المؤشرات الصحية.. مطلب مهم

عزيزي القارئ، لكي أوضح لك أهمية المؤشرات الصحية في تطوير وتفعيل الخدمات الصحية بطريقة بناءة، اسمح لي أن أطرح لك المثال التالي: عندما يقوم الطبيب بكتابة وصفة طبية سواء من خلال نظام الحاسوب أو من خلال الكتابة على الورق، هنا، هل يعيد الطبيب النظر مرة أخرى إلى ما قام من كتابته أو وضع المؤشر عليه في النظام الآلي؟ إذن، ما هي أهمية إعادة قراءة ما كتبه من وصفة طبية؟ أهمية ذلك، تكمن في احتمالية ورود خطأ في الكتابة، مما يؤدي إلي صرف دواء للمريض بالخطأ.

إذن، كيف نجبر الطبيب على إعادة النظر وقراءة ما كتبه؟ الطريقة هي: حصر الأخطاء في الوصفات الطبية وتحليل مسبباتها عن طريق نظريات المؤشرات الطبية أو ما يسمي بمؤشرات الأداء (KPIs) ومناقشتها بطريقة علنية سواء في ورش العمل أو المؤتمرات الطبية.

زميلي العزيز مقدم الخدمة الصحية (بجميع أطيافكم): انظر إلى جميع المحاضرات التي تلقى في الندوات العلمية وورش العمل، الجميع يتكلم عن تلك الأخطاء بناء على الدراسات والإحصائيات التي تقدمها الخدمات الصحية الأمريكية أو البريطانية أو الكندية، ألم تسأل نفسك: لماذا لا تكون هناك إحصائيات متوفرة عن تلك المؤشرات في خدماتنا الصحية؟ عزيزي: الإجابة هي: عدم وجود شفافية من قبل القيادات الصحية بشأن المؤشرات الصحية.

باختصار... ذكرت إحدى الدراسات العلمية البريطانية أن سبب حدوث خطأ في صرف الأدوية،

كانت نتيجة عدم قراءة الوصفة الطبية من قبل الطبيب المعالج، وأن سبب عدم قراءة الطبيب لما يكتبه، هو عدم وجود شفافية في رصد تلك الأخطاء ومناقشتها بطريقة علنية، مما أدى إلى تكرار الأخطاء في صرف الأدوية.

وزارة الصحة بحاجة ماسة إلى الاهتمام بالمؤشرات الصحية (وهي كثيرة) وحصرها بدقة وتحليلها ووضع الحلول الصحيحة لتلافي الكثير من تلك الأخطاء الطبية والتي يمكن تلافيها بخطوات بسيطة.