هل تخطط طالبان لإسقاط خامنئي؟

سيطرت على الحدود وباتت تشكل خطرا على كل جيران أفغانستان
سيطرت على الحدود وباتت تشكل خطرا على كل جيران أفغانستان

الثلاثاء - 13 يوليو 2021

Tue - 13 Jul 2021








عناصر من حركة طالبان                                           (مكة)
عناصر من حركة طالبان (مكة)
فيما تدهورت الحالة الأمنية في أفغانستان مع سقوط عدد من المناطق، توقع محللون أن تشهد الفترة المقبلة صداما إجباريا بين النظام الإيراني وميليشيات طالبان، مما قد يدفع الأخيرة إلى التخطيط للتخلص من المرشد الأعلى علي خامنئي ونظامه.

وكتب بوبي غوش في موقع «بلومبيرج» الأمريكي، أنه في أحيان كثيرة يكون عدو العدو أكثر شراسة، وبالنسبة إلى إيران، فإن إذلال الولايات المتحدة في أفغانستان، أفرز عدوا أكثر شراسة، وإذا لم يكن التهديد الذي تشكله طالبان وجوديا بالقدر الذي يمثله عدو أكثر قوة، فإن الميليشيات المنتصرة تشكل خطرا داهما في لحظة غير مناسبة إطلاقا.

ويقول المحلل «قد لا يكون من مصلحة «طالبان» إسقاط النظام الإيراني، لكن دورها في الحرب الأهلية الأفغانية المحتملة سيؤدي إلى موجات جديدة من اللاجئين الذين سيتدفقون عبر الحدود التي تمتد على 900 كلم، وعلى الرغم من أن إيران طورت صلاتها الدبلوماسية مع «طالبان»، على حكومة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، التي تواجه استياء في الداخل وسط تراجع الآمال بإعفاء سريع من العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب، أن تأخذ في الاعتبار الأخطار القادمة من الشرق، وقد لا يكون من مصلحة «طالبان» إسقاط النظام الإيراني، لكن دورها في الحرب الأهلية الأفغانية المحتملة سيؤدي إلى موجات جديدة من اللاجئين الذين سيتدفقون عبر الحدود التي تمتد على 900 كلم، بالتزامن مع تصاعد في الاتجار بالبشر والمخدرات، وكذلك تزايد في النشاط الإرهابي، كما أن من شأنه تعريض التجارة للخطر وتهديد المشروع الطموح لتشييد خط للقطارات يحمل الصادرات الأفغانية إلى الموانئ الإيرانية، ومنها إلى العالم الأوسع.

ويرى غوش أن أي شعور بالشماتة في طهران حيال محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن تبرير الانسحاب من أفغانستان، تحجبه الأنباء المقلقة عن سيطرة «طالبان» على معبر إسلام قلعة الرئيسي بين البلدين. وتفيد التقارير الواردة من المنطقة أن قوى الأمن ومسؤولي الجمارك الأفغان قد فروا إلى الجانب الإيراني من الحدود عندما وصلت ميليشيات «طالبان» إلى المنطقة، وإسلام قلعة ليس البوابة المهمة للتجارة الثنائية فحسب، بل إنه المدخل إلى مدينة هيرات حيث توجد قنصلية إيرانية كبيرة، حيث أقدمت في عام 1998 ميليشيات متحالفة مع «طالبان» على قتل 11 إيرانيا بينهم 9 دبلوماسيين هناك، مما كاد يتسبب بحرب بين البلدين.

ويعتبر بعض قادة «طالبان» إيران مفيدة على صعيد كونها صلة وصل إلى الأسواق الغربية للأفيون الأفغاني، الذي يعتبر مصدر العائدات الرئيسي للميليشيات، ولا يعنيهم إذا ما وقع جزء من الأفيون من الشاحنات من أجل تسميم الشعب الإيراني، وكنتيجة مباشرة لذلك، توجد في إيران أعلى نسبة من المدمنين في العالم.

وفي إيران أيضا 750 ألف لاجئ أفغاني، فضلا عن نحو مليونين آخرين غير مسجلين. ومما لا شك فيه أن الحراس والمسؤولين في إسلام قلعة سينضمون إلى كتائب أخرى في الوقت الذي سيتصاعد فيه القتال بين الحكومة الأفغانية و«طالبان» في الأشهر المقبلة.