رونالدو وكوكاكولا مرة أخرى.. لا رفقا بهكذا قوارير
الاثنين - 28 يونيو 2021
Mon - 28 Jun 2021
بادئ ذي بدء أشير ببالغ الامتنان وعظيم التقدير لجريدة مكة الغراء، لإتاحة الفرصة دائما ومجددا للإطلال على قرائها الأعزاء بموضوعات مهنية متخصصة، خاصة في مجالات الاتصال التسويقي والإعلاني على وجه التحديد.
ثانيا أشكر كل من تابع مقالي السابق في الموضوع نفسه، وأعتذر على الإطالة النسبية فيه، وذلك لحرصي الشديد على تقديم الكثير من المعلومات والآراء حول موضوع الرعاية الإعلانية، المقدرة بالملايين بل بالبلايين من الدولارات الأمريكية سنويا كقيمة مادية معلنة وأحيانا مهدرة، وعلاوة على تكلفة معنوية أكبر لا تقدر بثمن، وما لم يتم تدارك الأمر ابتداء. لذا فإن الأمر يتطلب الكثير من الاهتمام بطبيعة المنتجات في الأساس، والفلسفة التي يقف وراءها كل منتج والماركة التجارية وبالإضافة لنوعية كل الحدث أو فعالية على حد سواء.
ويركز الدكتور أدمون سعادة - خبير الاتصال التسويقي والإعلاني - على أهمية بل ضرورة التوافق بين فلسفة المنتج أو الماركة وطبيعة الحدث أو الفعالية المطلوب رعايتها.
ويتساءل سعادة مستغربا «لماذا لم تقدم كوكاكولا المياه الصحية التي تنتجها بدلا من المياه الغازية، حتى وإن كانت لا تحمل سعرات حرارية أو سعرات صفرية؟!».
ويأتي هذا التوافق وفقا لقائمة القيم المشتركة بين فلسفة المنتج وطبيعة الحدث أو الفاعلية. وما لم يهتم رؤساء ومدراء التسويق جيدا بذلك يتحول الربح المنتظر إلى خسارة متوقعة بكل تأكيد، أو كمن يطلق النار على نفسه بيده وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
وقد أعلنت شركة إبسوس العالمية المتخصصة في الدراسات عبر رئيس مجلس إدارتها ورئيسها التنفيذي في منطقة الشرق الأوسط الأستاذ إدوارد مونيه، الأثر السلبي المتراجع بجلاء حول مدى التعاطف أو الحميمة أو الشعبية لشركة كوكاكولا، إثر تصرف رونالدو بإزاحة قوارير الكوكاكولا، وعلى العكس من ذلك تماما زاد التعاطف أو الحميمة أو الشعبية بشكل إيجابي واضح على رونالدو جراء القيام بذلك.
ويظهر الشكل المرفق بوضوح جلي زيادة التعاطف وشعبية وحميمة الجماهير مع رونالدو، وعلى العكس منه تماما ما حدث لمنتج كوكاكولا من ردة فعل جماهيرية على وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على الخسائر في القيمة السهمية والقيمة الاسمية للشركة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وبما أن الحدث قد تكرر بأشكال مختلفة خلال الدورة الرياضية نفسها مع منتجات أخرى سواء لمشروبات كحولية أو يشتبه في احتوائها على الكحول أو لكون الشركة برزت شهرتها في المنتجات الكحولية على وجه العموم، كما حدث مع اللاعب الفرنسي المسلم بول بوجبا، فقط أصبح من الضرورة بما كان التأكيد على اختيار المنظمين للرعاة بعناية فائقة، وكذلك على الرعاة أيضا دراسة الأمر مليا لرعاية أي حدث أو فعالية حتى لا ينقلب الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.
ويعطي لنا التاريخ دروسا وعبرا في منتجات كانت تتمتع بالرعاية والشهرة والإعلان في السابق مثل الكحوليات أو السجائر أو ما يعرف بمشروبات الطاقة وغيرها في كل الوسائل الإعلانية المتاحة. إلا أن التطور العلمي المذهل والاهتمام بالصحة العامة للإنسان عموما قد ساعدا على حجب هكذا منتجات من الإعلان الصريح والرعاية المباشرة، رغم محاولات البعض منها بكل تأكيد على اختراق الحظر والنفاذ والمرور للجماهير بأشكال أخرى عدة وحيل أخرى مختلفة.
ومن المتوقع في المستقبل القريب أو العاجل اختفاء عدد من المنتجات للرعاية الإعلانية لعدد من الفعاليات، خصوصا الرياضية منها، التي تشكل حوالي 70% من فعاليات الرعاية الإعلانية سنويا على مستوى العالم، وتقارب الـ50 بليون دولار في السنوات القليلة المقبلة.
لذا يتوقع لمنتجات المشروبات الكحولية أو الغازية أو حتى المشروبات ذات السكريات والسعرات العالية أو المواد الحافظة أو الوجبات السريعة وغيرها من المأكولات غير الصحية بمقتضيات العصر القادم الذي نعيشه ونحياه الآن. وربما ما خفي كان أعظم! وإلى ذلك الحين لا تهاون مع هكذا منتجات تعرض صحة مستهلكيها لأي نسبة أضرار محتملة. وحتى ذلك الحين ومن الآن وصاعدا لا رفقا مع هكذا قوارير.
@aabankhar
ثانيا أشكر كل من تابع مقالي السابق في الموضوع نفسه، وأعتذر على الإطالة النسبية فيه، وذلك لحرصي الشديد على تقديم الكثير من المعلومات والآراء حول موضوع الرعاية الإعلانية، المقدرة بالملايين بل بالبلايين من الدولارات الأمريكية سنويا كقيمة مادية معلنة وأحيانا مهدرة، وعلاوة على تكلفة معنوية أكبر لا تقدر بثمن، وما لم يتم تدارك الأمر ابتداء. لذا فإن الأمر يتطلب الكثير من الاهتمام بطبيعة المنتجات في الأساس، والفلسفة التي يقف وراءها كل منتج والماركة التجارية وبالإضافة لنوعية كل الحدث أو فعالية على حد سواء.
ويركز الدكتور أدمون سعادة - خبير الاتصال التسويقي والإعلاني - على أهمية بل ضرورة التوافق بين فلسفة المنتج أو الماركة وطبيعة الحدث أو الفعالية المطلوب رعايتها.
ويتساءل سعادة مستغربا «لماذا لم تقدم كوكاكولا المياه الصحية التي تنتجها بدلا من المياه الغازية، حتى وإن كانت لا تحمل سعرات حرارية أو سعرات صفرية؟!».
ويأتي هذا التوافق وفقا لقائمة القيم المشتركة بين فلسفة المنتج وطبيعة الحدث أو الفاعلية. وما لم يهتم رؤساء ومدراء التسويق جيدا بذلك يتحول الربح المنتظر إلى خسارة متوقعة بكل تأكيد، أو كمن يطلق النار على نفسه بيده وعلى مرأى ومسمع من الجميع.
وقد أعلنت شركة إبسوس العالمية المتخصصة في الدراسات عبر رئيس مجلس إدارتها ورئيسها التنفيذي في منطقة الشرق الأوسط الأستاذ إدوارد مونيه، الأثر السلبي المتراجع بجلاء حول مدى التعاطف أو الحميمة أو الشعبية لشركة كوكاكولا، إثر تصرف رونالدو بإزاحة قوارير الكوكاكولا، وعلى العكس من ذلك تماما زاد التعاطف أو الحميمة أو الشعبية بشكل إيجابي واضح على رونالدو جراء القيام بذلك.
ويظهر الشكل المرفق بوضوح جلي زيادة التعاطف وشعبية وحميمة الجماهير مع رونالدو، وعلى العكس منه تماما ما حدث لمنتج كوكاكولا من ردة فعل جماهيرية على وسائل التواصل الاجتماعي، علاوة على الخسائر في القيمة السهمية والقيمة الاسمية للشركة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وبما أن الحدث قد تكرر بأشكال مختلفة خلال الدورة الرياضية نفسها مع منتجات أخرى سواء لمشروبات كحولية أو يشتبه في احتوائها على الكحول أو لكون الشركة برزت شهرتها في المنتجات الكحولية على وجه العموم، كما حدث مع اللاعب الفرنسي المسلم بول بوجبا، فقط أصبح من الضرورة بما كان التأكيد على اختيار المنظمين للرعاة بعناية فائقة، وكذلك على الرعاة أيضا دراسة الأمر مليا لرعاية أي حدث أو فعالية حتى لا ينقلب الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.
ويعطي لنا التاريخ دروسا وعبرا في منتجات كانت تتمتع بالرعاية والشهرة والإعلان في السابق مثل الكحوليات أو السجائر أو ما يعرف بمشروبات الطاقة وغيرها في كل الوسائل الإعلانية المتاحة. إلا أن التطور العلمي المذهل والاهتمام بالصحة العامة للإنسان عموما قد ساعدا على حجب هكذا منتجات من الإعلان الصريح والرعاية المباشرة، رغم محاولات البعض منها بكل تأكيد على اختراق الحظر والنفاذ والمرور للجماهير بأشكال أخرى عدة وحيل أخرى مختلفة.
ومن المتوقع في المستقبل القريب أو العاجل اختفاء عدد من المنتجات للرعاية الإعلانية لعدد من الفعاليات، خصوصا الرياضية منها، التي تشكل حوالي 70% من فعاليات الرعاية الإعلانية سنويا على مستوى العالم، وتقارب الـ50 بليون دولار في السنوات القليلة المقبلة.
لذا يتوقع لمنتجات المشروبات الكحولية أو الغازية أو حتى المشروبات ذات السكريات والسعرات العالية أو المواد الحافظة أو الوجبات السريعة وغيرها من المأكولات غير الصحية بمقتضيات العصر القادم الذي نعيشه ونحياه الآن. وربما ما خفي كان أعظم! وإلى ذلك الحين لا تهاون مع هكذا منتجات تعرض صحة مستهلكيها لأي نسبة أضرار محتملة. وحتى ذلك الحين ومن الآن وصاعدا لا رفقا مع هكذا قوارير.
@aabankhar