عائشة العتيبي

الفرد والإعلام الشرس

الخميس - 05 أغسطس 2021

Thu - 05 Aug 2021

قد تجد في العالم كما هائلا من الأعداد والمكتسبات والفرص والأهداف ومهما تفاوتت وبلغت حاجة الإنسان يبقى بداخل كل شخص منا اهتمامات وأمور لا يهتم بالتحدث عنها وكشفها للآخرين ولنا الحرية في هذا بلا شك وليس خطأ، الأرقام والمشاهد تشهد لزمن بعيد أن الإنسان أكثر عرضة للأخطار والصعوبات والعثرات والأساليب السيئة وقد يبذل قدرا كبيرا حتى يعود إلى وضع متزن ولأجل أن يدرك سلامة العقل والنفس، لذا نريد توضيح أمر معين ونسأل، من هو حامل الرسالة الإعلامية؟، ومن الذي يدعو إلى تحسين الحضارة الثقافية والاجتماعية في وطننا العربي والإسلامي؟، ومن الذي يحرص على غرس قيم ومبادئ سليمة ومعالم تشجع الفرد على صنع حياة أفضل لنفسه ووطنه ومجتمعه؟، نحن نستغرب جدا من بعض أهداف الرسائل المفسدة والمحبطة في عالمنا اليوم، وهي التي لا نعلم ما الفائدة منها والتي قد تهدف إلى بث الفرقة والنبذ والعنصرية والتشتت لعناصر المجتمع.

رسائل الإعلام لابد أن تحارب بعضها البعض لصنع حياة أفضل في حياة الفرد، ولن نسهب كثيرا في هذا الأمر لأنه واضح وأصبح حديث الشارع والتواصل الاجتماعي اليوم، وكيفية الحد من الهجوم المندفع على بعض المسميات والقبائل وإثارة الفتن والفساد والخراب داخل المجتمع، ولكن نريد أن نخبركم بأن الرسالة التي لابد اتخاذها هو الوقوف بجانب الفرد؛ لأنه ذو أهمية كبيرة ويجب إبعاده عن الصراع مع فئة الإعلام الشرس؛ الذي يحمل تيارات فكرية متعددة وغير واضحة الملامح، ومن أهم أهدافهم هو ضياع الفرد وخلق بيئة غير آمنة لا تراعي الحقوق ولا القيم ولا المبادئ ولا حضارة المجتمع ولا تراعي سلامة المنهج الإسلامي القويم، لسبب واحد وهو أنهم فئة شرسة تسعى لإثارة كل من الجدل والرأي العام وعدم احترام شعور الآخرين وزرع العنصرية والفرقة بين القبائل والأعراف وضياع القيم.

الفرد هو الأساس الذي يقوم عليه المجتمع الواحد، حيث هو العنصر الأول في تكوين المجتمع والحفاظ على قيم وأخلاقيات المجتمع، هو هدف أساس وواجب على كل فرد ومنظومة إعلامية، وطريقة المحافظة تعتمد على ربط الإعلام مع الفرد ثم المجتمع بصورة جيدة وليس محاربة الفرد والمجتمع لأجل أرقام ومقاييس وهمية تصدر من فترة لأخرى، بل نحث إعلامنا المتقدم والمبتكر على رفع تعزيز الثقافة الفكرية والمجتمعية وفض الخلافات والنزاعات ‏القبلية والعنصرية المفسدة لصنع حضارة مجتمعية متقدمة ومتطورة، نعلم أن كل شخص مخطئ وقد أخذ الجزاء، والسرد لا يعتبر تصحيحا للخطأ أو للحصول على قيمة مفيدة وندرك تماما أن ليس للفبركة الإعلامية منهج صحيح في النشر والبحث والاكتشاف لقصد نشر قصة واقعية مبتكرة أو تحديد هوية حقيقية بصورة خاطئة هذا ما قد يحدث، نحن كعناصر معرضون للخطأ مهما بلغنا من العلم والمكانة؛ فكيف لمن دخل في حياتهم بعض المعتركات والنزاعات والخلافات وقدموا صورا حياتية مختلفة عن مجتمعنا الآن.

كل منا يعيش زمانه، نظرة الفرد للإعلام مهمة جدا في زرع قيم صحيحة وتعاليم أخلاقية وثقافية جيدة،

إذا لابد على الإعلام من اختيار مبدأ واضح للرسالة الذي ‏يحتوي على منهج سليم ذي منفعة وكذلك ‏الذي يهتم في تطور الفرد ورفعته عند مجتمعه، لذا من يرفع الإعلام هو الفرد ومن يقيم الإعلام هو المجتمع؛ فرسالة الإعلام موجهة للفرد أولا ثم للمجتمع ثانيا، فالبناء والفكرة والهدف والصدق والرسالة هي من مقومات الإعلام ‏السوي.

3ny_dh@