فضيحة إيفين تفتح عيون العالم على نظام الملالي

العفو الدولية تطالب بتفتيش السجون.. وأمريكا تدعو للإفراج عن جميع المعتقلين
العفو الدولية تطالب بتفتيش السجون.. وأمريكا تدعو للإفراج عن جميع المعتقلين

الخميس - 26 أغسطس 2021

Thu - 26 Aug 2021

صراخ من داخل سجن إيفين  (مكة)
صراخ من داخل سجن إيفين (مكة)
فتحت فضيحة تسريبات سجن إيفين سيئ السمعة عيون العالم على الممارسات العدوانية التي يقوم بها نظام الملالي الإيراني خلف القضبان، ودعت العديد من المنظمات والجهات الدولية إلى التحرك لوقف الانتهاكات داخل إيران.

وفيما طالبت منظمة العفو الدولية، السلطات الإيرانية، بالسماح بإجراء عمليات تفتيش مستقلة في جميع سجونها، أوضح مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع للخارجية الأمريكية، أن اللقطات المسربة من إيفين، تؤكد أن التعذيب منهجي في السجون الإيرانية، ودعا المكتب إيران للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.

وتوالت ردود الفعل العالمية الغاضبة، بعد نشر مقاطع فيديو لحراس سجون بإيران وهم يعتدون على السجناء في سجن إيفين شمال طهران، وسط انتهاكات صارخة أثارت انتقادات دولية عارمة.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرتها جماعة إيرانية معارضة تدعى «عدالة علي» خلال اليومين الماضيين، سوء المعاملة وتعرض المعتقلين في سجن إيفين للتعذيب، وذلك بعدما تمكنت هذه الجماعة من اختراق كاميرات المراقبة الموجودة في السجن.

افتحوا السجون

وطالبت منظمة العفو الدولية غير الحكومية، في بيان أصدرته أمس الأول الأربعاء، السلطات الإيرانية، بالسماح للمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، بإجراء عمليات تفتيش مستقلة لجميع السجون.

وشددت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية هبة مريف، على «الطبيعة الواسعة النطاق والمنهجية» للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في السجون ومراكز الاعتقال الإيرانية، مضيفة أن مسؤولي النظام الإيراني قدموا «اعتذارات موجزة ووعودا عامة لمعالجة الوضع وهذا لا يكفي»ن ولفتت إلى اعتذار رئيس مؤسسة السجون الإيرانية، مشيرة: «لكن هذا الاعتذار لم يشمل السجناء أنفسهم».

تحرش جنسي

وقالت منظمة العفو الدولية أيضا في بيانها: «إذا كانت السلطات الإيرانية لا تريد أن تكون وعودها فارغة في هذا الصدد، فعليها أن تسمح على الفور للمراقبين الدوليين، بمن فيهم المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاوفيد رحمان، بإجراء عمليات تفتيش مستقلة لإيفين وسجون أخرى، وفقا للمعايير الدولية».

وتابعت «كما تكرر منظمة العفو الدولية دعوتها إلى إنشاء آلية للمساءلة والتحقيق، ردا على رفض السلطات الإيرانية المستمر لمقاضاة أولئك الذين شاركوا في التعذيب والاختفاء القسري والإعدامات خارج نطاق القضاء وغيرها من عمليات القتل التعسفي»، داعية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمعالجة هذه القضية.

وقالت المنظمة في البيان «إن مقاطع الفيديو هذه تقدم أدلة موضوعية مروعة على الضرب والتحرش الجنسي والإهمال المتعمد وسوء المعاملة للأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية طبية، ومنظمة العفو الدولية توثق ذلك منذ سنوات».

تعذيب مروع

ونقل موقع «فردا» الإيراني المعارض عن موريف قولها في تصريحات منفصلة، إنه «إنه لأمر مروع رؤية ما يجري داخل جدران سجن إيفين، لكن لسوء الحظ، فإن الانتهاكات التي تظهر في مقاطع الفيديو هذه ليست سوى قمة جبل الجليد لوباء التعذيب في إيران».

وكان رئيس السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني إيجي، طالب المدعي العام في البلاد، أمس، بإجراء تحقيق عاجل فيما يتعلق بفضيحة سجن إيفين، كما وجه مجموعة من أعضاء البرلمان اليوم انتقادات إلى السلطة القضائية ورجال الأمن.

وطلب رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من لجنة برلمانية متابعة قضية ما حدث في سجن إيفين مع مكتب المدعي العام في البلاد.

تاريخ أسود

وأكد مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع للخارجية الأمريكية أمس أن التسريبات تؤكد أن التعذيب ممنهج في سجون نظام الملالي، وأشار إلى ضرورة تسليط الضوء على الظلم الذي يرتكب بحق السجناء والمعتقلين المعارضين في البلاد.

وظل السجن ايفين وفيا لتاريخه الأسود، من إنشائه واتخاذه من قبل طهران موقعا رئيسيا لإيواء السجناء السياسيين الإيرانيين، حيث شهد مجزرة عام 1988، ضد معارضي النظام، والتي قتل فيها حوالي 30 ألف شخص.

ورغم أن السجن عند إنشائه كان مخصصا لإيواء 320 سجينا فقط، إلا أن النظام الإيراني ترك آلاف السجناء يقبعون فيه لسنين، قبل أن يقدمهم لمقصلة المشانق، بعد دورات تعذيب مؤلمة، ومفضوحة.

ويتم إجبار سجناء إيفين – والعديد منهم رهائن وسجناء سياسيون – بصورة روتينية على تحمل التعذيب وسوء المعاملة الجسدية الواسع والإساءة النفسية، بما في ذلك الخضوع لاستجوابات قاسية بلا هوادة والتهديدات بالعنف والإعدام، والسجن فترات طويلة في الحبس الانفرادي، وغيرها من المعاملة غير الإنسانية القاسية والمهينة.

حبس انفرادي

وكشف تقرير سابق لصحيفة «واشنطن بوست» أنه في الغالب يحتجز السجناء رفيعي المستوى في الحبس الانفرادي أو زنازين صغيرة مع عدد قليل منهم، ولكن أغلب المعتقلين يعيشون في غرف مكتظة اكتظاظا بالغا، حيث ترتفع درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا وسريعا بصورة لا تطاق خلال فترة الصيف.

ويحتوي السجن على مجموعة من غرف الاستجواب تحت الأرض حيث –وفقا لمنظمة العفو الدولية - يتعرض المعتقلون للتعذيب بانتظام لإجبارهم على التوقيع على اعترافات، تقودهم إلى المشانق في أكثر الأحوال.

ويحمل قسم النساء في هذا السجن نصيبا كبيرا من الانتهاكات اليومية، بتعريضهن للتعذيب والمعاملة غير الإنسانية، ومنع العلاج في المستشفيات، وفق تقارير منظمة العفو الدولية العام الماضي.

يذكر أن سجن إيفين شيد في عام 1971، حيث شهد سلسلة من الانتهاكات التي تفاقمت بعد الثورة الإيرانية، ولا تزال مستمرة حتى الساعة.

ماذا يحدث في سجون إيران؟

  • ضرب

  • سحل وإهانة

  • صدمات كهربائية

  • تحرش جنسي

  • إيذاء نفسي

  • معاملة غير إنسانية

  • تعذيب للحصول على اعترافات

  • المنع من العلاج

  • تجويع وحرمان من المياه