بلومبيرج: انتخابات إيران مسرح عرائس

غوش اعتبرها الإرث السام لخامنئي وأكد أنه يحرك الشخصيات مثل الدمى
غوش اعتبرها الإرث السام لخامنئي وأكد أنه يحرك الشخصيات مثل الدمى

الخميس - 17 يونيو 2021

Thu - 17 Jun 2021








جانب من الانتخابات السابقة في إيران (مكة)
جانب من الانتخابات السابقة في إيران (مكة)
وصف محلل وكالة بلومبيرج للأنباء بوبي غوش الانتخابات الإيرانية بـ»مسرح العرائس»، واعتبر المرشحين مجرد «دمى» يتلاعب بها المرشد على خامنئي.

وقال «في مسرح العرائس الفارسي المعروف بشاه سليم بازي، تقدم حبكة الروايات المأسوية للمشاهدين لمحة عن ذهن حاكمهم وما تفعله إدارته. وخلف الشاشة، يتولى «المرشد» أو الزعيم الروحي، الذي يضطلع أيضا بدور الراوي تحريك الخيوط، مما يسمح له بالتلاعب ليس بالدمى فقط، وإنما بالرأي العام أيضا».

واعتبر أنه «من المغري النظر إلى الانتخابات على أنها شيء مختلف عن هذا الشكل، مع لعب الحاكم نفسه دور المرشد»، مشيرا إلى أنه خلال ثلاثة عقود أي منذ وصوله إلى منصب القائد الأعلى، حرص خامنئي على انتقاء مرشحين ملتزمين بالأفكار المتشددة، وأن يكونوا موالين له شخصيا. وعلى غرار هنري فورد، منح الناخبين حرية اختيار أي لون، ما دام أسود، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

وأضاف «ليس بالمعنى المجازي فحسب، كان خامنئي يميل إلى اختيار مرشحين من رجال الدين. وكان الاستثناء الوحيد، محمود أحمدي نجاد، الذي عوض افتقاره إلى المواصفات الدينية، بدور اتسم بالتقوى أكثر من رجال الدين».

وأكد غوش أن القائد الأعلى لإيران لم يشد الخيوط على نحو صارم كما فعل في عرضه التاسع من عرض الدمى الرئاسي، واستخدم خامنئي سيطرته على مجلس صيانة الدستور، الذي يشرف على العملية الانتخابية، لشطب أي مرشح طموح يمكن أن يتحدى مرشحه، إبراهيم رئيسي، رجل الدين المتشدد.

وتابع «حتى المستفيدين السابقين من مثل هذا الاتجاه رأوا أن سيد الدمى، ذهب بعيدا. وحض الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، خامنئي على توسيع ميدان المنافسة، بينما قال أحمدي نجاد، إنه لن يصوت الجمعة».

وعلى مدار الأيام الماضية، انتشرت دعوات للمقاطعة، بينما من المتوقع أن تكون نسبة الإقبال ضئيلة جدا، وهو ما سيدمر مصداقية الانتخابات في حد ذاتها، بل وشرعية خامنئي أيضا.

ويتساءل غوش: لماذا كان القائد الأعلى مستعدا للمخاطرة بكل ذلك لضمان فوز رئيسي؟ طبعا ليس بسبب اعتقاد خامنئي أن القاضي هو أكثر أهلية من المرشحين الآخرين، لترميم الاقتصاد الإيراني الذي أنهكته العقوبات، وإحياء الاتفاق النووي مع القوى العالمية، وخفض التوترات مع الدول المجاورة.

ويجيب بنفسه قائلا «المسألة هنا، أبعد من الاقتصاد أو السياسة الخارجية أو حتى الرئاسة نفسها. إن المسألة تتعلق بالمنصب الذي يتبوأه خامنئي حاليا، وبالجمهورية كما يريد لها أن تكون».

ويبلغ خامنئي 81 عاما، وتقول إشاعات إنه ليس في صحة جيدة، وتختار هيئة من القضاة تعرف بمجلس الخبراء، خليفته، وفي الفترة الانتقالية يتولى إدارة البلاد مجلس موقت يضم أيضا الرئيس، ورئيس القضاة، وممثلا عن مجلس صيانة الدستور.

وعلى مدى أعوام، كان خامنئي يعين في هذه المناصب الموالين له، لضمان تفصيل القائد الأعلى الجديد قماشته نفسها، أي يكون شخصا بخلفية دينية، ونظرة رجعية إلى العالم، وبخبرة في مؤسسات الجمهورية، ويقيم علاقات وطيدة مع المؤسسة الأمنية، أي شخص يشبه تماما رئيسي.