هل يتورط حزب الله في حرب صواريخ؟

معهد ستراتفور: الظروف المحلية والدولية تشكل عامل ضغط للتصعيد العسكري
معهد ستراتفور: الظروف المحلية والدولية تشكل عامل ضغط للتصعيد العسكري

الثلاثاء - 10 أغسطس 2021

Tue - 10 Aug 2021

توقع محللون اندلاع حرب صواريخ جديدة بين حزب الله الإرهابي وإسرائيل، بعد تزايد التحرشات في الآونة الأخيرة، وعودة التوتر إلى المنطقة.

ويرى معهد «ستراتفور» الأمريكي أن الظروف المحلية والدولية بالنسبة للطرفين تشكل عامل ضغط كي لا يتحول تبادل إطلاق الصواريخ إلى حرب أخرى، ورجح تقرير المعهد أن تدفع الحاجة لاسترضاء جمهور أكثر تشددا من الناخبين الإسرائيليين، حكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت الجديدة لتأكيد هيمنتها العسكرية، ما يزيد من احتمالية حدوث تصعيد عسكري على المدى القريب.

ونقل موقع (24) الإماراتي عن المعهد أن الضغط المحلي الكبير الذي يواجهه حزب الله لتجنب الدخول في حرب كبرى أخرى على غرار حرب يوليو 2006، يعتبر سببا في أن الحزب لا يبدو حريصا على الرد الفوري على هجمات إسرائيل الصاروخية والغارات الجوية، وهذا الأمر برز في موقف القرويين في بلدة شويا جنوب لبنان الذين أوقفوا منصة إطلاق صواريخ تابعة للحزب، وسيطروا عليها وسلموها للجيش اللبناني، احتجاجا على استخدام الحزب مواقع قريبة من بلدتهم لمهاجمة إسرائيل.

ضغوطات اقتصادية

ووفقا للمعهد، تواجه الشرعية السياسية لحزب الله الإرهابي ضغوطات في ظل الاقتصاد اللبناني المنهار، ناهيك عن استمرار تواجد الحزب في سوريا، ما يزيد من تقويض الحافز الذي يمكن أن يدفع الحزب للدخول في حرب واسعة النطاق ضد إسرائيل؛ وهي حرب من شأنها أن تتسبب في المزيد من الأضرار للاقتصاد اللبناني، وأن تتحدى قدرة حزب الله على العمل بوصفه حليفا موثوقا في سوريا.

وأوضح المعهد أن الدخول في حرب أخرى مع حزب الله قد يؤدي إلى تفاقم أزمة (كوفيد-19) في الداخل، وزيادة توتر العلاقات الإسرائيلية مع الولايات المتحدة، كما أن أي صراع كبير آخر مع حزب الله سيتطلب استدعاء جنود الاحتياط، وهذا من شأنه أن يعرقل التعافي الاقتصادي الذي حققته إسرائيل بعد عمليات الإغلاق بسبب جائحة (كوفيد-19) خلال عام 2020-2021، كما سيضطر الإسرائيليون أيضا إلى نقل صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية من الحدود الجنوبية للبلاد مع غزة إلى حدودها الشمالية مع لبنان.

الفيروس القاتل

وفي حالة نشوب حرب مع حزب الله، سيحتشد العديد من الإسرائيليين بكثافة داخل الملاجئ تحت الأرض، ما قد يؤدي إلى انتشار الفيروس القاتل بشكل أكبر.

وأشار المعهد إلى أن واشنطن تريد تجنب نشوب أي صراع كبير آخر في المنطقة، ومن أجل تحقيق الاستقرار الإقليمي واللبناني، اتخذت خطوات للوقوف إلى جانب لبنان في خضم أزمته الداخلية، حيث قدمت 100 مليون دولار لبيروت على شكل مساعدات إنسانية في 4 أغسطس.

ولهذه الأسباب، تتوفر خيارات التخفيف من التصعيد لكلا الجانبين، والتي يمكن أن تكون سببا في تراجع إسرائيل وحزب الله عن الاقتراب من حافة صراع كبير. وإذا توقف حزب الله عن شن مزيد من الهجمات الصاروخية، وكبح جماح المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا يهاجمون شمال إسرائيل؛ فسينخفض الدافع لدى إسرائيل للقيام بعملية عسكرية أكبر في لبنان يمكن أن تشعل حربا كبيرة.

ويمكن للحكومة الإسرائيلية أن تقرر شن مزيد من الهجمات المضادة في سوريا، حيث تعرضت قوات حزب الله لقصف إسرائيلي في السابق دون أن يشعل ذلك فتيل حرب.

انتقادات محلية

وتواجه حكومة بينيت الجديدة في إسرائيل ضغوطا سياسية لضمان أمن الحدود الشمالية للبلاد، الأمر الذي قد يجبرها على القيام بعمليات عسكرية أو عمليات سرية أكبر لردع حزب الله وإرضاء المنتقدين.

ويتعرض بينيت لهجوم من من اليمين المتطرف.