الشعب يريد إسقاط الملالي

الاحتجاجات الشعبية تتصاعد في طهران والمحافظات ضد خامنئي نادر: إصرار الرئيس الأمريكي على استكمال المفاوضات غريب قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية تغذي غضب المتظاهرين رئيسي سيف المرشد لتعزيز الديكتاتورية وقمع المعارضين
الاحتجاجات الشعبية تتصاعد في طهران والمحافظات ضد خامنئي نادر: إصرار الرئيس الأمريكي على استكمال المفاوضات غريب قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية تغذي غضب المتظاهرين رئيسي سيف المرشد لتعزيز الديكتاتورية وقمع المعارضين

الاثنين - 02 أغسطس 2021

Mon - 02 Aug 2021

فيما تتصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في محافظات ومدن إيران، توقع الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات علي رضا نادر أن تشكل الاحتجاجات الإيرانية الحالية منعطفا تاريخيا في البلاد، مستغربا موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته التي ترفض تشتيت اتتباهها عن المفاوضات مع النظام الإيراني من أجل العودة إلى اتفاق 2015 المعيب.

وأكد في تحليل بموقع «تاون هول» أن التظاهرات الوطنية تطالب بإطاحة النظام، بعدما بدأت في محافظة خوزستان المحرومة من المياه لكنها انتشرت في المحافظات المجاورة والمدن الكبيرة بما فيها العاصمة طهران.

وشدد الكاتب على أن فساد الملالي وسوء إدارتهم حولا الوضع إلى أزمة، حيث تم بناء أكثر من 600 سد منذ ثورة 1979، العديد منها، إن لم يكن معظمها، غير ضروري على الإطلاق.

كما يحول النظام الموارد المائية من محافظة إلى أخرى.

وفي كلتا الحالتين، يبقى المنتمون إلى الحلقة الضيقة من النظام والذين يسيطرون على العقود المستفيدين الأساسيين.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

فساد الملالي

وأشار رضا نادر إلى أن خوزستان هي مركز صناعة الطاقة الإيرانية وتتمتع بموقع استراتيجي على الحدود مع العراق وعلى شواطئ الخليج العربي، لكن فساد الملالي جعلها تعاني، علاوة على ارتفاع درجات الحرارة العالمية التي أسهمت في نقص كبير في المياه.

وأكد أن التيار الكهربائي يصبح أيضا موردا نادرا مع تكرار حالات انقطاع الكهرباء في الصيف الحار والجاف.، بالتوازي، تصبح الكثير من المناطق الإيرانية، وخصوصا خوزستان، غير قابلة للسكن.

انتفاضة شاملة

وأضاف «يعلم الإيرانيون أن مأساتهم كارثة من صنع الإنسان، لهذا السبب هم يوجهون غضبهم ضد النظام. معظم سكان خوزستان من الإيرانيين العرب الذين عانوا من التمييز طوال عقود، لكن هذه الانتفاضة غير إثنية.

ويشير إلى أن كل المجموعة الدينية والإثنية البارزة في المحافظة مثل الناطقين بالعربية والفارسية وكذلك اللور والبختيارييين وغيرهم انضموا إلى الاحتجاجات الشعبية العارمة.

نتيجة لذلك، كانت المحافظة بأكملها في حالة انتفاضة، نزل الإيرانيون إلى المدن الكبيرة كالأهواز وسوسنرد وخرم آباد مغلقين الطرق السريعة الرئيسة ومحتشدين في الشوارع.

علاوة على ذلك، تخطت الانتفاضة خوزستان ووصلت إلى طهران ومدن كبيرة مثل تبريز وكرج.

إرهاب وقمع

ويوضح نادر وجود قضايا سياسية أخرى تغذي غضب المتظاهرين.

دبر المرشد الأعلى علي خامنئي «انتخاب» إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران.

أمضى رئيسي مسيرته كمدع عام أسبق ورئيس سابق للسلطة القضائية يستخدم القانون كأداة للإرهاب والقمع بالنيابة عن المرشد الأعلى.

وفي أواخر الثمانينات، كان رئيسي عضوا في لجنة الموت المسؤولة عن إعدام الآلاف من السجناء السياسيين.

ويتابع «باختصار، رئيسي هو سيف خامنئي لا رئيس السلطة التنفيذية، من هنا، ليس للشعب الإيراني أي سبب لتوقع أن يعالج رئيسي المظالم الكثيرة للإيرانيين العاديين.

هم يعلمون أن النظام غير قابل للإصلاح وأنه مجرد ديكتاتورية بقيادة خامنئي، يقول المتظاهرون «إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ إيران من الكارثة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية هي المطالبة بإطاحة النظام».

خوف بايدن

ولفت إلى أنه خلال الأشهر الستة التي قضاها في الرئاسة الأمريكية، كانت رسالة جو بايدن إلى العالم هي أن «أمريكا عادت» وأنه سيضع حقوق الإنسان في محور سياسته الخارجية، لكن في ما يتعلق بالإيرانيين، يغيب بايدن عن أي تحرك. بعد أسابيع من الاضطرابات، أصدر الناطق باسم وزارة الخارجية أخيرا بيانا من مقطعين يعرب فيه عن دعم الشعب الإيراني.

وكان هنالك صمت حيال الإضرابات العمالية على مستوى البلاد والتي تحدت النظام أيضا. إن سبب خوف البيت الأبيض هو أن بايدن، وقبله أوباما، رفضا السماح لقضايا حقوق الإنسان بعرقلة مسعاهما إلى المفاوضات النووية بحسب رضا نادر.

لا تفاؤل

وفيما لا تزال محادثات فيينا متوقفة حتى تنصيب رئيسي، يرى الكاتب أنه كان من المفترض أن يؤدي اختيار خامنئي لرئيسي إلى إيضاح أن حث النظام الإيراني على الانضمام إلى اتفاق 2015 هو مأمورية بلا طائل.

يفضل الرئيس المقبل سياسة خارجية توسعية بما فيها نهج متشدد تجاه المفاوضات النووية. على بايدن إدراك أن إشاحة وجهه عن الواقع في إيران سيؤدي على الأرجح إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وأبعد.

وعلى امتداد المنطقة، يعاني وكلاء إيران مثل «حزب الله» من ضغط شبيه بذاك الذي يثير السخط في إيران. مع ذلك، إذا لم يكن باستطاعة بايدن إظهار الغضب حين كشفت وزارة العدل أن طهران سعت إلى خطف الصحفية الأمريكية مسيح علي نجاد، ومن على الأراضي الأمريكية، فمن الصعب أن يكون المرء متفائلا وفقا لرضا نادر.

ارتكاب جرائم

على صعيد آخر مختلف، وفي الاجتماع الأخير في آخر اجتماع لحكومته قبل تسليم الرئاسة للرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، أقر الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني بارتكاب حكومته «أخطاء» وفشلها في إنهاء العقوبات، مؤكدا إخفاء الحكومة جزءا من الحقيقة عن الشعب، وقال «في بعض الفترات تحفظنا على بعض التفاصيل، خوفا من تأثر اللحمة الوطنية» كما تابع الرئيس المنتهية ولايته «أداؤنا لم يكن خاليا من الأخطاء ونعتذر من المواطنين».

وأضاف «كنا نستطيع رفع العقوبات مع مراعاة الشروط التي وضعها المرشد الأعلى لكن أمورا وظروفا أخرى منعتنا من تحقيق ذلك».

تنصيب رئيسي

يذكر أن إبراهيم رئيسي، سيتولى هذا الأسبوع رسميا منصب رئيس الجمهورية في إيران خلفا لحسن روحاني، ليبدأ ولاية من أربعة أعوام يواجه منذ مطلعها تحديات معالجة الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأمريكية والمباحثات بشأن الاتفاق النووي.

ومن المقرر أن تقام مراسم أداء اليمين الدستورية لرئيسي الخميس المقبل في الخامس من أغسطس الحالي، أمام مجلس الشورى (البرلمان) الذي يهمين عليه المحافظون، في خطوة يتبعها تقديم أسماء مرشحيه للمناصب الوزارية من أجل نيل ثقة النواب على تسميتهم.

ونال الرئيس السابق للسلطة القضائية نحو 62% من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات التي خاضها بغياب أي منافس جدي، وشهدت نسبة مشاركة بلغت 48,8%، هي الأدنى في استحقاق رئاسي منذ تأسيس الجمهورية الإيرانية عام 1979.