عبدالله محمد الشهراني

لا طيران بدون MRO

الأربعاء - 09 يونيو 2021

Wed - 09 Jun 2021

MRO هو اختصار لـ (Maintenance, Repair and Overhaul)، وهي شركة تعنى بصيانة الطائرات المدنية بالدرجة الأولى وتقدم خدماتها للطيران العسكري أيضا، نشاطها في الغالب ينحصر بين ثلاثة مسارات، الأول: ما يتعلق بهيكل الطائرة Airframe، حيث تنفذ في هذا المسار الصيانات الدورية للطائرات وإجراء الإصلاحات وبعض التحسينات، وتتم مهام هذا المسار في الغالب داخل منطقة مغلقة تدعى حظيرة أو Hanger. المسار الثاني: صيانة المحركات، ويتم فيه إصلاح وتوضيب «عمرة» محركات الطائرات.

المسار الثالث: صيانة وإصلاح وتوضيب «عمرة» قطع الطائرات. وتوجد قلة من شركات الصيانة الـ MRO تقدم خدمة الصيانة الخفيفة Line Maintenance والتي تتم بجوار صالة المطار، وهي صيانة سريعة وبسيطة تتم أثناء وقوف الطائرة قبل وبعد الرحلة.

عالميا ... تقدم هذه الشركات خدماتها لخطوط الطيران المحلية وتلك التي من خارج الدولة ولبعض القطاعات العسكرية المحلية، ويعد مفهوم One Stop Shop (المحطة الواحدة) -إن أحسنت الترجمة- ميزة تنافس بها MRO شركات الصيانة التي لا تحتوي على جميع المسارات الثلاثة. من وجهة نظري الشخصية، أصبحت شركات صيانة الطائرات ضرورة لأي دولة في العالم لديها سوق طيران قوي تتواجد فيه شركات طيران محلية، إلى جانب امتلاكها لأسطول من الطائرات الحربية.

الضرورة تأتي من جوانب عدة، يأتي في مقدمتها بقاء الموارد المالية لشركات الطيران والقطاعات العسكرية داخل حدود الدولة، فعدم توافر شركة صيانة يجعل خطوط الطيران مضطرة إلى البحث عن مرافق صيانة خارج البلاد. وهناك جانب آخر مهم أيضا وهو كمية الفرص الوظيفية النوعية التي تخلقها شركات الصيانة MROs.. إذ يتم تشغيلها بكوادر نوعية، وأقصد بتكرار كلمة «نوعية»: أنها كوادر لا يمكن أن تتوافر إلا عن طريق الاستثمار في العنصر البشري، كوادر يتطلب وجودها الوقت والمال والتحديث والتطوير بشكل مستمر.

وبسبب حجم الأعمال الضخمة وتعدد مساراتها في شركات الصيانة فإنها تحتاج إلى توظيف أعداد كبيرة من المهندسين والفنيين من عدة تخصصات. وأخيرا وليس آخرا، يعد وجود مثل هذه الشركات في أي دولة توطينا لصناعة الطيران وامتلاكا للمعرفة الخاصة بها. والمتابع لقائمة أفضل 10 شركات صيانة في العالم يجد أنها تتواجد في الدول المتقدمة في مجال الطيران، 4 منها في أمريكا و4 شركات أخرى في أوروبا واثنتان في شرق آسيا.

امتلاك الطائرات يولد سوقا للطيران، وامتلاك شركات صيانة طائرات يولد صناعة... والسوق لا يستغني عن الصناعة.

@ALSHAHRANI_1400