تسريب ظريف يفضح خلافات النظام الإيراني

قال إن قائد فيلق القدس السابق كان يتحكم في مقاليد السياسة الخارجية وصف استراتيجية نظام الملالي بالحرب الباردة وقال إنه ضحى بالدبلوماسية أكد أن قاسم سليماني كان يقود مفاوضات الاتفاق النووي من خلف الستار اعترف بأن الحرس الثوري يقرر كل شيء ويلعب بتفاصيل السياسة البرلمان الإيراني يحقق في المقابلة السرية ويتوعد بملاحقة الخونة
قال إن قائد فيلق القدس السابق كان يتحكم في مقاليد السياسة الخارجية وصف استراتيجية نظام الملالي بالحرب الباردة وقال إنه ضحى بالدبلوماسية أكد أن قاسم سليماني كان يقود مفاوضات الاتفاق النووي من خلف الستار اعترف بأن الحرس الثوري يقرر كل شيء ويلعب بتفاصيل السياسة البرلمان الإيراني يحقق في المقابلة السرية ويتوعد بملاحقة الخونة

الاثنين - 26 أبريل 2021

Mon - 26 Apr 2021

فضح تسريب جديد جرى تناوله لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخلافات العاصفة والمعارك الطاحنة التي تدور داخل نظام الملالي، والتي يرى المراقبون أنها ستعجل بنهايته.

ووصف البرلمان الإيراني المسربين لمقابلة ظريف التي أكد خلالها سيطرة الحرس الثوري الإيراني على مقاليد الأمور في السياسة الخارجية لبلاده بـ(الخونة)، وأكد عضو هيئة الرئاسة البرلمانية أحمد أمير آبادي، أنه سيتم التحقيق في (تسريب المعلومات السرية عن البلاد)، على خلفية تسريب مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني، وأوضح أنه بعد التحقيق في قضية المقابلة المسربة، ستتم إحالة الخونة إلى القضاء.

واعتبر مسؤولون إيرانيون مقابلة ظريف المسربة بمثابة ضربة جديدة للنظام بعد تخريب منشأة نطنز النووية، ووصف عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، جليل رحيم جهان آبادي، الغرض من نشر المقابلة الهامة جدا بأنها ضربة لمحادثات فيينا، واستمرارا للتخريب، مؤكدا أن ظريف صرح مرارا أنه لا ينوي الترشح لانتخابات الرئاسة التي تجري في يونيو المقبل.

تفاصيل التسريب

ونشرت قناة (إيران انترناشيونال) المعارضة، تسجيلا صوتيا قالت إنه لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، كشف فيه تفاصيل عن تدخل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في الخارجية الإيرانية، وكواليس صياغة الاتفاق النووي، وغيرها من القضايا.

وقالت القناة المعارضة في تقرير عبر موقعها الالكتروني، «إن التسجيل المسرب يعود لتصريحات صحفية لظريف مع الاقتصادي الإيراني، سعيد ليلاز، وذلك في مقابلة جرت في شهر مارس الماضي، لافتة إلى أن ظريف طلب ألا ينشر هذا الجزء من المقابلة أبدا.

وكشف ظريف في المقابلة، التي استمرت لأكثر من 3 ساعات عن تفاصيل تخص السياسات الخارجية، ودور قاسم سليماني في الدبلوماسية الإيرانية، وكواليس الاتفاق النووي المبرم بين طهران والغرب عام 2015.

التأثير صفر

وقال ظريف في التسريب، «إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الذي اغتيل في غارة أمريكية، عام 2020، كان يهيمن على عمل وزارته، وإن تأثيره هو على السياسة الخارجية كان صفرا في بعض الأحيان.

وأضاف أن سليماني ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية للحرس الثوري، ووصف استراتيجية النظام الإيراني بالحرب الباردة، قائلا «ضحيت بالدبلوماسية لصالح ساحة المعركة أكثر مما ضحيت بساحة المعركة لصالح الدبلوماسية».

وقال في جزء آخر من المقابلة «في كل مرة تقريبا أذهب فيها للتفاوض، كان سليماني هو الذي يقول إنني أريدك أن تأخذ هذه الصفة أو النقطة بعين الاعتبار، كنت أتفاوض من أجل نجاح ساحة المعركة».

تدخل عسكري

وردا على سؤال حول سبب هذا التدخل العسكري في قرارات الحكومة، قال «يحدث هذا عندما يكون الوسط العسكري هو من يقرر، يحدث ذلك عندما يريد الميدان (العسكري) الهيمنة على استراتيجية البلاد، وبإمكانهم اللعب معنا».

وبشأن الاختلاف بين الجيش والدبلوماسية في إيران وضرورة ترك الأمور للدبلوماسيين، قال وزير الخارجية الإيراني «لقد كانت ساحة المعركة هي الأولوية بالنسبة للنظام».

وتابع قائلا «لقد أنفقنا الكثير من المال، بعد الاتفاق النووي، حتى نتمكن من المضي قدما في عملياتنا الميدانية».

وأشار إلى زيارة سليماني لموسكو بعد وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق النووي، عام 2015، تمت بإرادة روسية ودون سيطرة من وزارته، وكانت تهدف إلى تدمير إنجاز وزارة الخارجية الإيرانية في إنجاح المفاوضات.

فرض الشروط

وتأكيدا على هذا التدخل، استشهد وزير الخارجية الإيراني بمشاركة الحرس الثوري في محادثات وزارة الخارجية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قائلا «إن سليماني أعطاني قائمة بالنقاط التي كان يجب أخذها في الاعتبار».

وتابع ظريف ”لم أتفق مع قاسم سليماني في كل شيء، إذ كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، بينما لم أتمكن من إقناعه بمطالبي؛ منها على سبيل المثال عدم استخدام الطيران المدني في سوريا، حيث رفض سليماني هذا الاقتراح“.

وكان سليماني مهندس حملة نشر نفوذ إيران في الشرق الأوسط من خلال فصائل مسلحة تمثل وكلاء لها ويعمل بعضها حاليا بالقرب من حدود إسرائيل.

الحرب الباردة

وأردف الوزير الإيراني في حديثه عن نفوذ سليماني أن ”ضغوط سليماني أسفرت عن زيادة الرحلات الإيرانية إلى سوريا 6 أضعاف في عام 2016، رغم تحذيرات وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري بشأن هذا الأمر، وذلك في أعقاب تخفيف العقوبات الأمريكية على طهران بعد توقيع الاتفاق النووي“.

ووصف ظريف دوره في السياسة الخارجية الإيرانية بـ(الصفر)، قائلا «يجب أن تكون سياسة ساحة المعركة أيضا إحدى وظائف استراتيجية الدولة، لكن هذا ليس هو الحال، فسياسة ساحة الحرب هي التي تحدد ماهية سياسة البلاد»، مشبها استراتيجية النظام الإيراني بـ(الحرب الباردة).

الخطوط الحمراء

وعلق النائب بالبرلمان الإيراني، نصر الله بزمانفر، على تسجيل ظريف المسرب، قائلا لوكالة أنباء (فارس) الإيرانية «لقد طرح ظريف موضوعات وكأنه لا يعلم أنه وزير خارجية دولة مثل إيران، بل وأثار قضايا تندرج ضمن الخطوط الحمراء لنظام الجمهورية“.

وأضاف رئيس لجنة المادة 90 بالبرلمان الإيراني والمعنية بالتحقيق في شكاوى النواب أن (ظريف بعد قضائه 40 عاما في السلك الدبلوماسي، إلا أنه لا يدرك حتى الآن الخطوط الحمراء للنظام وسياساته).

وطالب البرلماني الإيراني وزير الخارجية بضرورة توضيح التصريحات التي وردت على لسانه في التسجيل الصوتي المسرب، معتبرا أنه يعلم مثل هؤلاء الأفراد أن سياسة جمهورية إيران الإسلامية قائمة على مواجهة الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا».

فضائح ظريف:

• ارتبط اسم محمد جواد ظريف منذ توليه وزارة الخارجية بكثير من الفضائح.

• قالوا إنه يمثل الوجه الناعم لنظام الملالي الإرهابي.. لكن تكشفت الكثير من المؤامرات حوله.

• قال علي رضا جعفر ذاده، نائب مدير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، «إن النظام الإيراني يستخدم ظريف في عمليات إرهابية».

• أكد الكثير من التقارير أنه كان على علم بعمليات التجسس والقتل التي تجري في سفارات بلاده.

• أعلن استقالته في وقت سابق بعدما فوجئ باستقبال سليماني للرئيس السوري بشار الأسد في طهران.. وهو آخر من يعلم.

• اتهمته بعض الجهات المتشددة في إيران بأنه عميل وخائن.