دور التكنولوجيا في علاج الاضطرابات النفسية
السبت - 10 أبريل 2021
Sat - 10 Apr 2021
عادة ما يشار إلى استخدام التقنيات والاتصالات الالكترونية كمساعدات علاجية للرعاية الصحية باسم التطبيب عن بعد أو الصحة الالكترونية telemedicine Health، ويعد استخدام مثل هذه التقنيات كمكمل ومتمم للعلاجات السائدة والشائعة للاضطرابات النفسية مجالا ناشئا ومستحدثا لعلاج الصحة النفسية، والذي يمكن أن يساهم في تحسين الوصول إلى رعاية الصحة النفسية بطريقه أسهل وتقليل تكاليف العلاج.
وتشمل تقنيات الصحة النفسية التي يستخدمها المتخصصون كعامل مساعد للممارسات السريرية السائدة ما يلي: البريد الالكتروني والرسائل القصيرة والواقع الافتراضي وبرامج الكمبيوتر والمدونات والشبكات الاجتماعية والهاتف والاجتماعات التي تتم عن بعد وألعاب الكمبيوتر والرسائل الفورية والبودكاست.
تقنيات محدودة
تتمثل الطرق التقليدية لعلاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية في استخدام أساليب مثل الأدوية، وجلسات الاستشارة النفسية، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT: Cognitive Behavioral Therapy)، والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي الصحي. ولكن يمكن أيضا استخدام التكنولوجيا الجديدة جنبا إلى جنب مع الطرق التقليدية.
الواقع الافتراضي
في دراسة علمية استخدم الباحث ريزو من جامعة ييل الأمريكية وآخرون الواقع الافتراضي (VR) (محاكاة بيئات حقيقية من خلال الوسائط الرقمية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (Post Traumatic Disorders : PTSD) بنجاح.
ويوفر نظام الواقع الافتراضي شعورا بالواقعية في بيئة آمنة.
من خلال تعريض الشخص تدريجيا للمواقف التي تسبب له الخوف من خلال بيئة افتراضية، وعن طريق تكرار هذه المواقف والتمارين يعتاد المريض على مواجهة مشكلته عند إثارتها بطريقة أو بأخرى حتى يصل إلى أن يختفي شعور القلق والخوف الذي ينشأ من مثل هذا الذكريات والمواقف لدرجة أنها لم تعد تمثل مشكلة. تم تطبيق هذا النوع من العلاج أيضا على مشاكل الصحة النفسية الأخرى مثل الرهاب phobias (حيث يحدث القلق بسبب موقف معين).
على سبيل المثال، الخوف من الطيران أو رهاب العناكب (الخوف من العناكب) بنجاح. كما تم استخدام ألعاب الكمبيوتر لتوفير العلاج للمراهقين. ويتردد العديد من المراهقين في الحصول على العلاج، وتعد لعبة الكمبيوتر وسيلة ممتعة ولا تتطلب التعرف على الهوية الشخصية فيظل طالب العلاج مجهولا، ويمكن الوصول إليها لتلقي النصائح العلاجية.
مثال على لعبة كمبيوتر توفر مثل هذا العلاج هو SPARX، والذي ثبت بشكل ملحوظ أنه فعال إلى درجة كبيرة مقارنة بالعلاج وجها لوجه في تجربة سريرية.
أجهزة الكمبيوتر الشخصي
أشار أحد المتحدثين في TED جين ماكجانيجال لموقع «ألعاب من أجل التغيير» (Jane McGanigall›s website Games For Change)، والذي يضم حقل الصحة، توفر العديد من ألعاب الصحة النفسية التي تستهدف تحسين الألعاب التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن لعبتها الخاصة «للأفضل» Super Better لأجهزة الكمبيوتر، النظام الافتراضي للأجهزة اللوحية (IOS) وAndroid أندرويد مخصصة أيضا لتحسين الصحة النفسية.
الأجهزة المحمولة
ويتم استخدام التكنولوجيا الجديدة مثل الهواتف المحمولة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية من خلال توفير معلومات عن الأعراض في الوقت المناسب.
ومع تحسن التكنولوجيا وتطورها، قد يكون من الممكن في الزمن القريب أن تشعر الهواتف المحمولة أو الأجهزة الأخرى بتغير حالة المرضى (على سبيل المثال الدخول في مرحلة الهوس أو الاكتئاب الشديد)، فيمكن على سبيل المثال من خلال ملاحظة تغيير في نمط الصوت أو تكرار الاستخدام، أو توتر الوجه الوصول إلى الكثير من الاستنتاجات العلاجية المفيدة.
وقد يصبح من الممكن أيضا قياس الأدلة المادية لمستويات الكرب والمعاناة، مثل التغيرات في الهرمونات أو الأدرينالين في الدم، والتغيرات في نشاط الدماغ عن طريق الأجهزة الذكية.
وقد تكون التطبيقات أيضا قادرة على التنبؤ بالمواقف التي تسبب الضغط النفسي الشديد، بناء على الموقع والوقت والنشاط (مثل شراء الكحول) والتواجد القريب للأشخاص المعرضين لمخاطر عالية.
ويمكن للتقنية بعد ذلك إرسال رسائل مهدئة للمصابين، وتنبيه مقدمي الرعاية تلقائيا وحتى إدارة الأدوية تلقائيا.
وهناك الكثير من التقنيات المختلفة التي تم استخدامها في مجال الصحة النفسية خلال الثلاثين عاما الماضية. و»توفر الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية للجمهور والأطباء والباحثين طرقا جديدة للوصول إلى المساعدة ومراقبة الأعراض وزيادة فهم جودة الصحة النفسية.
ويمكن أيضا تجميع التكنولوجيا الجديدة في تطبيق معقد للغاية للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية بحيث تستخدم في تقييم أعراض وعلاج حالات معينة. وتستخدم هذه التطبيقات المستشعرات المضمنة في الجهاز لجمع معلومات عن أنماط سلوك معينة للمستخدم.
وإذا استشعر التطبيق تغييرا في السلوك، فقد يرسل إشارة تفيد بأن هناك حاجة إلى المساعدة قبل حدوث أزمة «(التكنولوجيا والمستقبل من علاج الصحة النفسية).
وهذا على سبيل المثال متوفر عن طريق تكنولوجيا Quan-Haase لمراقبة الحالة النفسية.
ويحتوي أحد تطبيقات الجوال الذي يتعرف على سلوك الأشخاص عن طريق الاستشعار على معلومات خاصة عن الأشخاص الذين يستخدمونه.
وتتم مراقبة الأشخاص من قبل منشئ التطبيق أو الشركة. وهناك العديد من مزايا استخدام مثل هذا التطبيق، مثل الراحة والتكلفة المنخفضة والخدمة على مدار 24 ساعة.
وقد عملت شركات التكنولوجيا على تطوير تطبيقات روبوت الدردشة للذكاء الاصطناعي التي تعتمد على الأجهزة المحمولة والتي تستخدم أنواعا من العلاج النفسي مثبتة علميا، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، لتوفير التدخل المبكر لدعم الصحة النفسية.
تتمتع تطبيقات المحادثة النصية القائمة على الذكاء الاصطناعي (AI) والتي يتم تقديمها بشكل آمن وخاص عبر الأجهزة المحمولة بالقدرة على التوسع عالميا وتقديم دعم كبير ومتوفر على مدار 24 ساعة يوميا.
كشفت دراسة حديثة لتقييم البيانات في العالم الواقعي، وفي دراسة علمية نشرت في مجلة الوصول المفتوح JMIR mHealth & uHealth ، والتي استخدمت تطبيق شات بوت CHATBOT الذكي عاطفيا للهاتف المحمول، Wysa، عن تحسن متوسط في أعراض الاكتئاب ونسبة أعلى من ردود الفعل الإيجابية داخل التطبيق بين المستخدمين الأكثر تفاعلا للتطبيق مقارنة بالمستخدمين الأقل تفاعلا.
وفي 15 يونيو 2020، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الترخيص لأول علاج عن طريق ألعاب الفيديو، وهي لعبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتسمى انديفور ار اكس EndeavorRx.
ويمكن تحميل اللعبة عن طريق وصفة طبية على جهاز محمول، وهذه اللعبة تستخدم جنبا إلى جنب مع العلاجات الأخرى. ويمارس الأطفال المصابون هذه اللعبة العلاجية لمدة 30 دقيقة في اليوم، 5 أيام في الأسبوع، على مدى خطة علاج لمدة شهر.
التكنولوجيا والعلاج السلوكي المعرفي
وأصبح تطوير تطبيقات الهاتف المحمول باستخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) مجال بحث واهتمام كبير. باستخدام فكرة تطبيقات العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يمكن علاج حالات الصحة النفسية المصنفة ذاتيا (SRMH) في هذه التطبيقات واستخدامها كمعلومات قبل زيارة أحد المعالجين النفسيين. وتتضمن الأبحاث الحديثة التي تم إجراؤها في هذا المجال التصنيف الذاتي للصحة العقلية (SRMH) بحثا استقصائيا يتم إجراؤه بواسطة سؤال يطلب من المشاركين تقييم صحتهم النفسية أو العاطفية بشكل عام من ضعيف إلى ممتاز. وقد أظهر البحث مع SRMH أن 62% من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة نفسية أنهم صنفوا أنفسهم على أنهم يتمتعون بصحة نفسية جيدة. المشاركون الذين صنفوا صحتهم النفسية على أنها جيدة بالمقارنة مع أولئك الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية، لديهم احتمالات أقل بنسبة 30% للإصابة بمشكلة نفسية فيما بعد أثناء المتابعة العلاجية.
بينما حققت الدراسات الإكلينيكية للعلاج عن بعد، وعبر الإنترنت، وروبوتات الدردشة الكثير من التقدم، هناك عوامل أخرى ذات تأثير مهم للمرضى، مثل الاستمتاع بجلسات العلاج والتواصل الاجتماعي، وهي مهمة لتقييم جلسات العلاج. وقد أفاد بحث نشر في عام 2019 عن دراسة مقارنة لجلسات العلاج بعد تفاعل 10 مشاركين مع معالجين نفسيين بشريين مقابل روبوت محادثة (تمت محاكاته باستخدام بروتوكول محاكاة فيلم الكوميديا «ساحر اوز» Wizard of Oz)، ووجد أنه عند المقارنة مع معالج بشري، يجد المشاركون أن العلاج المتوفر عن طريق الشات بوت قدم علاجا أقل فائدة وأقل متعة، وأقل سلاسة في محادثاتهم وهو أحد العناصر الرئيسة لجلسة علاج إيجابية.
وقدمت وما زالت تقدم التكنولوجيا الحديثة الكثير من الخدمات الطبية والنفسية المهمة التي تفيد البشر وتساهم في انخفاض تكلفة العلاج ولكنها لم تستطع إلى الآن أن تتجاوز العنصر البشري تماما في هذا المجال، فهي في النهاية أداة تحتاج إلى التوجيه والإشراف البشري في كثير من الحالات لكي تعمل بشكل مرض، وهناك مجال كبير لتطوير وتحسين عمل ومجال خدمات هذه التكنولوجيا.
AlmaiAhmad@
وتشمل تقنيات الصحة النفسية التي يستخدمها المتخصصون كعامل مساعد للممارسات السريرية السائدة ما يلي: البريد الالكتروني والرسائل القصيرة والواقع الافتراضي وبرامج الكمبيوتر والمدونات والشبكات الاجتماعية والهاتف والاجتماعات التي تتم عن بعد وألعاب الكمبيوتر والرسائل الفورية والبودكاست.
تقنيات محدودة
تتمثل الطرق التقليدية لعلاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية في استخدام أساليب مثل الأدوية، وجلسات الاستشارة النفسية، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT: Cognitive Behavioral Therapy)، والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي الصحي. ولكن يمكن أيضا استخدام التكنولوجيا الجديدة جنبا إلى جنب مع الطرق التقليدية.
الواقع الافتراضي
في دراسة علمية استخدم الباحث ريزو من جامعة ييل الأمريكية وآخرون الواقع الافتراضي (VR) (محاكاة بيئات حقيقية من خلال الوسائط الرقمية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة (Post Traumatic Disorders : PTSD) بنجاح.
ويوفر نظام الواقع الافتراضي شعورا بالواقعية في بيئة آمنة.
من خلال تعريض الشخص تدريجيا للمواقف التي تسبب له الخوف من خلال بيئة افتراضية، وعن طريق تكرار هذه المواقف والتمارين يعتاد المريض على مواجهة مشكلته عند إثارتها بطريقة أو بأخرى حتى يصل إلى أن يختفي شعور القلق والخوف الذي ينشأ من مثل هذا الذكريات والمواقف لدرجة أنها لم تعد تمثل مشكلة. تم تطبيق هذا النوع من العلاج أيضا على مشاكل الصحة النفسية الأخرى مثل الرهاب phobias (حيث يحدث القلق بسبب موقف معين).
على سبيل المثال، الخوف من الطيران أو رهاب العناكب (الخوف من العناكب) بنجاح. كما تم استخدام ألعاب الكمبيوتر لتوفير العلاج للمراهقين. ويتردد العديد من المراهقين في الحصول على العلاج، وتعد لعبة الكمبيوتر وسيلة ممتعة ولا تتطلب التعرف على الهوية الشخصية فيظل طالب العلاج مجهولا، ويمكن الوصول إليها لتلقي النصائح العلاجية.
مثال على لعبة كمبيوتر توفر مثل هذا العلاج هو SPARX، والذي ثبت بشكل ملحوظ أنه فعال إلى درجة كبيرة مقارنة بالعلاج وجها لوجه في تجربة سريرية.
أجهزة الكمبيوتر الشخصي
أشار أحد المتحدثين في TED جين ماكجانيجال لموقع «ألعاب من أجل التغيير» (Jane McGanigall›s website Games For Change)، والذي يضم حقل الصحة، توفر العديد من ألعاب الصحة النفسية التي تستهدف تحسين الألعاب التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن لعبتها الخاصة «للأفضل» Super Better لأجهزة الكمبيوتر، النظام الافتراضي للأجهزة اللوحية (IOS) وAndroid أندرويد مخصصة أيضا لتحسين الصحة النفسية.
الأجهزة المحمولة
ويتم استخدام التكنولوجيا الجديدة مثل الهواتف المحمولة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية من خلال توفير معلومات عن الأعراض في الوقت المناسب.
ومع تحسن التكنولوجيا وتطورها، قد يكون من الممكن في الزمن القريب أن تشعر الهواتف المحمولة أو الأجهزة الأخرى بتغير حالة المرضى (على سبيل المثال الدخول في مرحلة الهوس أو الاكتئاب الشديد)، فيمكن على سبيل المثال من خلال ملاحظة تغيير في نمط الصوت أو تكرار الاستخدام، أو توتر الوجه الوصول إلى الكثير من الاستنتاجات العلاجية المفيدة.
وقد يصبح من الممكن أيضا قياس الأدلة المادية لمستويات الكرب والمعاناة، مثل التغيرات في الهرمونات أو الأدرينالين في الدم، والتغيرات في نشاط الدماغ عن طريق الأجهزة الذكية.
وقد تكون التطبيقات أيضا قادرة على التنبؤ بالمواقف التي تسبب الضغط النفسي الشديد، بناء على الموقع والوقت والنشاط (مثل شراء الكحول) والتواجد القريب للأشخاص المعرضين لمخاطر عالية.
ويمكن للتقنية بعد ذلك إرسال رسائل مهدئة للمصابين، وتنبيه مقدمي الرعاية تلقائيا وحتى إدارة الأدوية تلقائيا.
وهناك الكثير من التقنيات المختلفة التي تم استخدامها في مجال الصحة النفسية خلال الثلاثين عاما الماضية. و»توفر الأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية للجمهور والأطباء والباحثين طرقا جديدة للوصول إلى المساعدة ومراقبة الأعراض وزيادة فهم جودة الصحة النفسية.
ويمكن أيضا تجميع التكنولوجيا الجديدة في تطبيق معقد للغاية للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية بحيث تستخدم في تقييم أعراض وعلاج حالات معينة. وتستخدم هذه التطبيقات المستشعرات المضمنة في الجهاز لجمع معلومات عن أنماط سلوك معينة للمستخدم.
وإذا استشعر التطبيق تغييرا في السلوك، فقد يرسل إشارة تفيد بأن هناك حاجة إلى المساعدة قبل حدوث أزمة «(التكنولوجيا والمستقبل من علاج الصحة النفسية).
وهذا على سبيل المثال متوفر عن طريق تكنولوجيا Quan-Haase لمراقبة الحالة النفسية.
ويحتوي أحد تطبيقات الجوال الذي يتعرف على سلوك الأشخاص عن طريق الاستشعار على معلومات خاصة عن الأشخاص الذين يستخدمونه.
وتتم مراقبة الأشخاص من قبل منشئ التطبيق أو الشركة. وهناك العديد من مزايا استخدام مثل هذا التطبيق، مثل الراحة والتكلفة المنخفضة والخدمة على مدار 24 ساعة.
وقد عملت شركات التكنولوجيا على تطوير تطبيقات روبوت الدردشة للذكاء الاصطناعي التي تعتمد على الأجهزة المحمولة والتي تستخدم أنواعا من العلاج النفسي مثبتة علميا، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، لتوفير التدخل المبكر لدعم الصحة النفسية.
تتمتع تطبيقات المحادثة النصية القائمة على الذكاء الاصطناعي (AI) والتي يتم تقديمها بشكل آمن وخاص عبر الأجهزة المحمولة بالقدرة على التوسع عالميا وتقديم دعم كبير ومتوفر على مدار 24 ساعة يوميا.
كشفت دراسة حديثة لتقييم البيانات في العالم الواقعي، وفي دراسة علمية نشرت في مجلة الوصول المفتوح JMIR mHealth & uHealth ، والتي استخدمت تطبيق شات بوت CHATBOT الذكي عاطفيا للهاتف المحمول، Wysa، عن تحسن متوسط في أعراض الاكتئاب ونسبة أعلى من ردود الفعل الإيجابية داخل التطبيق بين المستخدمين الأكثر تفاعلا للتطبيق مقارنة بالمستخدمين الأقل تفاعلا.
وفي 15 يونيو 2020، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على الترخيص لأول علاج عن طريق ألعاب الفيديو، وهي لعبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتسمى انديفور ار اكس EndeavorRx.
ويمكن تحميل اللعبة عن طريق وصفة طبية على جهاز محمول، وهذه اللعبة تستخدم جنبا إلى جنب مع العلاجات الأخرى. ويمارس الأطفال المصابون هذه اللعبة العلاجية لمدة 30 دقيقة في اليوم، 5 أيام في الأسبوع، على مدى خطة علاج لمدة شهر.
التكنولوجيا والعلاج السلوكي المعرفي
وأصبح تطوير تطبيقات الهاتف المحمول باستخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) مجال بحث واهتمام كبير. باستخدام فكرة تطبيقات العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، يمكن علاج حالات الصحة النفسية المصنفة ذاتيا (SRMH) في هذه التطبيقات واستخدامها كمعلومات قبل زيارة أحد المعالجين النفسيين. وتتضمن الأبحاث الحديثة التي تم إجراؤها في هذا المجال التصنيف الذاتي للصحة العقلية (SRMH) بحثا استقصائيا يتم إجراؤه بواسطة سؤال يطلب من المشاركين تقييم صحتهم النفسية أو العاطفية بشكل عام من ضعيف إلى ممتاز. وقد أظهر البحث مع SRMH أن 62% من الأشخاص الذين يعانون من مشكلة نفسية أنهم صنفوا أنفسهم على أنهم يتمتعون بصحة نفسية جيدة. المشاركون الذين صنفوا صحتهم النفسية على أنها جيدة بالمقارنة مع أولئك الذين يعانون من ضعف في الصحة النفسية، لديهم احتمالات أقل بنسبة 30% للإصابة بمشكلة نفسية فيما بعد أثناء المتابعة العلاجية.
بينما حققت الدراسات الإكلينيكية للعلاج عن بعد، وعبر الإنترنت، وروبوتات الدردشة الكثير من التقدم، هناك عوامل أخرى ذات تأثير مهم للمرضى، مثل الاستمتاع بجلسات العلاج والتواصل الاجتماعي، وهي مهمة لتقييم جلسات العلاج. وقد أفاد بحث نشر في عام 2019 عن دراسة مقارنة لجلسات العلاج بعد تفاعل 10 مشاركين مع معالجين نفسيين بشريين مقابل روبوت محادثة (تمت محاكاته باستخدام بروتوكول محاكاة فيلم الكوميديا «ساحر اوز» Wizard of Oz)، ووجد أنه عند المقارنة مع معالج بشري، يجد المشاركون أن العلاج المتوفر عن طريق الشات بوت قدم علاجا أقل فائدة وأقل متعة، وأقل سلاسة في محادثاتهم وهو أحد العناصر الرئيسة لجلسة علاج إيجابية.
وقدمت وما زالت تقدم التكنولوجيا الحديثة الكثير من الخدمات الطبية والنفسية المهمة التي تفيد البشر وتساهم في انخفاض تكلفة العلاج ولكنها لم تستطع إلى الآن أن تتجاوز العنصر البشري تماما في هذا المجال، فهي في النهاية أداة تحتاج إلى التوجيه والإشراف البشري في كثير من الحالات لكي تعمل بشكل مرض، وهناك مجال كبير لتطوير وتحسين عمل ومجال خدمات هذه التكنولوجيا.
AlmaiAhmad@
