تكسير عظام بين أجنحة الملالي

روحاني يحذر من استخدام جائحة كورونا للوصول إلى كرسي رئاسة إيران خامنئي منع استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية وتسبب في انتشار المرض الرئيس: أرجوكم لا تستخدموا «كوفيد 19» كأداة سياسية لأهداف حزبية وكالة فارس: الحكومة فشلت في 4 مجالات بينها الاقتصاد والخارجية
روحاني يحذر من استخدام جائحة كورونا للوصول إلى كرسي رئاسة إيران خامنئي منع استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية وتسبب في انتشار المرض الرئيس: أرجوكم لا تستخدموا «كوفيد 19» كأداة سياسية لأهداف حزبية وكالة فارس: الحكومة فشلت في 4 مجالات بينها الاقتصاد والخارجية

الاحد - 09 مايو 2021

Sun - 09 May 2021

تصاعدت وتيرة الصراع على السلطة بين أجنحة نظام الملالي في إيران ووصلت إلى مرحلة تكسير عظام، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو المقبل، حيث يستعد حسن روحاني للرحيل وتسليم المسؤولية للتيار المتشدد الذي يقترب بشكل كبير من الاستحواذ على الكرسي الرئاسي، بعد أن فاز بمعظم المقاعد في البرلمان في انتخابات تشريعية شهدت أكبر نسبة مقاطعة منذ ثورة 1979.

ويسعى عدد من المتنافسين على الرئاسة إلى استغلال جائحة كورونا التي تمر بها البلاد من أجل الحصول على مكاسب، وهو ما دفع الرئيس الحالي حسن روحاني إلى التحذير من مغبة تسييس الفيروس خلال اجتماع لجنة مكافحة كورونا، مؤكدا «جائحة كورونا موضوع وطني وإنساني وأخلاقي، فأرجوكم لا يستخدم أحد هذه القصة كأداة سياسية لأهداف حزبية وفئوية أو في مجال الانتخابات»، ودعا للعمل المشترك للتخلص من هذا الفيروس في أسرع وقت ممكن، متمنيا إقامة انتخابات أخلاقية ينشدها الجميع.. وفقا لقناة (العربية).

تقارير الفشل

تواكب كلام روحاني مع تقرير نشرته وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري، وأعاد نشره موقع (مشرق) القريب من استخبارات الحرس حول ما اعتبرته فشل حكومة روحاني في إدارة تفشي الجائحة، حيث جاء فيه «تزامنا مع تفشي جائحة كورونا في العالم وإيران، تمكنت حكومة التدبير والأمل شعار حكومة روحاني في الانتخابات السابقة، من إلقاء اللوم على بعض مشاكلها الإدارية والاقتصادية، ولكن الحكومة نفسها ليس لديها سجل جيد في إدارة جائحة كورونا والسيطرة عليها».

وأضافت الوكالة «بينما في مارس 2020، صنفت معظم أنحاء إيران باللون الأصفر وهو اللون للمناطق الأقل خطورة، وانحسرت موجة كورونا، ولكن فجأة مع القرار الغريب للحكومة بفتح الطرق والسماح لرحلات عيد النيروز، فاجأت كل الناس، حيث غزت في شهر أبريل موجة ضخمة من جائحة كورونا إيران، وأوقعت خسائر مادية وبشرية فادحة في صفوف الشعب، وهذه المرة أيضا ألقت الحكومة باللوم على مشاكل العقوبات بخصوص التأمين المالي للقاحات، ولم تعترف بخطئها واتهمت الناس باللامبالاة في تفشي كورونا».

سداد الديون

وأكد التقرير الذي نشرته (فارس) بقلم المساعد الأسبق لوزارة العلوم غلام رضا خواجه سروي، أن حكومة روحاني فشلت في أربعة مجالات، أحدها مكافحة كورونا، والثلاثة الأخر هي (السياسة الخارجية وتطوير وزارة العلوم والتحكم في الأزمة النقدية والمالية في أسواق العملة والذهب والبورصة).

وحمل التقرير داعمي حسن روحاني من الإصلاحيين والمعتدلين في الانتخابات الرئاسية لعام 2013، مسؤولية الفشل أيضا، مضيفا «فاز حسن روحاني في الانتخابات بدعم من الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني والرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، وفي الواقع، يمكن أن يعزى فوزه إلى تحالف كوادر البناء (القريبين من رفسنجاني) والإصلاحيين (القريبين من محمد خاتمي).

وواصل التقرير «لذلك اعتبر روحاني نفسه مدينا لهذه التيارات السياسية، لذا حاول سداد ديونه لتلك التيارات من خلال تكليفها ببعض الوزارات المهمة، ومع ذلك لم يمض وقت طويل بعد تولي الحكومة السلطة حتى بدأت الأزمات الإدارية لحكومته وأدت الأزمات التي عجزت الحكومة عن حلها، وأحيانا بسبب سوء الإدارة وأحيانا نتيجة للعناد السياسي، أدت إلى فشل حكومة التدبير والأمل وتراجع شعبيتها.

أوامر خامنئي

وفيما يتهم المتشددون حكومة روحاني بالفشل في مكافحة كورونا ويحاولون استخدامها كورقة دعائية انتخابية في منافستهم مع المعتدلين والإصلاحيين، يتناسون أن المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي الذي يؤكدون الولاء له، هو الذي كان قد رفض في يناير الماضي استيراد لقاحات من الخارج وبالتحديد من الولايات المتحدة وبريطانيا، وشدد على إنتاج لقاحات محلية.

وقال حينها في كلمة متلفزة «إن استيراد اللقاحات الأمريكية والبريطانية ممنوع»، مضيفا «أنا حقا لا أثق بأمريكا وبريطانيا، إنهم في بعض الأحيان يريدون اختبار لقاحاتهم في بلدان أخرى. أنا لست متفائلا بشأن فرنسا أيضا».

وأعطى خامنئي أوامره بمنع استيراد لقاءات كورونا من الغرب، لكنه وافق على استيراد لقاحات من أماكن (آمنة) أخرى، وأعلن دعمه لجهود داخلية لإنتاج لقاح وطني.

تجاهل روحاني

ورأى روحاني أن الخروج من الموجة الرابعة لكورونا في إيران سيستغرق عدة أسابيع. وأضاف: «تركيزي على موضوع اللقاحات، وفي هذه المرحلة نحتاج إلى استيراد لقاحات أجنبية»، لكنه تجاهل الحديث عن الأوامر التي أعطاها خامنئي.

وواصل «ذكر البعض في كتاباتهم وتصريحاتهم أنه يجب الانتظار لفترة حتى تصل اللقاحات المحلية، ودعوا لعدم شراء اللقاح من الخارج، ولكن نظرا للضغوط التي نمر بها وهذا ليس كلاما دقيقا، بل يجب أن نستخدم المقولة الشهيرة «أفضل لقاح هو أول لقاح متوفر.. فأيهما يصل إلى الإنسان يجب أن يحقن أولا.. لا ينبغي أن نماطل ونقول إننا يجب أن ننتظر شهرين آخرين لنرى ما سيحدث أو لا يحدث».

أبرز المرشحين

لرئاسة إيران:

العميد حسين دهقان

كان قائدا للحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا. وأشارت الحكومة الأمريكية إلى تورطه في تفجيرات ثكنات بيروت عام 1983، التي يشتبه في أن جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران هي من نفذتها، مما أسفر عن مقتل 241 أمريكيا و58 عسكريا فرنسيا.

عمره 64 عاما، وهو المدير السابق لمؤسسة (شؤون الشهداء والمحاربين القدامى)، ونائب وزير الدفاع السابق في إدارة محمد خاتمي، والقائد المسؤول عن الوحدات التشغيلية للحرس الثوري الإيراني في كردستان.

العميد سعيد محمد

القائد السابق لتكتل البناء والهندسة التابع للحرس الثوري الإيراني، وهي شركة خاتم الأنبياء للبناء التي تعتبر أكبر شركة بقطاع الإنشاءات في إيران، والمكلف بتمويل وتنفيذ مشاريع الهندسة والبنية التحتية.

استقال من منصبه في الأسابيع الأخيرة لبدء حملته الرئاسية رسميا، في عام 2018، منحته وزارة النفط الإيرانية عشرة مشاريع في النفط والبتروكيماويات تقدر قيمتها بنحو 22 مليار دولار أمريكي.

حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية ولا يُعرف بخبرته في الساحة السياسية، هو من بين قادة الحرس الثوري الإيراني الأكثر توجها نحو التكنوقراطية.

علي مطهري

نائب سابق لرئيس المجلس ونجل مرتضى مطهري، أحد أبرز رجال الفكر في إيران.

يتمتع بآراء مؤيدة للإصلاح، ويحظى بشعبية بين فصائل الشباب المؤيدين للإصلاح في إيران وكذلك التقليديين الدينيين. كان عضوا في البرلمان من 2008 إلى 2020 وكان منتقدا صريحا لسياسات الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الخارجية المغامرة.

تحدى خامنئي في أعقاب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009 وما تلاها من اعتقال لقادة الحركة الخضراء، فقد انحاز مطهري إلى المتظاهرين ودعا إلى محاكمة أحمدي نجاد لإثارة الاضطرابات من خلال تصريحاته خلال الحملة الانتخابية وخلال المناظرات الرئاسية.