شاهر النهاري

فواكه الحقد وخضراوات الغدر

الاثنين - 26 أبريل 2021

Mon - 26 Apr 2021

ما أشبه اليوم بالأمس حين أنشد جبران خليل جبران، قصائد مقاومة الاستعمار، وحاول كسر قيود الشعب اللبناني الأبي، الرافض لأي احتلال، رغم شهادته المريرة بأن بعض أبناء لبنان الأخضر، هم من خانوه وباعوه للمحتل:

يا أيهذا الوطن المفدى.. تلق بشرا وتمل السعدا

لم يرجع العيد مريبا إنما.. أراب قوم منك ضلوا القصدا

يا عيد ذكر من تَناسى أننا.. لم نك من آبقة العبدى!

لبنان اليوم محتل من الفارسي الغاشم المطبق على أنفاس الشعب، والمتحكم بمصائرهم وممتلكاتهم، والمبدد لأمنياتهم بوطن يفيض بالسلام والحب.

كل شيء في لبنان الحالية تردى، فلا جمال رباني ولا تقدم، ولا أمان لمواطن أو سائح، بعد أن غسلت عقول أبناء جنوبه أيادي الشيطان الفارسي ليكونوا ضد أرضهم وشعبهم.

اغتيالات وتحريم وقوف في الشارع للمطالبة بحرية وعدالة وسلام.

ترهيب وقتل لكل من يتساءل، ويحتج، ومن يشكك في تلبسهم المقاومة.

سلاسل تفجير الزعماء والمرفأ وصوامع الغلال، وساحات الحرية.

فساد عظيم وتضخم وانهيار للعملة، والأموال تسرق في البنوك، والمساعدات الدولية يستولي عليها عبيد طهران.

شباب الوطن المغسولة أدمغتهم إرهابيون في سوريا والعراق واليمن ومن ينأى بنفسه منهم لا يجد اللقمة والوظيفة، ويجبر على الهجرة للمجهول.

الأسلحة والصواريخ مكدسة في كل مكان، والويل لمن ينتقد، حتى ولو كان الجيش الوطني أو قيادات لبنان العتيقة المنهكة في سباق كراسي المسميات، والقدر فيها والقيمة لمن تنحني رقبته، حتى يلحس الأرض، تحت أقدام المارقين العنصريين المتجبرين، المحرقين للوطن اللبناني.

مخارج البلد للجيرة أصبحت بوابات جحيم لجلب السلاح والصواريخ، ولتصدير السموم والمخدرات إلى دول قريبة وبعيدة.

الزراعة استغلت، والفواكه والخضروات تحولت إلى أفخخ ملغومة بحبوب المخدرات، يتم تمريرها من الجمارك برعاية حرس الحدود التابعين لإيران بمنتهى الفجر.

السعودية الأخت الشقيقة الداعمة للبنان، كانت وما تزال مستهدفة من ثورة إيران، وكانت تحرص حين مرور الشاحنات المحملة بالفواكه والخضراوات من بواباتها للداخل السعودي ولدول الخليج فتراقب، وتكتشف وهي تعرف ما يدور.

وكم أفشلت من خطط عتاولة المروجين، ولكن ثائرتها بالأمس تفجرت، حين بلغت من الصبر حده، فاضطرت لقطع دروب الخونة، وأغلقت أبوابها، رغم أسفها على حال الشعب والمزارعين، حينما أوقفت التعامل مع منتوجات لبنان الزراعية.

ومن ذا الذي يلوم السعودية؟ فقد عانت العجب العجاب، وصار لا بد لها أن تفحص كل خسة ورمانة، للتأكد من خلوها من أشنع أنواع المخدرات والمهلوسات، وبكميات تفسد قارة بحالها.

قرار حكومي سعودي سيادي شجاع صدر، وكنا نتمنى أن يحدث منذ زمن طويل، ولكن مشاعر الأخوة لدى السعودية، كانت الأساس، فكم حاولت المقاربة وتأجيل القطع والمنع، على أمل أن تجد من يختشي ويهتم، ويتعاون ويراقب، ومن يصون الحدود السعودية، ولكن عقيدة التمادي والتذاكي والفجور راسخة في مكائد عبيد حزب الشيطان.

نتعاطف كثيرا مع إخوة لنا في لبنان، يحبوننا ونحبهم، وممن يحرصون علينا، ولا يرتضون أن يكونوا دربا جهنمية لتمرير المخدرات إلى بلادنا وإفساد عقول شبابنا.

وتظل حالة لبنان مأساة مركبة، وكم نتمنى أن تعود لشعبها روح جبران الحر الرافض للاحتلال، وأن يتمكنوا من محاربة الشيطان بينهم، وطرد ذيول خبائثه.

shaheralnahari@