العرب وإردوغان
تفاعل
تفاعل
الجمعة - 29 يوليو 2016
Fri - 29 Jul 2016
على هامش الأحداث التركية الأخيرة ولأنهم العرب -بجناحيهم العاربة والمستعربة كانوا وما زالوا يعيشون على هامش التاريخ- فقد مارسوا شيئا من ضجيجهم ولغطهم حيال الانقلاب الفاشل هناك، المتن كان في تركيا والهامش كالعادة كان هنا!
البعض مارس دور المعارضة أكثر من أحزاب المعارضة التركية ذاتها، فشمت وفرح ببواكير أخبار هذا الانقلاب، وفريق كعادته شجب أي مساس بإردوغان وتجربته الديمقراطية التي يقال إنها نزيهة.
الأخيرون أسلموا هذه التجربة وأضفوا عليها شيئا من الكرامات الإيمانية التي يجريها الله على أيدي أوليائه الصالحين، فانتشر تسجيل إردوغان وهو يقول:
(لا غالب إلا الله) لتكون حجتهم على طهره ونزاهته وسبقه في تمثيل الإسلام أشرف تمثيل.
أما الفريق الآخر فقد سر كثيرا لهذا الانقلاب ودعا عليه متمثلا بالقول العربي المأثور (إلى حيث ألقت رحلها أم قسعم)، ليستغلها المؤيدون ويلبسونها شيئا من فوبيا التوجس التي تؤطر جدلهم وممانعاتهم فقالوا: أخطؤوا من فرط التصهين.
التصهين أصبح إطارا يسجن فيه أنصار الزعيم مخالفيهم، والأخونة تهمة جاهزة يرمي بها عشاق إردوغان، والأخير وتجربته بينهما كالمتنبي في شطره الشهير (ويسهر الخلق جراها ويختصم).
السؤال الذي ينبغي طرحه: كم يمثل هؤلاء الأقطاب نسبة في المجتمع العربي والسعودي تحديدا؟ والجواب يكمن في أنهم قلة قليلة ولكنهم (أكثر نفيرا)، فالغالبية العظمى من السعوديين بصفتهم الأكثر حراكا على وسائل التواصل الاجتماعي وسطيون بالفطرة، يشكلون السواد الأعظم من الناس، ليسوا بالمتشددين ولا ينتمون إلى أي تيارات فكرية مخالفة، لكن الأقطاب بثقلها في الحضور والتأثير تحاول إبراز نفسها وكأنها الممثل الشرعي لهذه الفئة الغالبة عددا والضعيفة حضورا على مسرح الأحداث، وقد تكون هذه الأغلبية مأسورة لدى النافذين المقتدرين من رموز هذه التيارات والذين يمارسون قمعا فكريا استبداديا تجاه المختلف والمخالف على حد سواء.
الحراك السياسي في تركيا في قمة مثاليته المتحضرة، يعكس وعيا إنسانيا بالديمقراطية ومفاهيمها وممارساتها على مستوى الفرد والجماعة، أما عندنا ولأننا حبيسو الهامش حراكا وتأثيرا فلا وجود لهذه المفاهيم، أبسطها الولاء للوطن ورموزه والتي أضحت مفقودة في أدبيات هؤلاء إلا في حالات إنشائية محدودة وضيقة.
التجربة التركية على مستوى الأطياف تيارات ومفاهيم، جسدت معنى اللحمة الوطنية والموت في سبيلها والمحافظة عليها، لأنها شعوب واعية تمارس الديمقراطية من الشارع إلى البرلمان، أما نحن فما زلنا أسرى للشارع ورموزه حتى رأينا- كعرب- منسوب إلى (رأي الشارع) مفهوما وممارسة وخارطة طريق..
البعض مارس دور المعارضة أكثر من أحزاب المعارضة التركية ذاتها، فشمت وفرح ببواكير أخبار هذا الانقلاب، وفريق كعادته شجب أي مساس بإردوغان وتجربته الديمقراطية التي يقال إنها نزيهة.
الأخيرون أسلموا هذه التجربة وأضفوا عليها شيئا من الكرامات الإيمانية التي يجريها الله على أيدي أوليائه الصالحين، فانتشر تسجيل إردوغان وهو يقول:
(لا غالب إلا الله) لتكون حجتهم على طهره ونزاهته وسبقه في تمثيل الإسلام أشرف تمثيل.
أما الفريق الآخر فقد سر كثيرا لهذا الانقلاب ودعا عليه متمثلا بالقول العربي المأثور (إلى حيث ألقت رحلها أم قسعم)، ليستغلها المؤيدون ويلبسونها شيئا من فوبيا التوجس التي تؤطر جدلهم وممانعاتهم فقالوا: أخطؤوا من فرط التصهين.
التصهين أصبح إطارا يسجن فيه أنصار الزعيم مخالفيهم، والأخونة تهمة جاهزة يرمي بها عشاق إردوغان، والأخير وتجربته بينهما كالمتنبي في شطره الشهير (ويسهر الخلق جراها ويختصم).
السؤال الذي ينبغي طرحه: كم يمثل هؤلاء الأقطاب نسبة في المجتمع العربي والسعودي تحديدا؟ والجواب يكمن في أنهم قلة قليلة ولكنهم (أكثر نفيرا)، فالغالبية العظمى من السعوديين بصفتهم الأكثر حراكا على وسائل التواصل الاجتماعي وسطيون بالفطرة، يشكلون السواد الأعظم من الناس، ليسوا بالمتشددين ولا ينتمون إلى أي تيارات فكرية مخالفة، لكن الأقطاب بثقلها في الحضور والتأثير تحاول إبراز نفسها وكأنها الممثل الشرعي لهذه الفئة الغالبة عددا والضعيفة حضورا على مسرح الأحداث، وقد تكون هذه الأغلبية مأسورة لدى النافذين المقتدرين من رموز هذه التيارات والذين يمارسون قمعا فكريا استبداديا تجاه المختلف والمخالف على حد سواء.
الحراك السياسي في تركيا في قمة مثاليته المتحضرة، يعكس وعيا إنسانيا بالديمقراطية ومفاهيمها وممارساتها على مستوى الفرد والجماعة، أما عندنا ولأننا حبيسو الهامش حراكا وتأثيرا فلا وجود لهذه المفاهيم، أبسطها الولاء للوطن ورموزه والتي أضحت مفقودة في أدبيات هؤلاء إلا في حالات إنشائية محدودة وضيقة.
التجربة التركية على مستوى الأطياف تيارات ومفاهيم، جسدت معنى اللحمة الوطنية والموت في سبيلها والمحافظة عليها، لأنها شعوب واعية تمارس الديمقراطية من الشارع إلى البرلمان، أما نحن فما زلنا أسرى للشارع ورموزه حتى رأينا- كعرب- منسوب إلى (رأي الشارع) مفهوما وممارسة وخارطة طريق..
