هل خانت باكستان أمريكا ودعمت طالبان سرا؟

إيلي ليك: ساعدت في تعقب قادة القاعدة وتحولت إلى ملاذ آمن للحركة الأفغانية خان يحتفل بهزيمة حكومة غني ويؤكد أن طالبان حطمت أغلال العبودية تظاهرات نسائية أفغانية تطالب جارتهم بعدم التدخل في شؤونها السيادية حلفاء أمريكا عبروا عن صدمتهم وحزنهم وغضبهم من سقوط كابول
إيلي ليك: ساعدت في تعقب قادة القاعدة وتحولت إلى ملاذ آمن للحركة الأفغانية خان يحتفل بهزيمة حكومة غني ويؤكد أن طالبان حطمت أغلال العبودية تظاهرات نسائية أفغانية تطالب جارتهم بعدم التدخل في شؤونها السيادية حلفاء أمريكا عبروا عن صدمتهم وحزنهم وغضبهم من سقوط كابول

الاثنين - 13 سبتمبر 2021

Mon - 13 Sep 2021

بينما تفكر الولايات المتحدة مليا كيف خسرت أطول حرب لها في أفغانستان، يجدر التفكير في سؤال آخر، وهو «من الذي ربح الحرب؟».

ويقول الكاتب الأمريكي المتخصص في الشؤون الأمنية، إيلي ليك في تقرير نشرته وكالة «بلومبيرج» للأنباء، «إن هناك طالبان بالطبع، وهي الحركة المتعصبة التي شكل أفرادها حكومة موقتة تضم عددا من الإرهابيين المطلوبين، إلا أن الرابح الأكبر قد يكون «باكستان»، الراعي الأساسي لطالبان.

فقد أعرب معظم حلفاء الولايات المتحدة عن صدمتهم وحزنهم وغضبهم بسبب الانتصار الذي حققته طالبان الشهر الماضي في كابول، لكن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، احتفل بهزيمة الحكومة الأفغانية المنتخبة، قائلا إن طالبان حطمت أغلال العبودية.

خيانة مشروعة

ويقول ليك إن هناك سببا لعدم إخطار مولن لنظرائه الباكستانيين بهذه المداهمة، فقد قدمت الولايات المتحدة لباكستان أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية خلال الفترة بين عامي 2001 و2011 ثم بدأ هذا الدعم في التراجع بعد 2011، وفي 2018 علقت الولايات المتحدة المساعدة الأمنية، مع بعض الاستثناءات القليلة للأمن القومي.

ويوضح أن فرض القيود والتعليق النهائي للمساعدات العسكرية، كانا الطريقة التي حاولت من خلالها الولايات المتحدة معاقبة عميلها الظاهري. وبحلول فترة ولايته الثانية، كان الرئيس باراك أوباما يبحث عن طريقة للخروج من أفغانستان، وبينما كانت هناك زيادة متواضعة في أعداد القوات في السنة الأولى لتولي الرئيس دونالد ترمب منصبه، انتهى الأمر بتفاوض إدارته على الاستسلام الذي استكمله أخيرا الرئيس الحالي جو بايدن.

ويرى ليك أنه لذلك، ليس من العجيب أن تحتفل باكستان بنصر طالبان، مشيرا إلى أن هناك فصيلا من الدولة يعمل على إعادة طالبان إلى السلطة منذ 2001، وتلتزم إدارة بايدن الصمت بشأن خيانة باكستان حتى الآن، ومن اللافت للنظر أن بقية من الوطنيين الأفغان لم يلتزموا الصمت.

مطالب نسائية

وطالب مئات المتظاهرين قبل أيام وتحديدا من النساء في كابول، باكستان بعدم التدخل في شؤونهم السيادية، ويرى الكثير من الأفغان، وبينهم مسؤولون سابقون، أن باكستان تدعم طالبان وأنها ساعدتها في السيطرة على البلاد، وهو ما تنفيه إسلام أباد.

وشهدت أفغانستان تنظيم عدد من المظاهرات منذ وصول الإسلاميين إلى السلطة. وكان الاحتجاج في كابول الأسبوع الماضي هو الأكبر والأهم حتى الآن. وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، أن شهود عيان قدروا عدد المشاركين في الحشد بما يتراوح بين 300 و500 شخص. وقام مسلحو طالبان في نهاية المطاف بتفريق المتظاهرين بإطلاق أعيرة نارية في الهواء.

ويقول ليك إنه كان من المستحسن أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا رسميا لدعم هؤلاء المتظاهرين الشجعان، إلا أن هذا أمر غير مرجح، وكما قال بايدن في عدد من المرات خلال الأشهر الماضية، إن خطة ما بعد الانسحاب هي أن تحتفظ الولايات المتحدة بقدرة «خارجية» لاستهداف الإرهابيين في أفغانستان، مما يعني أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى موافقة باكستان على القيام بطلعات جوية فوق مجالها الجوي.

لعبة مزدوجة

ويقول ليك إن باكستان مارست لعبة مزدوجة في أغلب عمليات الحرب على الإرهاب، التي بدأت بعد أحداث الـ11 من سبتمبر، وساعدت أحيانا في تعقب واعتقال قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وفي 2010 اعتقلت قوات العمليات الخاصة الباكستانية والأمريكية الملا عبدالغني برادار في كراتشي، ومع ذلك كانت عناصر من الجيش والمخابرات الباكستانية تقدم طوال الوقت الملاذ والتمويل والتدريب لطالبان وحلفائها في الجماعة الإرهابية سيئة السمعة، المعروفة باسم «شبكة حقاني».

ويضيف ليك أنه خلال الأعوام العشرة الأولى من حرب أفغانستان، كانت هذه قضية فضلت الولايات المتحدة وباكستان مناقشتها في سرية، وبعد أن خططت «شبكة حقاني» لعملية تفجير شاحنة في موقع تابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، يقع بالقرب من كابول، وهجوم على السفارة الأمريكية هناك في سبتمبر من 2011، كسر الأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة وقتها، حاجز الصمت، وقال إن شبكة حقاني تعمل كذراع حقيقية لوكالة الاستخبارات الباكستانية.