بالغيوم أو حمراء حين الغروب، ومهما كان المكان أخاذا أخضر وجميلا لا تنخدع بخلوة من الملوثات، مثلا ممارسة المشي أو الجري بجوار شوارع مزدحمة لتستنشق سموم عوادم السيارات: أول أكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون والرصاص..إلخ بما فيها من جسيمات صغيرة تستقر بالرئتين. أعان الله عمال محطات البنزين.
احذر الألعاب النارية والترفيه بمشاهدتها! فهي من مصادر تلوث الهواء الخطر فحاول أن تبتعد عنها ولا تقف تستنشق أطنان الجسيمات.
عموما تشبع تلوث الهواء الخارجي بالطرح فحين أن تلوث الهواء الداخلي لا يحظى باهتمام كبير. لن نستطيع كأفراد السيطرة على الهواء الخارجي، لكن دورنا ومسؤوليتنا تجاه منازلنا أكثر تحكما، فيجب أن نعي ونعيد التفكير في الكثير من سلوكياتنا ليس بالتدخين فقط.
نملأ المنزل والمكتب بالمعطرات والبخاخات للقضاء على روائح الطهي أو الروائح الكريهة بالحمام أو التدخين لتحسين من جودة الهواء الداخلي! وقد أسهمت الإعلانات لتسويق النظافة والانتعاش بتواجدها مع أنها جزء من ملوثات الجو! فنزيد من تراكم السموم الداخلية والمواد الكيماوية ببيئتنا ونضر صحتنا، فمثلا غاز الفورمالديهايد الموجود بمصادر متعددة في المنزل بمختلف مجالات استخدامه، له آثار سلبية على صحة الإنسان.
سأسرد بعض النقاط المختصرة عن التلوث بالهواء الداخلي:
- الأتربة والأدخنة والروائح والأبخرة وشوائب الغازات والمبيدات الحشرية والمنظفات الكيميائية كلها عوامل خطورة على جودة الهواء الداخلي.
- نصيحة لا تكلفك شيئا احرص على تهوية المكان.
- مشاكل التسرب والرطوبة وعدم إصلاح التسريبات يمكن أن تجعل المنزل رطبا مما يؤدي إلى نمو العفن وهو أحد أكثر مصادر تلوث الهواء الداخلي.
- التنظيف والغبار، تعلق جزيئات الغبار الدقيقة في الهواء كلما قمت باستخدام المكانس أثناء التنظيف، الحل بسيط افتح النافذة وقت الكنس. ولا تترك الأطفال بقربك.
- البخور والاحتراق يؤدي إلى زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النتروجين في الهواء مما يسهم في تلوث الهواء الداخلي. وإن كان ولابد لا تعرض نفسك مباشرة له.
- استخدم شفاط الهواء أثناء الطبخ، مع مراعاة مساحة المكان وحجم فتحات التهوية.
- في مواسم وأيام هبوب الرياح المحملة بالغبار احكم إغلاق الفتحات والنوافذ لما تتسبب به من تهيج للحساسية.
- لا تكدس الأغراض بغرفة التخزين وغرف الأطفال بالألعاب لما تطلقه من انبعاثات لا ترى. وجدد الهواء وافتح النوافذ.
- انتبه من العطور خاصة على الأطفال واستخدم عطور طبيعية بكمية معقولة قدر الإمكان.
- ضع نباتات داخل المنزل لتصفية الهواء.
- امتنع عن رش المنزل بالمبيدات الحشرية أثناء تواجدك بالمنزل مع التهوية الجيدة في حال الاضطرار لاستخدامها.
- استخدام المنظفات بأوقات مناسبة وبعيدا عن الأطفال ومع فتح النوافذ لتجديد الهواء، لا تخلط المنظفات الكيمائية مع بعضها تجنب استنشاق تفاعلاتها وأبخرتها، ضع الكمامة، قلل من استخدام الكلور وغيره حاول تطبيق استخدام المنظفات الطبيعية، كالخل الأبيض، بودرة الليمون والزيوت العطرية..إلخ.
- تخلص من النفايات بشكل دائم وسريع للتقليل من أضرارها.
ختاما: نضع بأذهاننا يتكيف الإنسان حتى مع المواد عالية الضرر، والمفترض أن نكيف أنفسنا على الصحة.
سنعيش مرة واحدة، فلنعشها بجودة وصحة تمكننا من الاستمتاع بالحياة فالوقاية تقيك بإذن الله.
AlaLabani_1@
الجلوس على التلفاز وتناول (المعسل أو التدخين) عادة تخلو من المسؤولية بتعريض الآخرين للتدخين السلبي وسموم المواد الكيميائية وجزيئاتها تبقى في الهواء لفترة طويلة، وللأسف فإن كثيرا من العوائل درج فيها التساهل بذلك.
ثق تماما السموم تتراكم من حولك حتى على المفروشات بكميات قد تفوق ما تتخيل.
هل نعيش في بيئة داخلية ملوثة بشكل كبير ونحبس أنفسنا مع المنظفات الكيماوية ومعطرات الجو والبخور وخلافه؟ هل تتخيل أن كثيرا من الأمراض مصدرها تلوث الهواء الداخلي؟
هل تُهوّى المساكن بالقدر الكافي الذي يمنع التلوث؟ هل يتم مراعاة جودة الهواء الداخلي للعاملين بمجالات تعرضهم للأبخرة الكيمائية؟ هل نحن بمأمن في البيئات المغلقة من خطر تلوث الهواء؟
اكتساب الهواء الداخلي لصفة التلوث لتواجد مستويات عالية من المواد الكيميائية أو الميكروبات من الفطريات والبكتريا والجسيمات العالقة والغبار المنتشر بكثرة، ولا معايير لضبطها بل قلة وعي بخطورتها. إن أردت أن تحافظ على الصحة فلابد من السيطرة على تلوث الهواء.
منظمة الصحة العالمية تهتم بعدد من أخطار تلوث الهواء الداخلي وأعداد المرضى والوفيات، منها (تتسبب الجسيمات التي تستنشق من الهواء الملوث داخل المنزل في نسبة تزيد على 50% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسبب الالتهاب الرئوي).
ينجم عن التعرض للهواء الملوث داخل المنزل 3 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا من جراء الإصابة بالأمراض، ومنها السكتة الدماغية والانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة..إلخ.
علما أن الدول منخفضة الدخل تعاني ممن يحرقون الحطب والفحم والروث والمخلفات البلاستيكية والزراعية على نيران مكشوفة لأغراض التدفئة والطهي. وذات الوقت لا تُهوّى بقدر كاف. قبل أيام عدة كان اليوم الدولي لنقاوة الهواء من أجل سماء زرقاء، بيئتنا الطبيعية تتضرر من تلوث الهواء الذي تنقله الرياح لأماكن متفرقة قبل أن يستقر في الماء والتربة، كما يسهم في تغير المناخ.
أهمس: بغض النظر عن لون السماء زرقاء أو ملبدة بالغيوم أو حمراء حين الغروب، ومهما كان المكان أخاذا أخضر وجميلا لا تنخدع بخلوة من الملوثات، مثلا ممارسة المشي أو الجري بجوار شوارع مزدحمة لتستنشق سموم عوادم السيارات: أول أكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون والرصاص..إلخ بما فيها من جسيمات صغيرة تستقر بالرئتين. أعان الله عمال محطات البنزين.
احذر الألعاب النارية والترفيه بمشاهدتها! فهي من مصادر تلوث الهواء الخطر فحاول أن تبتعد عنها ولا تقف تستنشق أطنان الجسيمات.
عموما تشبع تلوث الهواء الخارجي بالطرح فحين أن تلوث الهواء الداخلي لا يحظى باهتمام كبير. لن نستطيع كأفراد السيطرة على الهواء الخارجي، لكن دورنا ومسؤوليتنا تجاه منازلنا أكثر تحكما، فيجب أن نعي ونعيد التفكير في الكثير من سلوكياتنا ليس بالتدخين فقط.
نملأ المنزل والمكتب بالمعطرات والبخاخات للقضاء على روائح الطهي أو الروائح الكريهة بالحمام أو التدخين لتحسين من جودة الهواء الداخلي! وقد أسهمت الإعلانات لتسويق النظافة والانتعاش بتواجدها مع أنها جزء من ملوثات الجو! فنزيد من تراكم السموم الداخلية والمواد الكيماوية ببيئتنا ونضر صحتنا، فمثلا غاز الفورمالديهايد الموجود بمصادر متعددة في المنزل بمختلف مجالات استخدامه، له آثار سلبية على صحة الإنسان.
سأسرد بعض النقاط المختصرة عن التلوث بالهواء الداخلي:
- الأتربة والأدخنة والروائح والأبخرة وشوائب الغازات والمبيدات الحشرية والمنظفات الكيميائية كلها عوامل خطورة على جودة الهواء الداخلي.
- نصيحة لا تكلفك شيئا احرص على تهوية المكان.
- مشاكل التسرب والرطوبة وعدم إصلاح التسريبات يمكن أن تجعل المنزل رطبا مما يؤدي إلى نمو العفن وهو أحد أكثر مصادر تلوث الهواء الداخلي.
- التنظيف والغبار، تعلق جزيئات الغبار الدقيقة في الهواء كلما قمت باستخدام المكانس أثناء التنظيف، الحل بسيط افتح النافذة وقت الكنس. ولا تترك الأطفال بقربك.
- البخور والاحتراق يؤدي إلى زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النتروجين في الهواء مما يسهم في تلوث الهواء الداخلي. وإن كان ولابد لا تعرض نفسك مباشرة له.
- استخدم شفاط الهواء أثناء الطبخ، مع مراعاة مساحة المكان وحجم فتحات التهوية.
- في مواسم وأيام هبوب الرياح المحملة بالغبار احكم إغلاق الفتحات والنوافذ لما تتسبب به من تهيج للحساسية.
- لا تكدس الأغراض بغرفة التخزين وغرف الأطفال بالألعاب لما تطلقه من انبعاثات لا ترى. وجدد الهواء وافتح النوافذ.
- انتبه من العطور خاصة على الأطفال واستخدم عطور طبيعية بكمية معقولة قدر الإمكان.
- ضع نباتات داخل المنزل لتصفية الهواء.
- امتنع عن رش المنزل بالمبيدات الحشرية أثناء تواجدك بالمنزل مع التهوية الجيدة في حال الاضطرار لاستخدامها.
- استخدام المنظفات بأوقات مناسبة وبعيدا عن الأطفال ومع فتح النوافذ لتجديد الهواء، لا تخلط المنظفات الكيمائية مع بعضها تجنب استنشاق تفاعلاتها وأبخرتها، ضع الكمامة، قلل من استخدام الكلور وغيره حاول تطبيق استخدام المنظفات الطبيعية، كالخل الأبيض، بودرة الليمون والزيوت العطرية..إلخ.
- تخلص من النفايات بشكل دائم وسريع للتقليل من أضرارها.
ختاما: نضع بأذهاننا يتكيف الإنسان حتى مع المواد عالية الضرر، والمفترض أن نكيف أنفسنا على الصحة.
سنعيش مرة واحدة، فلنعشها بجودة وصحة تمكننا من الاستمتاع بالحياة فالوقاية تقيك بإذن الله.
AlaLabani_1@