إعلاميون : نجاح المنصة مرهون بالبيئة المناسبة

فيما يرى إعلاميون وخبراء إعلام أن المنصة الخاصة لبث القنوات الفضائية في المملكة ستكون - وإن جاءت متأخرة- إضافة في صناعة الإعلام العربي، يرى آخرون أن تنفيذها يحتاج إلى بنية تحتية ضخمة

فيما يرى إعلاميون وخبراء إعلام أن المنصة الخاصة لبث القنوات الفضائية في المملكة ستكون - وإن جاءت متأخرة- إضافة في صناعة الإعلام العربي، يرى آخرون أن تنفيذها يحتاج إلى بنية تحتية ضخمة

السبت - 01 مارس 2014

Sat - 01 Mar 2014



فيما يرى إعلاميون وخبراء إعلام أن المنصة الخاصة لبث القنوات الفضائية في المملكة ستكون - وإن جاءت متأخرة- إضافة في صناعة الإعلام العربي، يرى آخرون أن تنفيذها يحتاج إلى بنية تحتية ضخمة.

وستطرح قريبا، بحسب حديث رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الدكتور رياض نجم، منافسة للحصول على رخصة إنشائها وتشغيلها، ويتوقع انطلاقها مطلع 2015 ويكون مقرها الرياض.

وينتظر من المنصة، التي تعتبر الأولى بالمملكة، أن توفر على القنوات السعودية معاناة خطوط الربط والتوصيل، واستئجار مكاتب في المدن الإعلامية في الخارج، لتكون صناعة إعلامية داخل المملكة.

ثمة تساؤلات تساور عددا من الخبراء في مجال الإعلام المرئي يأتي في مقدمتها: لماذا لا تكون هناك مدينة إنتاج إعلامي بالمملكة؟ وإلى أي مدى يمكن إعادة النظر في القوانين الصارمة التي تعيق جذب الفضائيات؟ أسئلة تم توجيهها لبعض ملاك القنوات الفضائية وخبراء الإعلام لمعرفة تأثير المنصة، حال تدشينها، على صناعة الإعلام في العالم العربي، وتوفيرها وظائف للشباب.

بداية يقول الإعلامي والكاتب السعودي عبدالله حمزة إنه كان بالإمكان إيجاد مدينة إنتاج إعلامي بالمملكة، قبل مصر أو دبي، بل وأول مدينة في الوطن العربي، كيف لا وهي تضم البقاع الطاهرة وتمتلك المقومات البشرية والمادية لتحقيق ذلك، ويقتصر إنتاجها على ما يتماشى مع قوانين المملكة وأعرافها، وتجنب الإنتاج الترفيهي «المنفلت»، بحسب وصفه، مضيفا أن من شأنها تحقيق الريادة، والاستحواذ على حصة من هذا الجانب الإعلامي المهم، وبناء قاعدة من العناصر الوطنية المتخصصة في هذا المجال.

وعما إذا كانت هناك قوانين صارمة قد تعيق جذب الفضائيات، يقول حمزة: «قد يكون التأثير سلبا على بعض المنصات العربية التي قد تفقد زبائن ضخوا لسنوات مليارات في صناعاتها الإعلامية.

ولم يستبعد حمزة أن تتخذ الفضائيات المملوكة لسعوديين وعرب المنصة لإنتاجها وبثها لو ثبتت دعاماتها وأحسنت إدارتها».

ويطرح المخرج السعودي مجدي وعدو وجهة نظر مختلفة، حيث يرى أن وزارة الثقافة والإعلام، تحتاج إلى رؤية مستقبلية لصناعة الإعلام، ويعتقد أن هذه الرؤية غير متوافرة حاليا، كما أن إنشاء مدينة إنتاج إعلامي يحتاج إلى بنية تحتية ضخمة جدا، وهذا الأمر غير متوافر حاليا.

وفيما إذا كانت إشكالية الرقابة، ستمنع الفضائيات من الدخول في مغامرة البث من داخل أراضي المملكة، يرى وعدو ضرورة التفريق بين الرقابة على الصحف، والرقابة على الفضائيات، فالأخيرة تكاد تكون معدومة، خاصة بالنسبة للقنوات الإخبارية التي تقدم أخبارا على مدار الساعة، ما يجعل أمر مراقبتها مستحيلا.

ويضيف وعدو «أما بالنسبة للبث من داخل السعودية فهناك العديد من أنواع البث، وحسب علمي لا توجد رقابة عليها، مثل بث قناة اقرأ بما فيها من البرامج الحوارية، والأمر نفسه ينطبق على برامج مجموعة إم بي سي، مثل برنامجي «الثامنة مع داود»، و»أكشن يا دوري»، وقناة روتانا خليجية وغيرها.

وذهب وعدو إلى أن السوق السعودية إن لم تكن الأهم فهي من ضمن أهم الأسواق بالنسبة للمعلنين في سوق الصناعة التلفزيونية، ورغم ذلك فإن انطلاق فضائيات من داخل هذا السوق خجول جدا، ولن يحصل على كثير من الحصة الإعلانية الفضائية، بعكس الفضائيات السعودية التي تبث من الخارج.

ويختم وعدو متسائلا: لماذا تقحم القنوات نفسها في علاقة مع هيئة المرئي والمسموع قد تفضي في المستقبل لنوع من أنواع الرقابة؟ ويرى الإعلامي، صاحب شركة المنتج للإنتاج الإعلامي، وائل محمود رفيق، في الإعلان عن إطلاق المنصة تشجيعا على إنشاء عدد من القنوات السعودية الخاصة، ومن المهم جدا توفير البنية التحتية والتقنية لها، في ظل تخوف كثير من المراقبين بعدم نجاح تجربة هذا المشروع، وعزوف بعض القنوات التي تبث حاليا من خارج المملكة عن الاستفادة من هذه المنصة، نظرا للمميزات والحوافز التي تحظى بها من تلك البلدان، على الرغم من أن إنشاء هذه المنصة سيوفر كثيرا من الفرص الوظيفية، وسيضع المملكة في مصاف أحد أهم دول العالم على الخارطة الإعلامية العالمية.



عبدالله حمزة

بداية التسعينات الميلادية، واجهت القوانين الصارمة زحف الأطباق اللاقطة، ومع ذلك انهارت أمام اتساع القبول بها، ولذلك وجب على المشرعين وواضعي القوانين إدراك حقيقة أننا البلد الأول عربيا إنفاقا على البث والإنتاج والإعلان، ووجوب أن يكون بلدنا موطنا ومنتجا لهذه الصناعة المهمة، وأن يأخذ حصته المستحقة، وأتوقع أن تكون هذه المنصة إضافة للمملكة -وإن جاءت متأخرة- في صناعة الإعلام العربي إنتاجا ومضمونا.

 



وائل رفيق



بالنظر إلى مستوى الحرية الإعلامية، التي يعيشها الشارع الإعلامي السعودي، أستبعد إطلاق المنصة قريبا، إضافة إلى أن هناك تخوفا من فرض هيئة الإعلام ضوابط شرعية وإعلامية، تؤدي إلى إغلاق كثير من القنوات في حال عدم الامتثال لرأيها، خصوصا في ظل إيقافها في الآونة الأخيرة عددا من البرامج التي تبث من الداخل لقنوات خاصة خارجية، فما بالك وهي تحت جناحهم؟