تركيا تتحول إلى «مصيدة الموت» للإيرانيين
أنقرة تعتقل ناشطا سياسيا كرديا وتلوح بإرساله لمواجهة الإعدام في طهران67 ألف إيراني يشعرون بالخوف، بينهم 39 ألف لاجئ يعيشون في تركياكانجافاري: تعرضت مع زوجي لمضايقات متكررة من عملاء لحكومة الملاليذا تايمز: 33 إيرانيا رحلوا إلى طهران، بينهم مشاركون في احتجاجات 2019جواسيس الحرس الثوري يعملون بحرية كاملة وبمعرفة شخصية من إردوغان
أنقرة تعتقل ناشطا سياسيا كرديا وتلوح بإرساله لمواجهة الإعدام في طهران67 ألف إيراني يشعرون بالخوف، بينهم 39 ألف لاجئ يعيشون في تركياكانجافاري: تعرضت مع زوجي لمضايقات متكررة من عملاء لحكومة الملاليذا تايمز: 33 إيرانيا رحلوا إلى طهران، بينهم مشاركون في احتجاجات 2019جواسيس الحرس الثوري يعملون بحرية كاملة وبمعرفة شخصية من إردوغان
الثلاثاء - 20 أبريل 2021
Tue - 20 Apr 2021
أكدت صحيفة (جارديان) البريطانية أن المعارضين الإيرانيين في تركيا لم يعودوا واثقين من أنها لا تزال ملاذا آمنا لهم، بعد أن تحولت أنقرة إلى (مصيدة الموت) للإيرانيين، في ظل موجة جديدة من الاعتقالات، وأوامر الترحيل التي تستهدف طالبي اللجوء الإيرانيين في الآونة الأخيرة.
وكشفت أن الناشط السياسي الكردي أفشين سهراب زاده (31 عاما) تعرض للتعذيب والحبس الانفرادي 7 أعوام في السجن في إيران قبل الفرار عند نقله إلى المستشفى وعبوره الحدود إلى تركيا في 2016، قبل أن تلحق به زوجته في العام التالي، لكنه اعتقل هذا الشهر بعد زيارة روتينية لمركز شرطة محلي في مدينة إسكيشهير للحصول على أوراق سفر، ووجهت له تهمة تهديد الأمن القومي التركي.
ونقل موقع (24) الإماراتي عن وكيله المحامي محمود قاشان، إنه لم يحظ باحترام وضعه لاجئا يتمتع بحماية القانونين الدولي والتركي، ومن المرجح أن يواجه سهراب زاده عقوبة الإعدام إذا أعيد إلى إيران.
رعب المعارضين
وفي نفس التوقيت الذي اعتقل فيه سهراب زاده، احتُجز أربعة آخرون من طالبي اللجوء الإيرانيين، هم ليلي فرج، وزينب صحافي، وإسماعيل فتاحي، ومحمد بوركباري، في دنيزلي بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة ضد انسحاب تركيا من اتفاقية دولية تحمي النساء من العنف الأسري، الأمر الذي أثار الرعب والخوف في نفوس 67 ألف إيراني يعيشون في تركيا، بينهم 39 ألف شخص من طالبي اللجوء.
ويدخل ملايين السياح الإيرانيين تركيا سنويا دون تأشيرة. وبينما يواجه المعارضون الأتراك حملة قمع متصاعدة، لجأ مئات الآلاف من الإيرانيين والأويغور إلى تركيا على مدار العقد الماضي، هربا من بلدانهم.
ويؤكد التقرير أن سمعة تركيا تعرضت لهزة كبيرة بعد سلسلة عمليات ترحيل لأويغور إلى كازاخستان ثم الصين، ومعاهدة تسليم المجرمين التي تلوح في الأفق بين أنقرة وبكين. كما أعيد أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابيين إلى مصر.
مضايقات متكررة
وعبر الإيرانيون في تركيا عن شعورهم بالخوف، وقالوا «إنهم يعيشون رعبا متزايدا بسبب العلاقة الوثيقة، وإن كانت معقدة، بين أنقرة وطهران، فالدولتان تربطهما علاقات تجارية وأمنية قوية».
وأكدت زوجة سهراب زاده، فيريشته كانجافاري ( 28 عاما) على أنها وزوجها تعرضا لمضايقات متكررة من رجال يعتقدون أنهم عملاء للحكومة الإيرانية خلال وجودهم في تركيا. واضطرتهم الهجمات على منزلهم إلى تغيير العنوان عدة مرات.
وقالت «عشنا حياة هادئة في تركيا، ولم تكن لدينا رغبة في لفت الانتباه إلينا، كنا حريصين على اتباع قواعد البلد المضيف...كل ما نريده هو حياة طبيعية في مكان آمن. أخشى بشدة على زوجي وعلى مستقبلنا وعلى ابننا».
ترحيل المعارضين
وكانت صحيفة (ذا تايمز) البريطانية أوردت في العام الماضي أن 33 إيرانيا رحلوا إلى بلادهم من تركيا، بينهم صديقان، سعيد تمجيدي ومحمد رجبي اللذان حكم عليهما بعد ذلك بالإعدام بسبب مشاركتهما في احتجاجات 2019، ويعتقد أن ما لا يقل عن سبعة إيرانيين آخرين رحلوا في السنوات الثلاث الماضية، موجودون اليوم في سجون في بلادهم.
وردا على سؤال عن الإيرانيين الخمسة المحتجزين حاليا، قال مسؤول تركي رفيع «تركيا لا تنوي ترحيل أيا من المذكورين إلى إيران، ومن الممكن، مع ذلك إرسالهم إلى بلد ثالث». ولم يكشف الدولة الثالثة.
في المقابل، أكد بوس برجامالي، وكيل المعتقلين الأربعة «لم تحدد دولة ثالثة في قرار الترحيل، والإجراءات القضائية مستمرة، بغض النظر عن البلد، فإن الترحيل سيكون غير قانوني. كما أن من غير القانوني أن يظل موكلي في مركز الاحتجاز أثناء هذه العملية».
تآمر مشترك
ولا يعتبر ترحيل المعارضين الإيرانيين من تركيا هو التعاون الوحيد بين البلدين، فقد عملت تركيا على تخفيف العقوبات الأمريكية على طهران من خلال عمليات تآمر مشترك، وكشف موقع سويدي أن سيدة أعمال تركية استهدفتها العقوبات الأمريكية بسبب علاقتها بفيلق القدس الإيراني تواصل العمل بحرية في تركيا.
وبحسب تحقيق أجراه موقع (نورديك مونيتور) السويدي، فإن التركية جولنيهال يجان أكشيت (45 عاما)، استهدفتها العقوبات الأمريكية، وأدرجت شركاتها على قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص.
وأرجع التقرير إدراج أكشيت في قائمة العقوبات الأمريكية إلى تقديمها الدعم والمساعدة لميليشيات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بينما لا تزال تلك السيدة تعمل بحرية داخل تركيا.
تمكين إيراني
واستهدف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية السيدة التركية بالعقوبات في 24 مايو عام 2018، باعتبارها شخصا أمن سلعا أمريكية تخضع للرقابة إلى الخطوط الجوية الإيرانية، واستهدفت العقوبات شركتها (تريجرون لوجيستك ليمتد) بسبب تمكين خطوط ماهان إير الإيرانية من الوصول إلى منتجات وخدمات رئيسة تخص لطيران، والحفاظ على أسطولها من الطائرات المصنعة في الغرب».
كانت الولايات المتحدة قد استهدفت (ماهان إير) بالعقوبات عام 2011؛ بسبب تقديمها دعما ماليا وماديا وتكنولوجيا إلى فيلق القدس، وقد دفع التصنيف الإرهابي أكشيت لتصفية شركتها، وتقديم الأوراق الخاصة بحلها في 7 يونيو عام 2018. ولا تزال عملية التصفية قيد النظر.
جواسيس الحرس
ويعمل جواسيس الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري بحرية في تركيا، من بينهم بعض كبار المسؤولين بالحكومة، حتى إنه كشف كيف استقبل إردوغان شخصيا جنرالا بالحرس، وهو مشتبه رئيس في القضية.
وتكتمت حكومة إردوغان على التحقيق، وأقيل جميع المحققين والمدعين العامين والقضاة الذين شاركوا فيه، وألقي القبض عليهم لاحقا بتهم ملفقة لإنقاذ الحرس الثوري من حملة شاملة في تركيا.
وطبقا لملف التحقيق عام 2013، أكدت الشرطة التركية وجود صلة بين جولينهال يجان وإيراني يعمل لصالح الحرس الثوري يدعى رحيم بازدار، وتضمن ملف التحقيق مكتب المدعي العام في إسطنبول نص مكالمات هاتفية تظهر فيها يجان وهي تتحدث مع بازدار في 26 نوفمبر عام 2013.
وكشفت أن الناشط السياسي الكردي أفشين سهراب زاده (31 عاما) تعرض للتعذيب والحبس الانفرادي 7 أعوام في السجن في إيران قبل الفرار عند نقله إلى المستشفى وعبوره الحدود إلى تركيا في 2016، قبل أن تلحق به زوجته في العام التالي، لكنه اعتقل هذا الشهر بعد زيارة روتينية لمركز شرطة محلي في مدينة إسكيشهير للحصول على أوراق سفر، ووجهت له تهمة تهديد الأمن القومي التركي.
ونقل موقع (24) الإماراتي عن وكيله المحامي محمود قاشان، إنه لم يحظ باحترام وضعه لاجئا يتمتع بحماية القانونين الدولي والتركي، ومن المرجح أن يواجه سهراب زاده عقوبة الإعدام إذا أعيد إلى إيران.
رعب المعارضين
وفي نفس التوقيت الذي اعتقل فيه سهراب زاده، احتُجز أربعة آخرون من طالبي اللجوء الإيرانيين، هم ليلي فرج، وزينب صحافي، وإسماعيل فتاحي، ومحمد بوركباري، في دنيزلي بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الأخيرة ضد انسحاب تركيا من اتفاقية دولية تحمي النساء من العنف الأسري، الأمر الذي أثار الرعب والخوف في نفوس 67 ألف إيراني يعيشون في تركيا، بينهم 39 ألف شخص من طالبي اللجوء.
ويدخل ملايين السياح الإيرانيين تركيا سنويا دون تأشيرة. وبينما يواجه المعارضون الأتراك حملة قمع متصاعدة، لجأ مئات الآلاف من الإيرانيين والأويغور إلى تركيا على مدار العقد الماضي، هربا من بلدانهم.
ويؤكد التقرير أن سمعة تركيا تعرضت لهزة كبيرة بعد سلسلة عمليات ترحيل لأويغور إلى كازاخستان ثم الصين، ومعاهدة تسليم المجرمين التي تلوح في الأفق بين أنقرة وبكين. كما أعيد أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابيين إلى مصر.
مضايقات متكررة
وعبر الإيرانيون في تركيا عن شعورهم بالخوف، وقالوا «إنهم يعيشون رعبا متزايدا بسبب العلاقة الوثيقة، وإن كانت معقدة، بين أنقرة وطهران، فالدولتان تربطهما علاقات تجارية وأمنية قوية».
وأكدت زوجة سهراب زاده، فيريشته كانجافاري ( 28 عاما) على أنها وزوجها تعرضا لمضايقات متكررة من رجال يعتقدون أنهم عملاء للحكومة الإيرانية خلال وجودهم في تركيا. واضطرتهم الهجمات على منزلهم إلى تغيير العنوان عدة مرات.
وقالت «عشنا حياة هادئة في تركيا، ولم تكن لدينا رغبة في لفت الانتباه إلينا، كنا حريصين على اتباع قواعد البلد المضيف...كل ما نريده هو حياة طبيعية في مكان آمن. أخشى بشدة على زوجي وعلى مستقبلنا وعلى ابننا».
ترحيل المعارضين
وكانت صحيفة (ذا تايمز) البريطانية أوردت في العام الماضي أن 33 إيرانيا رحلوا إلى بلادهم من تركيا، بينهم صديقان، سعيد تمجيدي ومحمد رجبي اللذان حكم عليهما بعد ذلك بالإعدام بسبب مشاركتهما في احتجاجات 2019، ويعتقد أن ما لا يقل عن سبعة إيرانيين آخرين رحلوا في السنوات الثلاث الماضية، موجودون اليوم في سجون في بلادهم.
وردا على سؤال عن الإيرانيين الخمسة المحتجزين حاليا، قال مسؤول تركي رفيع «تركيا لا تنوي ترحيل أيا من المذكورين إلى إيران، ومن الممكن، مع ذلك إرسالهم إلى بلد ثالث». ولم يكشف الدولة الثالثة.
في المقابل، أكد بوس برجامالي، وكيل المعتقلين الأربعة «لم تحدد دولة ثالثة في قرار الترحيل، والإجراءات القضائية مستمرة، بغض النظر عن البلد، فإن الترحيل سيكون غير قانوني. كما أن من غير القانوني أن يظل موكلي في مركز الاحتجاز أثناء هذه العملية».
تآمر مشترك
ولا يعتبر ترحيل المعارضين الإيرانيين من تركيا هو التعاون الوحيد بين البلدين، فقد عملت تركيا على تخفيف العقوبات الأمريكية على طهران من خلال عمليات تآمر مشترك، وكشف موقع سويدي أن سيدة أعمال تركية استهدفتها العقوبات الأمريكية بسبب علاقتها بفيلق القدس الإيراني تواصل العمل بحرية في تركيا.
وبحسب تحقيق أجراه موقع (نورديك مونيتور) السويدي، فإن التركية جولنيهال يجان أكشيت (45 عاما)، استهدفتها العقوبات الأمريكية، وأدرجت شركاتها على قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص.
وأرجع التقرير إدراج أكشيت في قائمة العقوبات الأمريكية إلى تقديمها الدعم والمساعدة لميليشيات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بينما لا تزال تلك السيدة تعمل بحرية داخل تركيا.
تمكين إيراني
واستهدف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية السيدة التركية بالعقوبات في 24 مايو عام 2018، باعتبارها شخصا أمن سلعا أمريكية تخضع للرقابة إلى الخطوط الجوية الإيرانية، واستهدفت العقوبات شركتها (تريجرون لوجيستك ليمتد) بسبب تمكين خطوط ماهان إير الإيرانية من الوصول إلى منتجات وخدمات رئيسة تخص لطيران، والحفاظ على أسطولها من الطائرات المصنعة في الغرب».
كانت الولايات المتحدة قد استهدفت (ماهان إير) بالعقوبات عام 2011؛ بسبب تقديمها دعما ماليا وماديا وتكنولوجيا إلى فيلق القدس، وقد دفع التصنيف الإرهابي أكشيت لتصفية شركتها، وتقديم الأوراق الخاصة بحلها في 7 يونيو عام 2018. ولا تزال عملية التصفية قيد النظر.
جواسيس الحرس
ويعمل جواسيس الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري بحرية في تركيا، من بينهم بعض كبار المسؤولين بالحكومة، حتى إنه كشف كيف استقبل إردوغان شخصيا جنرالا بالحرس، وهو مشتبه رئيس في القضية.
وتكتمت حكومة إردوغان على التحقيق، وأقيل جميع المحققين والمدعين العامين والقضاة الذين شاركوا فيه، وألقي القبض عليهم لاحقا بتهم ملفقة لإنقاذ الحرس الثوري من حملة شاملة في تركيا.
وطبقا لملف التحقيق عام 2013، أكدت الشرطة التركية وجود صلة بين جولينهال يجان وإيراني يعمل لصالح الحرس الثوري يدعى رحيم بازدار، وتضمن ملف التحقيق مكتب المدعي العام في إسطنبول نص مكالمات هاتفية تظهر فيها يجان وهي تتحدث مع بازدار في 26 نوفمبر عام 2013.