مختصون: خصومات المدارس الأهلية أصبحت مستحقة بعد تحول كامل العام إلى «أونلاين»

مستثمرون يردون: تكاليفنا لا تسمح بأي تخفيض
مستثمرون يردون: تكاليفنا لا تسمح بأي تخفيض

السبت - 27 مارس 2021

Sat - 27 Mar 2021

طالب مختصون اقتصاديون ومهتمون بشأن التعليم الأهلي، المدارس الأهلية بمنح خصومات على أقساط التعليم للطلاب والطالبات بعد تحويل كامل العام الدراسي إلى الدراسة عن بعد (أونلاين)، تبعا لما وصفوه بالانخفاض الكبير في تكاليف هذه المدارس نتيجة تحول التعليم إلى الكتروني عبر المنصات، مشيرين إلى أن بقاء الأسعار على ما هي عليه مع بقاء الطلاب في منازلهم وفقدانهم الكثير من ميزات التواصل المباشر مع المدرسة، ومنها الدروس المكثفة والمختبرات التعليمية، فيه إجحاف بحق الأهالي، مشيرين إلى أن تقديم خصومات للأهالي أمر مستحق نتيجة ولائهم للمدارس التي يدرس بها أبناؤهم.

وأوضحوا أن إقحام المدارس الأهلية لتكاليفها عند طلب خصومات مستحقة للأهالي نتيجة تقلص الامتيازات التي كان يحصل عليها الطلاب والطالبات أثناء الدراسة الحضورية أمر غير مقبول، حيث تساوى التعليم الأهلي مع الحكومي – بحسب رأيهم – بتحول الدراسة إلى المنصات الالكترونية، وبالتالي فلابد من تخفيض التكلفة على الأهالي كجزء من رد جميل (الولاء للمدرسة) على مدى سنوات.

في المقابل أكدت مصادر في اللجنة الوطنية للتدريب والتعليم الأهلي على أنه على العكس مما يعتقد الكثيرون فإن المدارس الأهلية في غالبها تعاني من تسرب نحو 45% من الطلبة والطالبات إلى المدارس الحكومية، وتسرب 90% من الأطفال في رياض الأطفال الخاصة، بسبب تداعيات جائحة كورونا وتوقف عمل الكثير من المدارس لعدم مقدرتها على تحمل التكاليف نتيجة نقص الإيرادات ومحدودية الدعم.

لم ينعكس على الأهالي

وقال المستشار القانوني الدكتور أحمد العوذلي «إن تحول التعليم إلى الكتروني عن بعد يوفر الكثير من المبالغ على المدارس الأهلية، خاصة فيما يتعلق بتكاليف إعداد الفصول الدراسية والمختبرات، لدرجة أن بعض المدارس باعت جزءا من أجهزة الكمبيوتر واللابتوب المستخدمة بعد ارتفاع أسعارها نتيجة تحول التعليم إلى المنصات فيما لم ينعكس الانخفاض في تكاليف المدارس على الأهالي الذين لازالوا يدفعون نفس المبالغ، والمفروض أن هذه المدارس تتعاون مع الأهالي في تخفيض الأسعار تبعا لذلك، كجزء من رد الاعتبار لولاء الأهالي لهذه المدارس على مدى سنوات.

أين تعويض الطالب؟

وذكر المحلل الاقتصادي محمد القحطاني أن تحول التعليم إلى (أونلاين) حرم بالتأكيد طالب المدرسة الأهلية من الكثير من الميزات مدفوعة الثمن والتي كان يستفيد منها بوجوده بالمدرسة ومنها المختبرات التعليمية والدروس المكثفة، متسائلا عن الفرق بين المدرسة الأهلية والعامة في ظل التعليم الموحد والمناهج الواحدة تقريبا.

تكاليفنا لم تنخفض

ورد عضو لجنة التعليم الأهلي الدكتور عدنان الشخص على المطالبين بتخفيض أسعار مدارس التعليم الأهلي، بأن القائمين على هذه المدارس لا زالوا يتكلفون نفس التكاليف سواء من حيث دفع رواتب أعضاء هيئة التدريس والموظفين والعمال بشكل كامل، ولم يتلقوا دعم من ساند كما دعم غيرهم في القطاعات الأخرى خلال أزمة كورونا، بل دفعوا رواتب العمالة لأشهر عديدة دون عمل، والمفروض أن الأهالي وفي إطار دعم المدارس أن يبقوا أبناءهم فيها، مشيرا في هذا الإطار إلى انسحاب أعداد من الطلبة من المدارس الأهلية بسبب الدراسة عن بعد.

مدارس أفلست

وأفاد الشخص بأن الكثير من المدارس إما أفلست وعرضت مبانيها للبيع أو أنها في الطريق إلى ذلك، إن لم تجد الدعم، حيث تعمل بعض المدارس بنصف طلابها في العام الماضي أو أقل، ما أثر على إيراداتها، مشيرا إلى أن نقص الإيرادات تمثل مشكلة كبرى خاصة لدى المدارس التي تعمل في مبان مستأجرة توافق مواصفات وزارة التعليم وبمبالغ كبيرة، مشيرا إلى أنه عرض عليه شخصيا شراء مدرستين على الأقل.

ومن حيث التكاليف الإضافية التي تقوم بها المدارس لتعويض الطلاب والطالبات عن التعليم الحضوري، ذكر أن بعض المدارس وضعت منصة كلاشيرا متطورة التي تستخدم في برنامج (موهبة) لإشعار الطالب بأنه في مدرسته وهي ليست موجودة في المدارس العامة.

لم نتلق أي دعم

بدوره أوضح المستثمر في المدارس الأهلية حمود البقمي أن تكاليف المدارس زادت ولم تنقص كما يعتقد البعض، حيث بتنا ندفع رواتب السعوديين بشكل كامل بعد أن كنا نتلقى دعما للتوطين من وزارة التعليم، كما أن تكاليف العمالة ارتفعت والكل يعلم ذلك، وبخلاف دعم الكثير من القطاعات، لم تتلق المدارس دعما يذكر على أساس نفس الفكرة التي يعتقدها الكثيرون، في أن المدارس انخفضت تكاليفها بتحول التعليم إلى المنصات الالكترونية، وهو الذي ثبت بالدليل أنه غير صحيح، حيث عرضت الكثير من المدارس الأهلية للبيع نتيجة عدم مقدرتها على الاستمرار في دفع الرواتب، أو تسرب طلابها إلى التعليم العام بعد جائحة كورونا.

لا ذنب للأهالي

وأفاد الاقتصادي المهتم بالشأن التعليمي إبراهيم المعتوق بأن شكوى المدارس الأهلية من نقص الإيرادات أو زيادة التكاليف، وأنها السبب في عدم إعطاء خصومات بعد تحول التعليم إلى الكتروني (عن بعد) ليس مسؤولا عنه الأهالي الذين يستحقون من المدارس تخفيض جزء من تكاليف التعليم، على الأقل في مقابل الولاء، وهو مبدأ تعمل به مثلا شركات التأمين التي تعطي خصومات خاصة لمن يستمر في التأمين معها سنة بعد أخرى لتصل الخصومات إلى حدود تقارب 50%، ونحن نطلب من المدارس أن تفعل أقل من ذلك كبادرة حسن نية تجاه الأهالي.

يمكنك نقل ابنك

ويرى المستشار القانوني مشعل الشريف أن المدارس الأهلية تعتبر مشاريع خاصة ربحية، وبالتالي فلا يمكن أن نطلب منها أكثر مما هو مطلوب، وبإمكان أي ولي أمر يرى أن تكاليف دراسة ابنه أو ابنته مرتفعة الثمن تحويلها إلى مدرسة أخرى سواء أهلية أو عامة.