4 دول ترقص على قبر أفغانستان

إيران تستولي على دبابات وعربات عسكرية للحكومة الأفغانية الهاربة أمريكا تتنازل عن دورها كـ«شرطي للعالم» وتثير الفوضى من ورائها محمدي: الجار السيئ استغل ظروفنا.. وأيام أفغانستان الحالية ليست أبدية كيم جونج أون يستأنف العمليات في مفاعل نووي تم إغلاقه منذ 3 سنوات
إيران تستولي على دبابات وعربات عسكرية للحكومة الأفغانية الهاربة أمريكا تتنازل عن دورها كـ«شرطي للعالم» وتثير الفوضى من ورائها محمدي: الجار السيئ استغل ظروفنا.. وأيام أفغانستان الحالية ليست أبدية كيم جونج أون يستأنف العمليات في مفاعل نووي تم إغلاقه منذ 3 سنوات

الخميس - 02 سبتمبر 2021

Thu - 02 Sep 2021

فيما تنتشر مظاهر الفوضى داخل كابول التي سقطت في أيدي حركة طالبان، ترددت أنباء أمس عن تهريب أسلحة ومعدات كانت تستخدمها حكومة أشرف غني إلى إيران، في إشارة إلى تزايد الراقصين على قبر أفغانستان الذبيحة.

وبالتواكب حذر تقرير لصحيفة «الصن» البريطانية أمس، من أن خصوم الولايات المتحدة في العالم يعكفون على استغلال انسحابها من أفغانستان الذي طغت عليه الفوضى، وفسره كثيرون على أنه علامة ضعف، وقالت إن 4 دول على وجه التحديد هي روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، ستعمل على تعزيز قدراتها العسكرية، وتستفيد بأفضل صورة ممكنة من التقهقر الأمريكي.

وأشارت إلى أن الانسحاب الفوضوي من أفغانستان بعد مرور 20 عاما على الحرب، أدى إلى تحطيم «صورة القوة الأمريكية التي لا تقهر في مرحلة ما بعد الحرب الباردة»، على الأقل في الوقت الراهن، وأن هؤلاء يتسابقون لتعزيز ترسانتهم العسكرية الضخمة، مع تراجع الولايات المتحدة في دورها كشرطي للعالم.

سقوط فوضوي

وأكد الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، نايغل ديفيز، في التقرير الذي نشرته «الصن» أن السقوط الفوضوي للحكومة الأفغانية يعتبر علامة ضعف أمريكية، وقال «إذا أظهر خصمك صفات سلبية، فستستفيد أنت من ذلك».

وتابع «سيشعرون بالجرأة وسيحاولون اختبار ما إذا كان الأمريكيون حقا يحافظون على عزمهم»، محذرا من دخول الغرب مرحلة من عدم الاستقرار مستقبلا، إذ ستكون المنافسات أكبر وليست أقل.

سخرية روسيا

سخرت روسيا كثيرا من الولايات المتحدة الأمريكية عقب خروجها الطوعي وتسليمها الراية لحركة طالبات، وقالت «ما يحدث نتيجة طبيعية لـ 20 عاما من جهود الديمقراطية الأمريكية لأفغانستان» في إشارة إلى الفشل الأمريكي.

وتواصل روسيا استخدام لغة دبلوماسية هادئة مع حركة طالبان الأفغانية، فيما يبدو أنه نكاية بالغرب، مع أن موسكو لم تعترف حتى الآن بالحركة، لكنها مرشحة أن تفعل ذلك وتكون في مقدمة المتعاملين مع الحركة.

ويعمل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن على تعزيز قدرات جيشه، فقد أضاف صواريخ قادرة على محو المدن الأمريكية إلى غواصتين نوويتين أخريين في ترسانة روسيا المتنامية.

ويخطط لتعزيز جيشه بـ 60 ألف جندي على مدى السنوات الأربع المقبلة في محاولة لبث الرعب في قلوب أعضاء «الناتو»، ومن المرجح للغاية أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيسرع هذه الخطوة، وحذر مسؤول روسي أوكرانيا من أن الولايات المتحدة قد تتخلى عنها مثل ما حدث في أفغانستان.

تحفز الصين

وتبدو الصين متحفزة للقيام بدور كبير في أفغانستان الجديدة بعد الخروج الأمريكي المرير، حيث تتعامل بشكل صريح مع حركة طالبان، حتى أن وزير خارجيتها عقد اجتماعا مع رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبدالغني برادر.

ورغم أن الصين لم تعترف رسميا بشرعية طالبان، إلا أن مسؤولا صينيا في مجلس الدولة قال «إن طالبان قوة سياسية مشروعة في أفغانستان، وتأمل الصين أن تشارك في عملية إعادة إعمار أفغانستان وإحداث تنمية اقتصادية فيها، وهو ما سيسهل تنفيذ مشروع «طريق الحرير» الاستراتيجي لبكين، وفق مراقبين.

وتنشغل بكين حاليا فيما يعتقد أنه أكبر عملية توسع في الأسلحة النووية على الإطلاق، وتراجع القوة الأمريكية قد يساعدها في إتمام المشروع كاملا، وتبني الصين على مسافة 1200 ميل من العاصمة بكين صوامع لصواريخ نووية.

طموحات كوريا

ويخشى أن يؤدي سقوط كابول في أيدي طالبان إلى تعزيز طموحات كوريا الشمالية النووية، ففي بداية يوليو الماضي، بدا أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يستأنف العمليات في مفاعله النووي الذي تم إغلاقه لمدة ثلاث سنوات بعد أن أبرم اتفاقا مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

وكان هناك مغزى كبير لعملية إعادة فتح المصنع الذي يعتقد أن الأسلحة النووية تصنع فيه، إذ تم ذلك في نفس اليوم الذي انسحبت فيه القوات الأمريكية، كما تتطلع الدولة الشيوعية المنعزلة إلى استغلال الأزمة الأفغانية لتوجيه خطابها المناهض للولايات المتحدة لمواطنيها، إذ تطالب بشكل أساسي برحيل القوات الأمريكية عن كوريا الجنوبية.

وفي أغسطس الماضي، صرحت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي «من أجل أن يستقر السلام في شبه الجزيرة، من الضروري أن تسحب الولايات المتحدة قوات العدوان ومعدات الحرب المنتشرة في كوريا الجنوبية».

الشر الإيراني

ووصل الشر الإيراني إلى أعلى درجاته من أجل استغلال السقوط الأفغاني، حيث احتفلت كثيرا برحيل القوات الأمريكية، ووصفته بـ»الهزيمة»، وتعهدت بالعمل مع قادة طالبان.

وفي استعراض للقوة، اختبر الدفاع الجوي الإيراني نظاما صاروخيا جديدا فائق السرعة، ونشرت قبل شهرين لقطات مزيفة لتفجير مبنى الكابيتول الأمريكي، وتظهر اللقطات التي بثت على التلفزيون الرسمي صاروخا يصيب مقر الكونغرس الأمريكي، واستأنفت إيران تصدير الوقود إلى أفغانستان مع نمو العلاقات بين طهران وطالبان.

ورصدت قناة أفغانية على تلغرام صورا لعدد من الدبابات والعربات العسكرية التابعة للحكومة الأفغانية في طهران، نشرت صور على صفحة على «تويتر» لمركز شرطة سمنان - غرمسار شمال إيران، تظهر عددا كبيرا من المركبات المدرعة الأمريكية من طراز همفي والتي تنقلها شاحنة من الجيش الإيراني من أفغانستان إلى إيران.

ونشر بسم الله محمدي، القائم بأعمال وزارة الدفاع الأفغانية السابق، إحدى هذه الصور على صفحته على تويتر، واصفا إيران بـ»الجار السيئ» وكتب يقول «أيام أفغانستان السيئة ليست أبدية».

وفي الأسبوع الماضي، أعلن متحدث باسم هيئة الطيران الإيرانية رسميا أن عددا من طائرات خطوط «كام إر» الأفغانية تم نقلها إلى إيران، وبحسب المتحدث باسم هذه المنظمة، عقب تصاعد الاشتباكات والتوترات في مطار كابول بعيد دخول طالبان المدينة، طالب صاحب شركة الطيران الأفغانية الخاصة «كام إر» بنقل بعض طائرات الشركة إلى المطارات الإيرانية، وغادرت الطائرات إيران بعد بضعة أيام.