شاهر النهاري

معاني وأرقام الرؤية 2030

الجمعة - 30 أبريل 2021

Fri - 30 Apr 2021

احتفلت السعودية بمرور خمس سنوات على بداية الرؤية، والتي دشنت في عهد الملك سلمان وبمجهودات وفكر واحتضان قبطان الرؤية ولي العهد محمد بن سلمان.

المقارنة شاسعة بين المرحلتين، فما كان قبلها وما حدث في نهايتها عظيم بكل المعاني والمقاييس.

الأرقام ليست هوايتي، ولعلي أترك حصرها وتبيانها لغيري من الزملاء الكتاب الاقتصاديين، ممن لديهم القدرة على الحساب والمقارنة، وتتبع الخطوات والمؤشرات، التي تثبت أننا فعلا نسير على خطوات ثابتة، بل إننا وكما ورد في مقابلة ولي العهد السعودي مع الإعلامي عبدالله المديفر نتقدم في الخطوات والإحصائيات، ونتخطى جميع الربح المتوقع، بحيث إن كثيرا من أوجه الرؤية المالية والاقتصادية تتحقق مسرعة، بالرغم من جائحة كورونا، فوصلنا إلى الأكثر مما رسمته الرؤية، برعاية من الله، وبشكل مبهر.

ومن خلال المقابلة فأنا مثل أي فرد من الشعب السعودي أستطيع معرفة حدوث الفرق، وأن أقدر القفزات، وأحلم بمستقبل رخاء لعموم الوطن السعودي، وللمواطن، وأحمد الله وأنا أنظر بفخر وأتعجب وأسأل نفسي: أين كنا وأين غدونا؟

وفي الجانب الآخر أشيد بما قاله ولي العهد عن الحالة الدينية والاجتماعية: دستورنا هو القرآن والنظام الأساسي للحكم ينص على ذلك.

ومقولته: إنه لا مجال للفكر المتطرف في السعودية، وإن الاجتهاد مفتوح للأبد فلا نلزم أنفسنا بمدرسة أو شخص معين في أحكام الدين.

وبالفعل فسعودية الرؤية لا تتبع لفكر أحادي، ولا لعقلية شيخ أو مفت معين، فهي تنهل تعليماتها من نصوص القرآن الكريم، ولكن الظروف تحكم في عمليات تطبيق ذلك بطرق إنسانية فيها من السماحة واليقين أكثر من العنف أو التشدد.

الدين الإسلامي كان على مدى أكثر من قرن من الزمان يخضع لتنوع المفتين، وكانت هنالك مدارس كثيرة للاجتهاد، ولو توقفنا عند فكر معين، فلن يكون لدينا القدرة على الاجتهاد، الذي من المفترض أنه مفتوح إلى يوم القيامة، والمتوازي مع ما يستجد من معطيات مثل أنظمة السياسة العالمية، وحقوق الإنسان والبيئة، التي تحكم العالم في وقتنا الحالي، وأن التشدد والتطرف لا يخلق إلا العنصرية والكره للعالم، والتكفير، والتحوصل على الذات، وهذا لا يمكن أن يكون ديدن قبلة المسلمين، ومنبع الإسلام.

السلام والسماحة والعدالة هي ما يجب أن نحافظ عليها، وهي ما يجب أن نبني فوقها علاقاتنا الداخلية كأفراد ومجتمعات، وبيننا وبين حكومتنا، وكذلك ما بيننا وبين الدول والأجناس البشرية الأخرى دون تعنصر، ودون طبقية، وأن علينا أن نتفاخر بالتواجد المثمر للبشرية، وأن نزرع السلام أينما نحط، وأن تكون علاقاتنا وشراكاتنا بدول الأرض مبنية على حسن النية وحسن الجوار، والتعاون المشترك.

كلمة أخيرة أوجهها لصاحب الرؤية محمد بن سلمان، فلم نشهد في تاريخنا مثل هذا الحماس والترقب والتواجد أمام الشاشات لكلمة مسؤول، ليس فقط الكبار، ولكن الصغار والشباب كانوا يسابقوننا ليس فقط على المشاهدة، ولكن على الفخر والفهم، والبهجة، التي نشرتها كلماتك بينهم.

تلك الأجيال القادمة هي زرعنا وتجارتنا، وهي صناعتنا وتعليمنا وصحتنا، وتلك حياتنا القادمة مرتبطة متزامنة مع فكر يشيع بينها، ونحن نجزم أنهم حولك، وأنك حولهم، والولاء والأمانة دائمان بينك وبينهم، أدام الله عز وطننا وسلامه وأمنه ورؤيته.

shaheralnahari@