هل تدعي إيران البطولات الزائفة وتطلق صواريخ كروز؟

صحف عالمية تحذر من هجمات محفوفة بالمخاطر للحصول على مكاسب من وراء الهجوم على غزة
صحف عالمية تحذر من هجمات محفوفة بالمخاطر للحصول على مكاسب من وراء الهجوم على غزة

الاثنين - 17 مايو 2021

Mon - 17 May 2021

وسط التوترات الحالية التي تشهدها المنطقة بعد الهجوم الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وقتل الفلسطينيين، تزايدت المخاوف العالمية من أن تستغل طهران الحدث لإطلاق صواريخ كروز من سفن عائمة بهدف إشعال المنطقة، وتحقيق بطولات زائفة.

وحذرت صحف عالمية من لجوء إيران إلى إطلاق صواريخ كروز عبر هجمات محفوفة بالمخاطر، في ظل استمرار مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي التي تجمع نظام الملالي مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من القوى الغربية.

وأكد أحد كبار الخبراء في الملف النووي الإيراني لصحيفة «جيروزاليم بوست» أنه «إذا حصلت طهران على أسلحة نووية، فمن المحتمل أن تطلقها ليس فقط باستخدام الصواريخ الباليستية الأرضية، ولكن بصواريخ كروز التي تطلق من السفن».

ونقلت الصحيفة عن رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، ديفيد أولبرايت، والباحثة سارة بوركهارد، حديثهما في كتاب «سعي إيران المحفوف بالمخاطر لامتلاك أسلحة نووية»، أن «الطريقة الأكثر دقة للحد من احتمالات بناء إيران لأسلحة نووية هي الانتباه إلى ركائز إنتاج المتفجرات النووية وتسليحها».

استمرار التفتيش

ودعت الصحيفة إلى ضرورة التركيز على عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التسليح، ولا سيما أن إيران لديها الكثير من الخيارات لإطلاق الأسلحة النووية من الصواريخ الباليستية، إلى جانب الكروز من على متن السفن الحربية، بحسب ما نقلته الصحيفة عن الكتاب.

ولفت أولبرايت، إلى أنه «لا بد للمفاوضات الجارية أن تتمحور حول الحد من الصواريخ الباليستية، والاعتراف بأن القضاء عليها بالكامل أمر مستحيل»، معتبرا أن «الإدارة الأمريكية الحالية قادرة على احتواء إيران في حال عودتها للاتفاق النووي».

وعد أن «إحدى الفوائد الرئيسة للهجوم عام 2018 على الأرشيف النووي السري لطهران هي أنها منحت القوى العالمية مزيدا من المعرفة حول كيفية الإشراف على جهود التسليح الإيرانية في البرنامج النووي وعرقلته».

3 بنود

وشدد على أن الأمر «يتطلب نهجا أكثر قوة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى العالمية، خاصة فيما يتعلق بتحديد مكان تخزين كل عنصر من عناصر التسليح التي كشف عنها الأرشيف ومراقبتها جميعا».

وشدد أولبرايت على أن هناك ثلاثة بنود تستحق مراقبتها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إحداها أن طهران «تحافظ على القدرة على استخدام رموز الكمبيوتر لمحاكاة تنفيذ انفجار بأسلحة نووية».

والثاني هو «الاحتفاظ بإتقان نظام البدء متعدد النقاط، كمولد الموجات الصادمة، بما في ذلك إمكانية إجراء اختبار ناجح لمتفجرة نووية بنواة نووية بديلة»، بحسب أولبرايت.

وتابع «إذا لم تكثف الوكالة الدولية من إشرافها، فيمكن لطهران حينها التحرك بسرعة لتصبح قادرة على زيادة إنتاج اليورانيوم الذي تخصبه لصنع قنبلة نووية».

وختم قائلا «إذا اكتسبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية صلاحيات تفتيش جديدة على هذه العناصر، يمكن منع إيران من تطوير سلاح نووي».

الدوامة الخطيرة

وكانت إيران أعلنت، في منتصف أبريل الماضي، أنها بدأت بتخصيب نظير اليورانيوم 235 بنسبة تصل إلى 60% في تراجع جديد عن التزاماتها تجاه المجموعة الدولية القلقة من طموحاتها النووية.

وقالت إنه من أجل وقف هذه «الدوامة الخطيرة»، يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب بعد الانسحاب من الاتفاق النووي.

ويسعى الرئيس الحالي جو بايدن للعودة إلى الاتفاق، وتشارك الولايات المتحدة بصورة غير مباشرة في مفاوضات تجري في فيينا، سعيا لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران لقاء عودة طهران إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها بموجبه بعدما تراجعت عن العديد منها تدريجيا ابتداء من عام 2019.

تصدير الكروز

وحذر محللون عسكريون من سعي إيران لتصدير صواريخ «كروز»، فضلا عن تحولها إلى مركز أساسي لواردات الأسلحة لملء الفجوات في قدراتها إذا تمكنت من دخول سوق الأسلحة بعد رفع الحظر الأممي في أكتوبر الماضي.

وقالوا إن طهران تمتلك ترسانة صواريخ مريبة، بينها صواريخ «كروز» التي تستخدم في الهجوم البري، وكذلك صواريخ «كروز» لمهاجمة السفن والتي يمكن إطلاقها من البر، أو البحر، أو الجو.

وأطلقت إيران عددا من الصواريخ الباليستية على قاعدتين عراقيتين تضمان القوات الأمريكية، ردا على ضربة جوية أمريكية قضت على قاسم سليماني، قائد فيلق القد»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، ولم تسفر الصواريخ عن خسائر كبيرة بالنسبة للأمريكيين.

استعراض الشر

وفي تحليل لمجلة «ذا ناشيونال إنتريست» الأمريكية، حذر عدد من الخبراء من استخدام إيران صواريخ «كروز» ذات قدرة قتالية عالية إذا ما تعرضت إيران لموقف مماثل لمقتل سليماني في المستقبل، ومنها صاروخ «مبين» الذي عرضته إيران في معرض «ماكس» الروسي للطيران صيف العام الماضي، ويبلغ مداه 280 ميلا، وبسرعة 250 ميلا في الساعة، ويمكنه حمل رأس حربية يصل وزنها إلى 265 رطلا، بالإضافة إلى قدرة فائقة على تجنب رصد الرادارات له.

وقال الدكتور ماثيو جورج، محلل شؤون الطيران والدفاع في شركة «غلوبال داتا»، الرائدة في مجال البيانات والتحليل، إن «ما تقوم به إيران من استعراض لتقدمها في مجال تطوير الأسلحة وإنتاجها ليس فقط تدريبا استراتيجيا يهدف إلى جذب مشترين جدد فحسب، ولكن يكشف أيضا إمكانية أن تصبح إيران مركزا أساسيا لواردات الأسلحة لملء الفجوات في قدراتها».

التحذير من استخدام إيران صواريخ كروز.. لماذا؟

  • استغلال الأحداث الحالية في غزة لزيادة التوتر والخراب في المنطقة

  • الضغط بقوة مع المفاوضات الجارية حاليا في فيينا

  • استعراض القوة والتأكيد على أن العقوبات لم تؤثر فيها

  • تحقيق بطولات زائفة وادعاء الدفاع عن فلسطين

  • رفع الحظر الأممي على أسلحتها منذ أكتوبر 2020