غسان بن محمد عسيلان

هل التعليم عن بعد يبقى الخيار الأمثل؟!

الاحد - 01 أغسطس 2021

Sun - 01 Aug 2021

في الحقيقة لست (شيفونيًّا) عندما أقول: أفخر أنني مواطن سعودي، وأحمد الله على نعمة العيش في المملكة العربية السعودية التي يتمناها الكثيرون حول العالم.

وقد كشفت جائحة كورونا أننا -بفضل الله تعالى- نمتلك منظومة متكاملة وحديثة من الخدمات المختلفة الصحية والتعليمية والإدارية، وغيرها، ففي الوقت الذي ما تزال هذه الجائحة تضرب بعنف في مختلف أرجاء العالم، وهناك دول عديدة تعاني حاليا من الإغلاق، ننعم نحن -بفضل الله تعالى- بجني ثمار التعامل الصحيح والحازم مع أزمة الجائحة منذ تفشيها على مستوى العالم، ويوما بعد يوم تؤكد المملكة أن التخطيط الدقيق المنظم هو أساس النجاح بعد توفيق الله تعالى.

ومن أبرز ما تفوقت فيه المملكة على كثير من دول العالم إبان جائحة كورونا (التعليم عن بعد) فبحمد الله تعالى لم تتوقف الدراسة يوما واحدا في المملكة، وعلى مدى ثلاثة فصول دراسية حقق هذا النمط من التعليم نجاحا؛ إذ لم تتوقف الدراسة، وفي نفس الوقت لم نعرض المجتمع لمخاطر تفشي الجائحة.

الآن ونحن على مشارف عام دراسي جديد وفي ظل حالة الالتباس والغموض التي تكتنف جائحة كورونا، وظهور سلالات متحورة منها - من أكثرها خطرا وأشدها حدة (سلالة دلتا) - يسابق العالم الزمن لترتيب الأوضاع قبيل بداية العام الدراسي.

وهناك تجارب متعددة طبقت في كثير من الدول خلال العام الماضي، منها تجربة العودة المشروطة للتعليم الحضوري في المدارس والتي طبقت في عدة دول أوروبية وغيرها، لكن هذه التجربة تعرضت للتوقف عدة مرات، فمع ارتفاع المعدل الوبائي لانتشار المرض كان يحدث في كل مرة إغلاق تام للمدارس لمنع تفشي الوباء.

وهناك تجربة تقليص أيام الدراسة الحضورية، وتقليص مدة اليوم الدراسي، والدمج بين التعليم التقليدي (الحضوري في المدارس) و(التعليم عن بعد) وهذه التجربة طبقتها مصر، لكنها للأسف كانت تجربة غير ناجحة، وعانى المعلمون والطلاب ومعهم أولياء الأمور من التبديل بين نمطي التعليم في الأسبوع الواحد؛ إذ يحضر الطالب إلى المدرسة يومين في الأسبوع، وبقية الأيام (تعليم عن بعد).

ولا يخفى على أحد مدى الإرهاق والمعاناة من هذا الأمر؛ إذ لم يتمكن الكثير من الطلاب والمعلمين من التأقلم مع هذا التغير، ولم يستمر الوضع طويلا على هذه الوتيرة؛ إذ اختار الطلاب إكمال العام الدراسي عن بعد، وأعتقد أن نفس الوضع مرشح للحدوث عندنا في المملكة إذا اخترنا الدخول في هذه التجربة التي نعلم سلفا أنها محدودة النتائج!!

إذن ما العمل؟ وما الخيار السليم الذي ينبغي أن نتخذه لضمان سير العملية التعليمية من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على المجتمع من تفشي الجائحة التي ما يزال خطرها يتهدد الجميع؟!

يرى كثير من التربويين أن خيار (التعليم عن بعد) ما يزال هو الخيار الأسلم لطلاب التعليم العام، أما طلاب الجامعة فينبغي أن يعودوا إلى مقاعد الدراسة داخل قاعات المحاضرات في مختلف الجامعات؛ والسبب في ذلك أن الفصول الدراسية في المدارس تكون مكتظة عادة، ويصعب فرض الإجراءات الاحترازية على الطلاب، ومسألة ضغط مدة اليوم الدراسي وتقليصها إلى أقل حد ممكن غير ذات جدوى؛ لأن فيروس كورونا لا يتوقف عن العمل أثناء اليوم الدراسي المقلص!!

فما الذي سيعود على طلاب المدارس من نفع أو فائدة إذا تم تقليص مدة اليوم الدراسي، والدمج بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد؟! خاصة وأن التجربة العملية أثبتت صعوبة تنفيذ ذلك على أرض الواقع؛ إذ يتجه الطلاب في الغالب إلى (التعليم عن بعد) ويفضلون عدم الذهاب إلى المدرسة خوفا على أنفسهم وعلى ذويهم!!

وما تزال المسألة مفتوحة فقد تتغير الظروف الوبائية المتعلقة بالجائحة خلال الأسابيع المقبلة، ولعل (التعليم عن بعد) يبقى هو الخيار الأمثل في كافة مراحل التعليم العام على الأقل خلال الفصل الأول من العام الدراسي الجديد!

GhassanOsailan@