مشاعل الغريبي

كلوب هاوس فوضى الموضة

الاثنين - 03 مايو 2021

Mon - 03 May 2021

اجتاح تطبيق كلوب هاوس الالكتروني تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى في فتره وجيزة جدا، حتى أصبح متصدرا للمشهد الاتصالي، فنرى من يستمع لغرف الدردشة وهو في طريقه للعمل، ومن هو مع عائلته، حتى بات الناس بين هلع انتهاء الدعوات، وبين زيادة غرف الدردشة، والحديث عن كل المجالات! حتى إن بعض الأشخاص ينضحون بالحديث عن ما يعرفونه وما لا يعرفونه!

غرف الدردشة في هذا التطبيق نجدها بين التافهة التي يصارع فيها المستمع فوضى النقاشات، وبين التي يتم التحدث فيها عن مواضيع قابله للنقاش ولكن المشاركة فيها برأي أشبه بالعقوبة لا الفرصة للتعبير، وبين ذلك وتلك نجد غرفا ثرية تبرز الجانب الإيجابي من هذا التطبيق بمواضيع تخصصية مميزة ومحاورين متمكنين ونقاشات تضفي ثراء معرفيا ثقافيا على تلك الغرفة.

مديرو الحوارات في كلوب هاوس منهم الذين صنفوا أنفسهم كإعلاميين لمجرد إداراتهم للنقاش في إحدى الغرف وكأن الإعلام شماعة لكل من أراد أن يصنف نفسه بهذا المسمى -الإشكالية الدائمة- التي نواجهها في مجالنا الإعلامي.

ومنهم بعض الإعلاميين الذين تميزوا بإداراتهم لبرامجهم، والكتاب الذين ملأت كلماتهم المقالات جمالا، بات تميزهم يتلاشى شيئا فشيئا نتيجة الدخول في أي حوار وأي نقاش وبإدارة حوار تفتقد أبسط أبجدياتها.

كتجربة مستخدم يجمع كلوب هاوس بين السلبيات والإيجابيات، ولعل أبرز سلبياته تتمثل بفوضى النقاشات وأبرز إيجابياته تكمن في تسهيل عملية التواصل وتبادل الآراء وأن يكون المستمعون مستخدمين فعاليين لا سلبيين.

بحسب إحدى الإحصائيات وبعض التعليقات المتداولة في بعض منصات التواصل الاجتماعي نجد أن هناك انخفاضا في مستوى المشاركة لمستخدمي كلوب هاوس في الوقت الحالي، وقد يعزو ذلك؛ ظهور خاصية (سبيس) في تويتر التي تعد نسخة طبق الأصل من فكرة كلوب هاوس؛ حيث إنها تعد مساحة مباشرة للحوار والنقاش تظهر في أعلى الخط الزمني للتغريدات وتسمح لعدد 11 شخصا كحد أقصى للمشاركة بمن فيهم المضيف إلى جانب العدد اللامحدود من المستمعين.

وقفة مع تساؤلات عده تطرح نفسها:

هل هذا الانخفاض هو إعلان لانتهاء موضة هذا التطبيق؟

هل عزوف المستخدمين بسبب الفوضى الحاصلة في إدارة الحوارات؟

أم هو نتاج ظهور خاصية (سبيس) في تويتر؟ البديل المنافس الذي ضرب عصفورين بحجر واحد.