«الطاقة الذرية» لإيران: الاتفاق النووي مات

برلمان طهران يواصل التحدي ويعلن: لا تفاوض حول الصواريخ والنووي
برلمان طهران يواصل التحدي ويعلن: لا تفاوض حول الصواريخ والنووي

الأربعاء - 24 مارس 2021

Wed - 24 Mar 2021

جددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس تحذير إيران من أن مستقبل الاتفاق النووي بات على المحك، وألمحت إلى أن الاتفاق الذي تم إبرامه قبل 5 سنوات بات في حكم (الميت) بعد الانتهاكات الجسيمة التي قام بها نظام الملالي.

ودعا المدير العام للوكالة رافاييل جروسي إيران للكشف عن النتائج الأخيرة لليورانيوم غير المعلن عنه من أجل تسهيل فرص إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضاف في مقابلة مع مجلة نيوزويك الأمريكية أن «المناقشات التفصيلية والفنية» ضرورية للتأكد من مواقع وجود اليورانيوم غير المعلن عنها، مشددا على أن تلك المسألة «مرتبطة تماما» بمستقبل الصفقة.

وكرر موقفه السابق، من أن هناك عددا من النقاط التي «لا تزال غير واضحة» فيما يتعلق ببقايا وآثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في بعض المواقع من قبل مفتشي الوكالة سابقا، والتي لم تعلن عنها طهران في الماضي.

الاتفاق مات

وأعرب جروسي، عن اعتقاده بأن الاتفاق القديم مات، وأن الطريقة الوحيدة للمضي قدما هي في اتفاق جديد، بحسب ما نقلت عنه صحيفة الباييس، وأكد أن الوكالة «لا تقبل استخدام إيران لقضية تفتيش المنشآت النووية كورقة ضغط». وشدد على أن السلطات الإيرانية تجاوزت النسب المسموح بها لتخصيب اليورانيوم.

وقال «نحتاج إلى معرفة نوع الأنشطة التي كانت تجري هناك بالضبط، وما إذا كانت هناك مواد، وأين توجد تلك المواد الآن؟» في إشارة إلى آثار اليورانيوم التي وجدت في بعض المواقع الإيرانية التي لم تكن معلومة من قبل الوكالة الدولية، بحسب ما أعلنت الأخيرة أخيرا.

يذكر أن تقرير لوكالة رويترز كان قد كشف الشهر الماضي أن وكالة الطاقة الذرية عثرت على جزيئات يورانيوم في موقعين إيرانيين فتشتهما في أغسطس وسبتمبر الماضيين (2020)، بعد أشهر من المماطلة من قبل طهران.

إخفاء إيراني

وكشفت تقارير تلقاها مسؤولو مخابرات غربية، بحسب ما نقلت صحيفة الجارديان قبل أيام، أن السلطات الإيرانية أخفت عن مفتشي الأمم المتحدة، معدات للضخ، وقطع غيار لأجهزة الطرد المركزي، وآلات تستخدم لتخصيب اليورانيوم، وتصنيع الأسلحة.

وتشمل المعدات وفق ما نشرت صحيفة تلغراف التي يجري إخفاؤها عن مفتشي الأمم المتحدة: معدات للضخ، وقطع غيار لأجهزة الطرد المركزي، وآلات تستخدم لتخصيب اليورانيوم، وتصنيع الأسلحة.

ولا شك أن هذه المعلومات تعقد أي جهود لإحياء محادثات جديدة حول الاتفاق النووي، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، الموقعة بين إيران والقوى العالمية عام 2015.

تصريحات مدمرة

وفيما واصلت إيران انتهاكاتها الجسيمة للاتفاقية، رد كاظم غريب أبادي، السفير والمندوب الدائم للجمهورية الإيرانية لدى المنظمات الدولية في فيينا، على التصريحات الأخيرة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، ووصفها بـ»غير البناءة والمدمرة».

وقال إن هذه التصريحات المتتالية «تشوه مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى إيران والإيرانيين وتسد الطريق أمام نجاح أي من المبادرات اللاحقة للمدير العام التي تقوم على أساس مبدأ التفاعل والنوايا الحسنة».

وتأتي كلمات السفير بينما يخرج المسؤولون في طهران كل يوم للتباهي بالخطوات الجديدة التي قطعوها في تخصيب اليورانيوم وانتهاك الاتفاقية النووية.

لا تفاوض

وأعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مجتبى ذوالنور، أن بلاده لا تريد التفاوض حول البرنامج الصاروخي والسياسة الإقليمية الإيرانية، وبالتالي لا تريد التفاوض حول الاتفاق النووي بل يجب على الأطراف الأخرى الوفاء بالتزاماتها، وأكد أن «الصواريخ والقضايا الإقليمية لا علاقة لها بالاتفاق النووي ولن تضاف إليه في أي مفاوضات»

وأشار ذوالنور في مقابلة مع وكالة تسنيم للأنباء، إلى تصريحات المرشد الأعلى الأخيرة حول الاتفاق النووي وتشديده على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على بلاده.

وأضاف «حتى الآن، وبعد 5 سنوات من الاتفاق، أوفت إيران بجميع التزاماتها، لكن الدول الغربية لم تعط إيران نصيبها من الاتفاق النووي وهو رفع العقوبات، لا بل زادت العقوبات».

ورأى النائب الإيراني الذي ينتمي إلى التيار المتشدد ولعب دورا مؤثرا في تمرير قانون بشأن رفع تخصيب اليورانيوم وتخلي الحكومة عن التزاماتها، حتى إلغاء العقوبات، أن «الغربيين لم يؤدوا واجبهم، لكن حكومتنا وثقت خطأ بهم وبالأمريكيين واتخذت طريقا ملتويا»، في إشارة إلى احتمال العودة للتفاوض.

العودة المستحيلة

وتابع ذوالنور «نحن لا نثق بالغرب»، مضيفا «في حالة وفاء الأطراف الغربية بالتزاماتها، فإن الحكومة سترفع تقريرا إلى البرلمان، وقد يسمح للحكومة بإعادة العمل بالالتزامات المعلقة».

وفي النهاية أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية للبرلمان الإيراني أن بلاده لن تقبل بإضافة أي شيء إلى الاتفاق النووي.

وتأتي تلك التصريحات بعد أن كرر مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضرورة التفاوض مع إيران حول مختلف القضايا من جديد ومنها الملف الصاروخي الإيراني والسياسة الإقليمية الإيرانية.

في المقابل، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن انتهاكات إيران جعلت العودة السريعة للاتفاق السابق مستحيلة.