معارض إيراني: لن ننسى مجزرة رئيسي

نادري يدعو إلى محاسبة الملالي أمام المحكمة الدولية
نادري يدعو إلى محاسبة الملالي أمام المحكمة الدولية

الاحد - 12 سبتمبر 2021

Sun - 12 Sep 2021

دعا معارض إيراني بارز إلى التحرك الدولي لمحاكمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمام المحكمة الدولية، على خلفية المجزرة التي تورط بها عام 1988 وراح ضحيتها ما يزيد عن 30 ألف إيراني، وأكد أن تسجيلات كاميرات المراقبة في سجن إيفين الإيراني، كشفت في الأيام الماضية عن انتهاكات صادمة تذكر بالمجزرة الشهيرة.

وأوضح مصطفى نادري في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن ما حدث قبل 33 عاما لا يزال يعني ما يحدث في هذه الأيام، وقال «مع أن المجتمع الإيراني تغير، لكن نظامه لايزال نفسه، والرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، هو واحد من القادة الذين أمروا بالإعدامات الرهيبة عام 1988 لآلاف السجناء السياسيين عقب فتوى دينية للخميني»، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

وشدد على أن الماضي يعد نموذجا للغد مع تبعاته المرعبة، مشيرا إلى أن حراس سجن إيفين قبل سنوات كانوا أشبه بجزارين، استخدموا كابلات ثقيلة لجلد السجناء حتى تخترق أجسادهم. وفي تلك الأيام، كان الحراس إذا شعروا بأن جروح أحد السجناء من جراء التعذيب غير قابلة للشفاء، كانوا يعدمونه ببساطة، وبالنسبة للحراس، لم يكونوا يتحسبون للعواقب، ولم يكونوا يكترثون لأي أمر.

جرائم إيفين

واستعرض جرائم سجن إيفين فقال «كانوا عادة يعصبون أعين السجناء عندما كانوا ينقلونهم من قسم إلى آخر في غرفة الاستجواب، وحتى خلال تعذيبهم، ومن شأن هذا التكتيك الوحشي إثارة خوف وذعر كبيرين- وعندما تكون معصوب العينين، فإنك تفقد السيطرة على عقلك».

وأضاف «صحيح أن الحراس يريدون منع أي شخص من رؤية جرائمهم أو رؤية وجوههم، لكن إبقاء الأشخاص في حالة خوف يعتبر مفيدا جدا عندما يريدون كسر السجناء ذهنيا.

وأشار أن السجن الانفرادي كان تكتيكا آخر. وكان السجناء السياسيون يحاولون البقاء على تواصل، لكن الحراس كانوا يعاقبون أي نوع من التواصل البشري. وحتى العناية بزميل تعرض للتعذيب في الزنزانة نفسها كان ينتج عنه عواقب جسيمة.

وروى الكاتب تجربته الشخصية فقال «كانوا يضعونني في الحبس الانفرادي مرة كل ثلاثة أعوام، ومن ثم كل عامين. وخلال هذه العزلة التي لا تنتهي، تبدأ الذكريات عن أي شخص تحبه بالإمحاء، وينتابك شعور بالوحدة والفراغ التامين».

آثار الدماء

وتابع نادري «كان السجناء الذين يتعرضون للسجن الانفرادي يستخدمون شفرة معينة للتخاطب عبر الجدران، لكن مع مرور الوقت، عززت السلطات الجدران الإسمنتية بالفولاذ، بحيث لا يمكن لأي صوت اختراقها».

وأشار أنه بالنسبة إليه، عندما تصير العزلة غير محمولة، كان يبدأ برفس الباب وإحداث جلبة، فيأتي الحراس ويأخذونه إلى الجلد، لكن التعرض للضرب كان عبارة عن حالة شرود، وخلاص. إن عملية مقاومة الألم الجسدي، والذهاب إلى الطبيب، والتعامل مع الضمادات، كانت أفضل من عزلة لا تنتهي وعذاب ذهني.

وفي ربيع 1988، أراد الحراس منه أن يزودهم بمعلومات عن قريب، وفي يوم من أيام أغسطس، ونتيجة إصابته بنزيف في الكلى، فقد الوعي، ونقله الحراس إلى عيادة السجن. وعندما استفاق، شاهد آثار دماء حوله وشعر بألم في الرأس. وقال له شخص كان بجانبه إنه كان هناك من يناديه باسمه، لكن بما أنه كان غائبا عن الوعي، لم يجب.

نسوا إعدامه

وأشار إلى أنه بعد أيام عدة في العيادة وعندما أعيد إلى الزنزانة، كانت أبوابها مفتوحة بطريقة غريبة، وكانت ثمة حقائب يد وحقائب ظهر ملقاة فارغة، وأدركت أن هذه كانت حقائب عائدة لأصدقائه الذين أعدموا خلال المجزرة، وفي اليوم التالي، سمعت أحدهم ينادي الحراس، قائلا «لقد نسيتم أن تأخذوني».