ناقية الهتاني

من أقوال ولي العهد «وجود الشغف مهم عند المسؤول»

الخميس - 10 يونيو 2021

Thu - 10 Jun 2021

في لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية المملكة 2030، وفي ذلك المساء والكل يتطلع لأقوال هذا القائد صاحب هذه الرؤية، وأبرز ما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من إنجازات تشهد لهذا الفكر والقيادة بالتميز.

وكعادة سموه في قدرته على التوضيح ومطابقة أقواله لأفكاره، جاء ذلك الرد الواضح من سموه عندما طرح عليه سؤال.. كيف تختار فريقك سمو الأمير؟

ركز سموه وبشدة على أن يكون (الشغف موجودا عند المسؤول)، وأن يجعل العمل الذي يقوم به هو قضيته الأساسية، وقضيته الشخصية؛ لأنه لا يستطيع تحقيق التطلعات الكبيرة المطلوبة منه بدون هذا الشغف.

ووضع سموه بذلك معيارا قويا في اختيار المسؤولين وتقلدهم المناصب القيادية، ليوجه انتباه الشباب أن القوة تكمن في الشغف والحماس، فهي عوامل أساسية تصنع المستحيلات وتسهم في تحقيق ازدهار الوطن.

واليوم وفي ضوء كل ما نشهده من تقدم عالمي في مجالات العلم والتقنية والاقتصاد والصناعة فإن وجود (المسؤول الشغوف) الذي يدرك أهمية صناعة هذا الشغف في بيئته، وعند من يعمل معهم ويجيد فن شحنهم بهذه القوة الخفية، أمر في غاية الأهمية؛ لأن نتيجة ذلك ستكون صناعة المستقبل الذي استطاع هذا المسؤول تحديد معالمه، وأصبحت معايير العمل المستمر، والإنجاز السريع، والكفاءة، والقدرة، أكثر وضوحا وبروزا لديهم.

فالشغف قوة خفية تصنع من المسؤول الكثير والكثير، فعلى المستوى النفسي تشعره بالسعادة والحماس تجاه ما يقوم به، وعلى المستوى القيادي تكسبه العديد من مهارات التفكير ومهارات التأثير والقيادة، واتخاذ القرارات، وعلى المستوى الشخصي تلزمه بالمسؤولية والمشاركة والانضباط، وإذا كانت هذه نتائج تحققت من قوة الشغف، فإن أهمية توفره لدى المسؤول في أي قطاع وفي أي مجال من مجالات الحياة أو الوظيفة مطلب قوي، ونحتاجه أكثر من حاجتنا لتوفر الإمكانات والمقومات التي قد تضيع منا إذا لم يوجد الشغف تجاه ما نقوم به.

والمسؤول بما يمتلكه من هذه القوة الخفية، سيجيد تحويل العقبات إلى انتصارات، والصعوبات إلى خطط تطويرية، وسيجعل محيط المسؤولية متعة حقيقية، صنعت مقوماتها من العطاء والبذل والمشاركة، وتحققت منها مستويات عالية من الإسهام في تحقيق تطلعات الرؤية الطموحة.

لذلك ما نحتاجه اليوم لوطننا الذي يستحق منا البذل والاجتهاد، هو وجود الشغف عند المسؤولين، وقدرتهم على إيجاده عند العاملين معهم؛ لأن وجوده سيحقق التطلعات والأهداف الكبيرة على مستوى القطاعات وبالتالي على مستوى الدولة ككل، وسيكمل قصة نجاح هذه الرؤية التي بنيت على مكامن قوة هذا الوطن وقدراته الفريدة، رؤية الحاضر للمستقبل.

عندها ستتحقق الرؤية الطموحة بكل أهدافها، ونتائجها الملموسة، لتبني مستقبلا أكثر إشراقا، ثم ننطلق بعدها لبناء رؤية طموحة أخرى قادمة تحمل أيضا القوة والتميز والجدارة، والتي سيسهم في صنعها مجددا (الشغف الموجود عند المسؤولين).

NS_nagiah@