الدول الكبرى: إيران تستفز العالم

باريس وبرلين ولندن: رفع مستوى التخصيب خطوة نحو سلاح نووي أمريكا: نشكك في جدية نظام الملالي ونأخذ تصريحاته على محمل الجد 3 احتمالات تقف خلف ضرب منشأة نطنز النووية والنتيجة كارثية 1000 جهاز طرد مركزي جديد تقود إلى تسريع وتيرة الأسلحة المدمرة
باريس وبرلين ولندن: رفع مستوى التخصيب خطوة نحو سلاح نووي أمريكا: نشكك في جدية نظام الملالي ونأخذ تصريحاته على محمل الجد 3 احتمالات تقف خلف ضرب منشأة نطنز النووية والنتيجة كارثية 1000 جهاز طرد مركزي جديد تقود إلى تسريع وتيرة الأسلحة المدمرة

الأربعاء - 14 أبريل 2021

Wed - 14 Apr 2021

اتفقت القوى الكبرى في العالم على أن خطط إيران برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60% ستكون بمثابة استفزاز للمجتمع الدولي، وتطور خطير نحو الحصول على السلاح النووي.

وفيما وصفت الولايات المتحدة الأمريكية التصريحات الأخيرة لنظام الملالي بأنها (استفزازية)، اعتبرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، هذه الخطوة الإيرانية «تطورا خطيرا؛ لأن إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب يشكل خطوة مهمة في إنتاج سلاح نووي».

ودعت السعودية من جانبها إيران إلى تفادي التصعيد، وعدم تعريض أمن المنطقة واستقرارها للمزيد من التوتر، والانخراط بجدية في المفاوضات الجارية حاليا، اتساقا مع تطلعات المجتمع الدولي تجاه تسخير إيران برنامجها النووي لأغراض سلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ويحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل.

استنكار سعودي

ورفضت السعودية التصريحات الإيرانية، وأكدت وزارة الخارجية في بيان، «إن المملكة تتابع بقلق التطورات الراهنة لبرنامج إيران النووي، والتي تمثلت آخرها بالإعلان عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%؛ الأمر الذي لا يمكن اعتباره برنامجا مخصصا للاستخدامات السلمية».

وتؤكد المملكة (وفقا للبيان) أهمية توصل المجتمع الدولي لاتفاق بمحددات أقوى وأطول، وبما يعزز إجراءات الرصد والمراقبة ويضمن منع إيران من الحصول على السلاح النووي أو تطوير القدرات اللازمة لذلك، ويأخذ بعين الاعتبار قلق دول المنطقة العميق من الخطوات التصعيدية التي تتخذها إيران لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، ومن ضمنها برنامجها النووي.

تحركات خطيرة

وعبرت الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) عن القلق من الأنباء حول عزم إيران تركيب 1000 جهاز طرد مركزي إضافي في منشأة نطنز، مما سيزيد كثيرا من قدرتها على التخصيب.

واعتبر البيان الثلاثي أن الإعلان الإيراني مؤسف، خاصة أنه يأتي في وقت بدأ فيه جميع المشاركين في الاتفاق النووي (في فيينا) والولايات المتحدة مناقشات جوهرية.

واعتبر أن التحركات الإيرانية الخطيرة الأخيرة تتعارض مع ما ظهر من روح بناءة وحسن نوايا في المحادثات الأخيرة، في العاصمة النمساوية.

وأضاف البيان الثلاثي «نرفض كل إجراءات التصعيد من أي طرف، وندعو إيران ألا تزيد العملية الدبلوماسية تعقيدا»، مشددا على أن طهران ليس لديها حاجة مدنية حقيقية تتطلب تخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى.

استفزاز إيراني

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، «إن الوزارة تأخذ التصريحات الإيرانية بشأن رفع مستوى تخصيب اليورانيوم على محمل الجد»، وقال في تصريح لقناة الحرة الأمريكية «إن على دول 5+1 أن تتوحد لرفض هذه التصريحات». وكشف عن تأجيل اجتماع اللجنة المشتركة لمناقشة الملف الإيراني، لأسباب لوجستية، إلى اليوم بدلا من أمس، مما أرجأ سفر الوفد الأمريكي إلى فيينا ليوم واحد.

ووصف المتحدث إعلان إيران بـ(الاستفزازي)، مضيفا أن هذه الخطوة تدعو إلى التشكيك في جدية إيران فيما يتعلق بالمحادثات النووية، وتؤكد على ضرورة العودة إلى الامتثال المتبادل بخطة العمل الشاملة المشتركة.

بدء التخصيب

وكان كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي، قال لوسائل إعلام إيرانية رسمية «إن طهران ستبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%»، وكشف أن بلاده ستركب 1000 جهاز طرد مركزي متطور (قدرته أعلى بـ50% من الأجهزة الحالية) في منشأة نطنز النووية، فضلا عن استبدال (الآلات المدمرة) جراء انفجار وقع الأحد الماضي في هذا المجمع النووي الواقع في وسط إيران.

وأضاف «إن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذين الإجراءين في رسالة وجهتها للمدير العام للوكالة، رافايل غروسي». من جهتها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران أبلغتها نيتها تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في نطنز.

ضربة إسرائيلية

وجاءت هذه الخطوة بعد هجوم سيبراني تعرضت له منشأة نطنز النووية الإيرانية، حيث كانت إيران تخصب اليورانيوم بنسبة 20%، على الرغم من أن الاتفاق النووي لعام 2015 ينص على حد أقصى للتخصيب بنسبة 4 %.

وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية «إن الهجوم السيبراني لم يتسبب في أضرار كبيرة، على الرغم من أن الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أنه قد يعيد تخصيب اليورانيوم في إيران إلى الوراء عدة أشهر»، حسبما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز).

وتلقي طهران باللوم على إسرائيل، عدوها اللدود، في الهجوم الإرهابي على محطة نطنز، وهددت بالانتقام له، وتعتبر إسرائيل أن إيران المسلحة نوويا تشكل تهديدا لوجودها، وأعلنت، على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أنها لن تسمح لطهران بحيازة أسلحة نووية.

تخريب كارثي

وقد لا يبدو انقطاع التيار الكهربائي أمرا خطيرا، لكنه قد يكون كذلك إذا حدث في مفاعل لتخصيب اليورانيوم. فأجهزة الطرد المركزي هي عبارة عن آلات رقيقة مرتبطة ببعضها ضمن سلسلة تعاقبية تسمى بـ(كاسكيدز)، ويتم تخصيب غاز اليورانيوم فيها عن طريق تدويره بسرعات عالية جدا باستخدام دوارات (محركات تدوير). ويكون الضغط على المواد الخارجة منها كثيفا وضمن عملية غاية في التعقيد من الناحية التقنية.

وقد تتسبب مشكلة صغيرة في خروج جهاز الطرد المركزي عن السيطرة، مع اصطدام أجزاء بعضها البعض وإتلاف سلسلة كاملة من أجهزة الطرد المركزي. ويعد ضمان وصول مصدر الطاقة إلى جهاز الطرد المركزي بشكل متوازن تماما، أمرا حيويا. الأمر الذي يعني أن أي تخريب في إمداد الطاقة هذا قد يتسبب في نتائج كارثية.

هجوم سيبراني

وتتقدم فرضية الهجوم السيبراني؛ لأن منشأة نطنز كانت هي نقطة انطلاق للحرب الالكترونية؛ فهي المكان الذي شهد وقوع أول هجوم سيبراني حقيقي في العالم قبل عقد من الزمن.

فمعظم الأحداث التي تسمى هجمات الكترونية سيبرانية لم تكن هجمات بالمعنى المادي بل هي سرقة للبيانات. بيد أن (ستوكسنت)، وهو الاسم الذي أطلق على الحادث الذي استهدفت برنامج إيران النووي منذ أكثر من عقد من الزمن لم يكن مجرد أحد الاستثناءات القليلة، فحسب بل يمكن القول أيضا إنه كان أول عرض للهجوم السيبراني حينها وكيف يبدو.

وفي تلك الحالة، تسببت شفرات حاسوبية في إحداث ضرر حقيقي عبر التدخل في عمل أجهزة التحكم بالطرد المركزي لإخراجها عن نطاق السيطرة (وحتى إعادة إرسال رسائل خاطئة إلى أولئك الذين يراقبونها كي لا ينتابهم أي شعور بالقلق إلا بعد فوات الأوان).

تضارب وغموض

وفي الصيف الماضي، قالت جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم (نمور الوطن)، إنها كانت وراء انفجار ألحق أضرارا بمبنى فوق الأرض في نطنز (معظم الأعمال الحساسة تكون تحت الأرض).

وأرسلت بيانات إلى بي بي سي ووسائل إعلامية أخرى، زعمت فيها المجموعة أنها تتكون من عدد من الإيرانيين الساخطين على النظام الإيراني ومتوعدة القيام بمزيد من الهجمات.

وافترض الكثيرون في ذلك الوقت ضلوع إسرائيل في الأمر بطريقة ما، لأسباب ليس أقلها أن لهذه الدولة علاقة أيضا باغتيال علماء نوويين إيرانيين.

وغالبا ما تكون التقارير متضاربة ويشوبها الغموض في أعقاب الحادث مباشرة. وقد يتم نشر معلومات مضللة عن عمد أيضاً - قد تفضل دولة كإسرائيل في بعض الأحيان أن تظهر أن الحادث جرى سيبرانيا عن بعد لحماية شخص ما تسلل إلى الموقع. كما أن إيران نفسها قد تكون لا تعرف كل شيء أو ربما لا تريد الكشف عن المعلومات التي تمتلكها.

3 احتمالات لحريق منشأة نطنز:

  • انفجار في مصدر الطاقة نتيجة ضربة عسكرية مباشرة أو تفجير تقف إسرائيل خلفه

  • هجوم سيبراني متعمد للمنشأة التي تعرضت من قبل لضربات مماثلة

  • ضربة من الداخل عبر أحد جماعات المعارضة التي تعمل ضد نظام الملالي