علي المطوع

الرؤية السعودية.. طموحات وآمال

الأربعاء - 28 أبريل 2021

Wed - 28 Apr 2021

تحل هذه الأيام الذكرى الخامسة لإطلاق رؤية 2030، تلك الرؤية التي تتمحور حول ثلاثة محاور أساسية، وهي المجتمع الحيوي، والاقتصاد المزدهر، والوطن الطموح.

منذ أن تشكل وعينا كأجيال نعمت بالنفط وانتفعت به، ونحن نسمع مع كل حراك تنموي عبارة، تنويع مصادر الدخل، في إشارة إلى ضرورة إيجاد بدائل اقتصادية تسهم في رفع ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، وإيجاد فرص استثمارية حقيقية تسهم في رفاهية الإنسان وتدفع عجلات التقدم باتجاه الأفضل والأحسن والأجود.

لقد أثبتت التجارب السابقة لدول الخليج أن النفط ليس سلعة يعتمد عليها دائما في تحقيق رفاه اقتصادي يضمن حياة كريمة للمواطنين، وأن وجوده لا يعني بالضرورة ضمان وجود اقتصاد قوي ومتماسك طوال الوقت، فتقلبات هذه السلعة سعرا وصناعة صار هاجسا كبيرا يؤرق الإنسان قبل صانع القرار، والتاريخ بشواهده ومناسباته العديدة يثبت أن النفط ليس صديقا دائما يعتمد عليه، ولعل هبوط أسعاره الحادة في العامين الماضيين يثبت ذلك ويؤكده.

وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، دشنت هذه الرؤية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية، لتحاول نقل السعودية من مجتمع استهلاكي يعتمد على سلعة وحيدة إلى مجتمع حيوي يصنع فرصا اقتصادية تنعكس إيجابا على الفرد والمجتمع، هذا الهدف صاحبته بداية تغيير في أنظمة الاستثمار وقواعده وبيئاته وهو ما جعل المملكة تبدأ عمليا في جذب الاستثمارات وتهيئة المناخات التي تسهم في الدفع باقتصاد البلاد إلى تلك المستويات المأمولة والتي ترسخ فكرة التنوع الاقتصادي المستغني عن النفط وتقلبات أسعاره.

بقي المجتمع الحيوي بإنسانه وهو المستهدف الأول بهذه الرؤية بأبعادها الاقتصادية والثقافية، فالإنسان يظل الصدى لكل هذه الحراكات الاقتصادية والتنظيمات التشريعية، وهذا ليس بغريب على الحراك التنموي في مملكتنا الغالية منذ بواكير الخطط الخمسية والتي جعلت الإنسان متنا أصيلا لكل تلك الخطط والتي أسهمت في نقل المجتمع وإنسانه إلى فضاءات أرحب من النماء والازدهار والتقدم، ولذلك يظل المواطن السعودي متعطشا لكل حراك اقتصادي إيجابي، فسقفه دائما مرتفع؛ لأن كل تجاربه التنموية السابقة أسهمت في كل النقلات الحضارية التي عاشها هذا الإنسان منذ بواكير الوحدة المباركة التي غيرت طرائق عيش أسلافه الصعبة وأخذته إلى آفاق حياة هنيئة مستقرة قياسا بما عاشه الآباء والأجداد.

خمس سنوات من عمر هذه الرؤية الطموحة، والجميع يعرف أن النقلات الحضارية الكبيرة في حياة الشعوب والأمم تحتاج الكثير من الجهد والوقت؛ لتنضج وتتجاوز العقبات والعراقيل التي تعترض طريقها؛ لأنها في النهاية مشاريع تغيير إلى الأفضل، والتغيير يصادفه الكثير من الصعوبات ولكن في الحالة السعودية وكما يقول الأمير محمد بن سلمان «يظل الشعب السعودي شعبا عظيما؛ لأنه يملك همة توازي جبل طويق وبهذه الهمة وقبلها الإيمان بالله ثم الإيمان بقدرات الإنسان سنحقق الطموح ونصل إلى الهدف المرجو من أجل أن ينعم السعوديون بما يستحقونه من أمن وأمان ورخاء واستقرار».

alaseery2@