باحث أمريكي: قصة أفغانستان لن تنتهي

الأربعاء - 18 أغسطس 2021

Wed - 18 Aug 2021

قد يتبادر إلى الأذهان أن تطورات المشهد في أفغانستان قد تنحصر في سيطرة حركة طالبان على مفاصل الدولة وفرضها لرؤيتها المتشددة، إلا أن المشكلة على ما يبدو أعمق من ذلك، إذ تحتمل تقسيم أفغانستان نفسها بسبب تفاعلات إقليمية مع دول الجوار.

ويقول مايكل روبين، زميل معهد أمريكان إنتربرايز، المتخصص في شؤون إيران وتركيا والشرق الأوسط بشكل عام، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية «إن حركة طالبان استولت على القصر الرئاسي في كابول، وأكملت حربها الخاطفة عبر أفغانستان، وفر الرئيس أشرف غني من البلاد بشكل مخز. وكتب وزير الدفاع بسم الله خان محمدي «لقد قيدوا أيدينا من الخلف وباعوا البلاد .. اللعنة على غني وعصابته».

ولعبة اللوم جارية في واشنطن، وألقى الرئيس جو بايدن باللوم على سلفه الرئيس دونالد ترمب واتفاق السلام مع طالبان الذي حدد موعدا نهائيا للانسحاب الأمريكي. ولم يكن الاتفاق في عهد ترامب مدروسا، لكن أعذار بايدن مخادعة لثلاثة أسباب. أولا، لم تلتزم طالبان بالاتفاق وأبطلته. ثانيا، مر الموعد النهائي لانسحاب الولايات المتحدة قبل عدة أشهر، وأخيرا، لم يلتزم بايدن باتفاقات أخرى في عهد ترمب حول الجدار الحدودي وخط أنابيب كيستون إكس إل، وبالتالي فإن الفكرة القائلة بأن ترمب قيد يديه هي مجرد هراء.

ومع ذلك، ففي حين يرفرف علم «الإمارة الإسلامية» الآن فوق القصر الرئاسي في كابول، فإن انتصار طالبان ليس نهاية القصة. إن شعور طالبان بالزهو ليس مقياسا لشعبيتها قدر كونه نتيجة لدعمها من جانب باكستان، فنادرا ما يقاتل الأفغان حتى الموت، بل يجنحون بدلا من ذلك إلى الجانب الأقوى. وكان إظهار بايدن للضعف والقسوة هدية لقادة طالبان الذين يسعون إلى إقناع حكام الولايات بالتنحي عن السلطة مقابل النجاة بأرواحهم.

وفي ختام تقريره يقول روبين «إن طالبان قد تعلن انتصارها، ولكنها بالنسبة لأفغانستان لا تمثل نهاية القتال أكثر من كونها فصل في تاريخ دموي. ويضيف قائلا «استعدوا للمرحلة التالية في الحرب الأهلية الأفغانية».