الجواسيس دمروا علاقات الجزائر والمغرب

3 أزمات كبرى أشعلت خلاف البلدين ودفعت إلى قطع العلاقات60 عاما من المناوشات.. وحرب الرمال تركت أثرا لا يمحىاتهامات قوية لإسرائيل باللعب خلف الستار ودعم حركة (ماك)اعتراف ترمب بتبعية الصحراء الغربية للمغرب زاد الموقف تأزما
3 أزمات كبرى أشعلت خلاف البلدين ودفعت إلى قطع العلاقات60 عاما من المناوشات.. وحرب الرمال تركت أثرا لا يمحىاتهامات قوية لإسرائيل باللعب خلف الستار ودعم حركة (ماك)اعتراف ترمب بتبعية الصحراء الغربية للمغرب زاد الموقف تأزما

الأربعاء - 25 أغسطس 2021

Wed - 25 Aug 2021

فيما اتهمت الجزائر جارتها المغرب بالتجسس عليها عبر تطبيق بيجاسوس الإسرائيلي وسارعت في قطع العلاقات بشكل رسمي بين البلدين، يرى الكثير من المراقبين والمحللين أن (جواسيس) خفية وراء الفتنة الكبرى التي اشتعلت بين البلدين منذ 60 عاما، والتي تسببت في اندلاع «حرب الرمال» بين البلدين التي تركت أثرا لا يمحى.

تفاصيل مثيرة يسكن الشيطان خلفها، كانت وراء القرار الذي اتخذته الجزائر في الساعات الماضية، والذي قوبل بحالة استنكار وأسف من السعودية وغالبية الدول العربية، إضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية.

3 أزمات رئيسة يعتبرها المراقبون سببا مباشرا في الأزمة التي زادت حدتها مؤخرا، بينما لا يستبعد الأغلبية وجود «طرف ثالث» خفي، يحاول بكل ما يملك إزكاء نار الخلافات كلما اقتربت من نهايتها.

60 عاما

يعود الخلاف بين البلدين إلى 60 عاما، وبالتجديد عام 1961 عندما شهدت العلاقات خلافات وتوترات ومواجهة عسكرية، إذ اندلعت حرب بين البلدين في 1963 عرفت باسم حرب الرمال، انتهت بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية، وقامت المنظمة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964، لكنها تركت أثرا لا يمحى في العلاقات الثنائية.

وتجدد التوتر بين البلدين وتأزمت العلاقات بعد تنظيم المغرب ما يعرف بـ «المسيرة الخضراء» عام 1975، حيث زحف نحو 350 ألف شخص إلى مناطق بالصحراء الغربية، منهيا بذلك وجود الاستعمار الإسباني في المنطقة، اندلعت مناوشات بعد عام واحد إثر الدعم الذي قدمته الجزائر لجبهة البوليساريو التي ناهضت ما تصفه بأنه «احتلال مغربي» للصحراء الغربية، واعترفت الجزائر بدولتهم «الجمهورية الصحراوية».

اتهامات متبادلة

ظهرت محاولات جادة لإنهاء الخلاف بين البلدين عام 1989، حين تأسس اتحاد المغرب العربي ليكون مظلة تجمع أغلب دول شمال أفريقيا العربية، لكنه عجز عن الاجتماع في قمم اقتصادية، بسبب الخلاف السياسي بين الجارين، وعقدت آخر قمة اقتصادية له في 1994.

واتخذ الخلافات بين المغرب والجزائر مرحلة أكثر حدة على المستوى الدبلوماسي في يوليو الماضي وسط مطالب من الداخل الجزائري باستدعاء السفير، واتهمت الجزائر، المغرب بدعم جماعات إرهابية، إثر مذكرة وزعها الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة السفير عمر هلال في إطار الرد، بشكل مفصل، على التدخل لوزير الخارجية الجزائري، خلال المناقشة الوزارية العامة في اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد يومي 13 و14 يوليو الماضي.

توتر العلاقات

دخلت العلاقات مرحلة جديدة من التوتر في الأسبوع الماضي بعد اندلاع حرائق الجزائر التي أشعلت الخلافات مجددا، حيث أعلنت الرئاسة الجزائرية إنها قررت «إعادة النظر» في علاقاتها مع الرباط، وذلك خلال اجتماع استثنائي بقيادة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون.

وفاجأ وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة الجميع بعقد مؤتمر صحفي مؤخرا، أعلن خلاله أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اعتبارا من أمس الأول، بسبب ما أعتبره «أفعال عدائية متواصلة» من المغرب.

وشدد على أن «قطع العلاقات الدبلوماسية لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يتضرر المواطنون الجزائريون المقيمون بالمغرب والمغاربة المقيمون بالجزائر من هذا القرار».

مبادرة مغربية

وفي مطلع أغسطس الجاري قدمت المغرب مبادرة سلمية لافتة، حين وجه محمد السادس ملك المغرب في خطابه السنوي احتفالا بذكرى جلوسه على العرش، دعوة إلى الجارة الجزائر لتفعيل الحوار من أجل تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين والعمل على فتح الحدود بينهما والمغلقة منذ عام 1994 على خلفية التوترات الناجمة عن دعم الجزائر لجبهة البوليساريو في قضية الصحراء الغربية.

ودعت المغرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى «تغليب منطق الحكمة» وتمتين أواصر العلاقات الأخوية التي تربط بين الشعبين الشقيقين.

منطقة القبائل

ويجمع المراقبون على وجود 3 أزمات كبرى تسببت في انتهاء الأمر بقطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية بالمغرب، في مقدمتها قضية منطقة القبائل، تتهم الجزائر جارتها بدعم «حركة استقلال منطقة القبائل» التي تُعرف اختصارا باسم «ماك».

تأسست هذه الحركة، عام 2001، وتتخذ من باريس مقرا لها، وهي حركة غير مرخصة في الجزائر وصنفتها الحكومة في مايو الماضي، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

تأسست (ماك) على يد فرحات مهنا، للمطالبة بالحكم الذاتي في منطقة القبائل التي غالبية سكانها من الأمازيغ، بعد أحداث «الربيع الأسود» في عام 2001.

وجاءت حرائق الجزائر الأخيرة لتزيد من الطين بلة، إذ تقول السلطات الجزائرية، «إن معظم الحرائق التي اندلعت في الجزائر هي بفعل فاعل، وتتهم الحركة بها، وحصولها على دعم من المغرب وإسرائيل».

الصحراء الغربية

على مدار سنوات طويلة، تعد الصحراء الغربية محور أزمة كبرى بين الجارين المغرب والجزائر، والتي وصلت إلى ذروتها في السنوات الأخيرة، خاصة مع اعتراف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، بتبعية الصحراء الغربية إلى المغرب.

تزايدت الأزمة مؤخرا، بعد تصريحات حديثة للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لمجلة «لوبوان» الفرنسية، والتي نظر إليها البعض باعتبارها تزيد من تعقيد الأزمة مع المغرب، خاصة وأنه حذر من قيام المغرب بـ»الاعتداء على» جارتها، في وقت يرى فيه محللون مغربيون أنها محاولة لتشتيت الانتباه عما يحدث داخل البلاد.

وتعتبر أزمة الصحراء الغربية واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم.، إذ لجأ خلال هذه الحرب الكثير من الصحراويين إلى الجزائر، حيث يقيمون في مخيمات منذ عقود.

حرائق الغابات

الأزمة الثالثة والأكثر خطورة برزت مؤخرا، بعدما اتهمت الجزائر دولة المغرب بالتجسس عليها عبر تطبيق بيجاسوس الإسرائيلي، وكذلك دعم جماعات مصنفة إرهابية في الجزائر بافتعال حرائق الغابات.

وكان بيان للنائب العام الجزائري منذ أيام، أفاد بأن نيابة الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد الجزائرية أمرت بفتح تحقيق ابتدائي على خلفية احتمالية تعرض البلاد لعمليات تجسس طالت مواطنين ومسؤولين باستخدام برنامج «بيجاسوس» الإسرائيلي، وفق ما أوردته تقارير إعلامية عالمية. من جانبها، أعربت الخارجية الجزائرية عن «قلقها العميق» ونددت في بيان «بقيام سلطات بعض الدول، وعلى وجه الخصوص المملكة المغربية، باستخدام واسع النطاق لبرنامج التجسس المسمى بيجاسوس ضد مسؤولين ومواطنين جزائريين»، فيما كانت أعلنت السلطات الجزائرية، أن حركة «ماك»، مسؤولة عن افتعال حرائق الغابات بدعم مباشر من المغرب وإسرائيل.

لماذا الاختلاف على الصحراء الغربية؟

  • تمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كلم على الساحل الشمالي الغربي للقارة.

  • منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.

  • يقول المغرب الذي يسيطر على 80% من أراضي الإقليم «إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه».

  • لا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية.

  • تصر الجبهة الشعبية المعروفة باسم «البوليساريو» بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير.

  • ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991 على إجراء استفتاء.l بدأ النزاع فعليا عام 1975،عندما وقعت إسبانيا قبل جلائها من الصحراء الغربية، اتفاقية مدريد مع كل من المغرب وموريتانيا.

  • اقتسم بموجبها البلدان الجاران الصحراء، لكن الصحراويين المسلحين الذين أسسوا جبهة البوليساريو، رفضوا الاتفاقية وطالبوا بالانفصال.