نمر السحيمي

الإنوفاتية في رؤية المملكة 2030

الأحد - 20 يونيو 2021

Sun - 20 Jun 2021

التقدم في أي شيء لا يمكن أن يحدث على مستوى الفرد أو الدولة إلا من خلال ميدانين هما: ميدان البداية من حيث انتهى الآخرون (الابتكار)، أو ميدان المشي خلف الآخرين (التقليد).

وسأبرهن بشواهد تؤكد حرص المملكة على الأخذ بخيار الميدان الأول الذي راهنت عليه في رؤيتها 2030 بعد تعريف الابتكار وتوضيح ماهيته.

فالابتكار أو الإنوفاتية أو التطوير الابتكاري، هو مصطلح يعني التطوير الخلاق، ويعود تاريخ الابتكار أو الإنوفاتية إلى فترة النهضة الصناعية والتكنولوجية في أوروبا، حيث كانت الإنوفاتية تعتبر جزءا لا يتجزأ من عملية التطوير المستمر بالرغم من أنه لم تكن لها معالم واضحة.

ولأهمية الابتكار ودوره الحيوي في برامج ومشاريع التحول الوطني لتحقيق رؤية المملكة 2030 جاء في خطة الرؤية أنه «سيتم مواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب من خلال التركيز على الابتكار في ريادة الأعمال والتقنيات المتطورة». كما أكدت نصوص خطة الرؤية كذلك أن الابتكار سيكون الطريق الموصل لتحقيق الاستدامة من خلال تحويل الأفكار إلى قوى إنتاجية، وأن المملكة ستسعى جاهدة للاستفادة من طاقات شبابها عن طريق تطوير قدراتهم للوصول إلى الحلول التنموية المبكرة، مما سيعزز حجم الاستثمارات ويحقق للمملكة النمو الاقتصادي المأمول.

ولتحقيق وتفعيل عمليات الابتكار في الجهات المعنية به وهي وزارة التعليم والجامعات، والمراكز البحثية استحدثت الدولة منصبا لنائب وزير التعليم تحت مسمى (نائب الوزير للجامعات والبحث والابتكار)، وكلفت بهذا المنصب المتوافق مع برامج ومشاريع الرؤية أحد أهم قادة التعليم بالمملكة وهو الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد السديري ليكون على رأس أهم المسؤوليات التي ستحقق الأهداف التي تريدها الدولة من التعليم، وفي ذات الاختصاص صدر قرار مجلس الوزراء في 21 شوال 1442هـ بتأسيس (هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار) كهيئة حكومية جديدة ستشارك في رسم وتحقيق تطبيقات الابتكار من خلال ابتكار الطرق والحلول النوعية المثمرة والمشاريع المتميزة على كافة الأصعدة والتي ستساهم في مواجهة التحديات وتنمية الاقتصاد الوطني.

ولا شك أن رفع تمثيل الابتكار لمستوى نائب وزير التعليم، وتأسيس هيئة خاصة تكون معنية بتطبيقات الابتكار على الواقع يعتبر من أهم الشواهد التي تؤكد حرص المملكة على أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون؛ لتعتمد بعد الله على عقول أبنائها وبناتها بعد توفير الأرض الخصبة التي تحتضن أفكارهم، ومن ثم ابتكاراتهم التي سترتقي بها بلادهم إلى مصاف الدول المتقدمة.

وإن الحاجة قائمة والمملكة تعمل بكل ثقة على تنفيذ البرامج والمشاريع التي ستحقق رؤية 2030 أن نرى الأثر السريع لمثل عنصر (الابتكار) كأحد أهم عناصر برنامج التحول الوطني لتحقيق رؤية بلادنا؛ فبوجود هذا الأثر ومشاهدته والإحساس به ستتحقق مشاركة المواطنين والمواطنات وسيكون المجتمع أكثر تفاعلا مع خطط الرؤية ودعم برامجها ومشاريعها، وتلك مسؤولية التعليم وهيئة الابتكار وما أعظمها من مسؤولية.

alsuhaimi_ksa@