سعود التويم

الصرافة السعودية تفقد أحد أبرز أضلاعها

الأحد - 30 مايو 2021

Sun - 30 May 2021

فقدت السعودية الخميس الماضي أحد أضلاع الصناعة المصرفية ورجالاتها المخلصين الشيخ عبدالله بن إبراهيم السبيعي، الذي انتقل إلى جوار ربه مساء الخميس 15 من شهر شوال 1442هــ، بعد رحلة عطاء خيرة امتدت نحو مئة عام.

يُعد الفقيد واحدا من الأعمدة الرئيسة في تاريخ صناعة الصرافة في السعودية؛ إذ أسهم مع شقيقه محمد بعد رحلة عطاء كبيرة في بناء وتأسيس منظومة مصرفية أسهمت في تطور وبناء صناعة الصرافة في المملكة، ضمن كوكبة بنت منظومة الصرافة في سوق المال السعودية في خمسينيات القرن الميلادي الماضي، حيث شكل السبيعي إخوان مع الكعكي وسالم بن محفوظ وأسرة الراجحي وأسرة الصيرفي الأضلاع الرئيسة التي بنت سوق الصرافة وازدهارها في منطقة الحجاز والتي تحتاج إلى مزيد من التنقيب لرصد وكشف قصص نجاح تلك المرحلة الكبيرة من تاريخ الصرافة في البلاد.

أسهم الفقيد -رحمه الله- في إنشاء أعمال وإقامة مشاريع استثمارية ذات أثر بارز وفاعل في اقتصاد الوطن، كان لها الفضل في أنها خلقت فرصا وظيفية عديدة ومتنامية احتوت أبناء وبنات الوطن. كما تشهد له ساحة العمل الخيري بالأيادي البيضاء الممدودة دائما بالعطاء الجزيل، فلم يتخل الفقيد يوما عن المساهمة في أعمال البر والخير؛ حيث تستقبل مئات الجمعيات الخيرية المختلفة سنويا، وفي كافة أنحاء المملكة العربية السعودية على ملايين الريالات من تبرعات الفقيد عبدالله السبيعي؛ مما كان له أثره العظيم في استدامة عمل هذه الجمعيات الخيرية. كما عرف الفقيد السبيعي بدوره الداعم وحبه وتقديره للعلم والعلماء، فكان مجلسه العامر المحفوف بالبركات، والذي يستهله بآي من الذكر الحكيم يتنادى له العلماء والطلاب والخيرون والمهتمون من شتى فئات المجتمع؛ يتدارسون فيه مواضيع العلم وقضايا المجتمع. رحل السبيعي عن دنيانا وستبقى ذكراه العطرة خالدة فينا.

رحم الله الفقيد رحمة واسعة أضعاف أضعاف ما أعطى، وجعل البركة في ذريته، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه وعارفي فضله الصبر وحسن العزاء. ولا نقول إلا ما يرضي الله. (إنا لله وإنا إليه راجعون).