إيران تبدأ عامها الفارسي بمغامرة وبلطجة

رانجيبور: خامنئي ذرع بذور سقوط بلاده بيده ودفعها لمزيد من الانهيار
رانجيبور: خامنئي ذرع بذور سقوط بلاده بيده ودفعها لمزيد من الانهيار

الثلاثاء - 23 مارس 2021

Tue - 23 Mar 2021

«مغامرة وبلطجة» عنوان عريض للنظام الإيراني عززه بشكل كبير مع بداية العام الفارسي الجديد الذي انطلق قبل أيام، وبالتحديد يوم 21 مارس الجاري، بعدما أغلقت جميع نوافذ الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية على الشعب.

أكد الكاتب السياسي في موقع (إيران واير) علي رانجيبور أن المرشد الأعلى علي خامنئي زرع بذور سقوط بلاده، وأن طهران دخلت العام الفارسي وهي تعاني مزيدا من الفقر بينما فقد شعبها الأمل في مستقبل أفضل.

وقال «إن القرن الفارسي الجديد يصادف مرور 15 عاما على استراتيجية المرشد الأعلى التي تمتد 20 عاما، لتجعل إيران نموذجا يحتذى به في المنطقة والعالم؛ لكن الحقائق لا تمثل الواقع، فقبل عشرين عاما، لم يكن الإيرانيون يتصورون أن حالة البلاد ستكون حرجة إلى هذا الحد، كان الإيرانيون يأملون في مستقبل مستقر ومستدام، يتغلب فيه المجتمع تدريجيا على العقبات السياسية».. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

خط الفقر

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 70% من السكان، عرضة لخطر الفقر الشديد وسوء التغذية، وفرضت أثقل وأطول فترة ركود اقتصادي على البلاد، بينما انخفض دخل الفرد الإيراني بمقدار الخمس في 10 سنوات، وفي العام الماضي وحده، غادر أكثر من 1.5 مليون شخص سوق العمل بسبب الركود، وفيروس كورونا.

وتعتبر إيران واحدة من بين دولتين أو ثلاث دول في العالم، تعاني من أسوأ معدلات الركود والتضخم في نفس الوقت، وتعاني العملة الوطنية من انخفاض قيمتها بشكل كبير، كما انخفضت القوة الشرائية للإيرانيين بشكل ملحوظ مقارنة مع شعوب الدول الأخرى.

وفي الوقت نفسه، لم يسبق أن انخفضت القيمة الحقيقية للأجور حتى مقارنة مع فترة ما بعد الثورة مباشرة، والحرب الإيرانية العراقية، كما انخفضت مستويات معيشة موظفي الحكومة، وتنتشر بشكل دوري أنباء احتجاج المتقاعدين على الأحوال المعيشية، في وكالات الأنباء الرسمية.

زيادة العنف

وتظهر الإحصاءات الرسمية زيادة العنف، إذ تتزايد جرائم القتل، والانتحار، والوفيات المشبوهة، والسرقة، والإدمان، ووفقا للرؤية يجب أن تكون حالة الصحة والرفاهية مستدامة الآن. لكن إيران ابتليت بشدة بجائحة كورونا، وأصبحت واحدة من البلدان التي تعرف أعلى معدلات الإصابة والوفيات في العالم، منذ اكتشاف أول الإصابات، التي لم يبلغ عنها، في يناير 2020. وتستمر الدولة في الحديث عن نظريات المؤامرة حول الوباء، بينما لم تبدأ بعد محاولة جادة لتطعيم السكان.

وختم رانجيبور قائلا «إن المسافة بين الواقع وما تحدد في رؤية العشرين عاما كبيرة جدا. ففي السنوات الخمس المتبقية، سيكون من المستحيل اجتياز هذه المسافة بين عالمين متعارضين، أحدهما على أرض الواقع، والآخر وهم. فالواقع الإيراني، هو مجتمع محاصر في الثقب الأسود للجمهورية الإسلامية وأوهام قادته».

حافة الانهيار

ويؤكد أن أزمات إيران زادت حدة، حيث ظهرت علامات الاضطراب في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بتعيين الرئيس محمود أحمدي نجاد، فاتجهت السياسة الخارجية والداخلية للبلاد على غير رغبة المرشد، مغامرة وبلطجة.

وأضاف «نصت رؤية خامنئي، التي أعلنها أول مرة في 3 نوفمبر، على أنه في غضون عشرين عاما، ستكون إيران دولة متقدمة تحتل المركز الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي الرائد في المنطقة، وذات هوية إسلامية وثورية، وستكون مصدر إلهام للعالم الإسلامي، مع تفاعل بناء وفعال في العلاقات الدولية». وأضافت الرؤية «إن المجتمع الإيراني سيكون مجتمعا متطورا قائما على المبادئ والقيم الإسلامية والوطنية، والثورية، مع التركيز على الديمقراطية الدينية، والاجتماعية، والحريات المشروعة، والحفاظ على كرامة الإنسان، وحقوقه والتمتع بالأمن الاجتماعي والقضائي، والتمتع بالصحة والرفاهية والأمن الغذائي»، لكن العكس هو الذي يسود، أصبح المجتمع الإيراني على حافة الانهيار الكامل، ووصل معدل الفقر إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.

أزمة توظيف

ويقول رانجيبور «يوما بعد يوم، أصبحت أزمة التوظيف في إيران أكثر خطورة، وفي رؤية خامنئي، كان من المفترض أن تحقق إيران التوظيف الكامل بحلول أوائل القرن الخامس عشر، بالتقويم الفارسي، لكن إيران لم تقترب حتى من ذلك، بل في الواقع زاد الوضع سوءا. فارتفعت أسعار العقارات لدرجة أن متوسط فترة الانتظار لشراء منزل أصبح الآن أكثر من قرن، وأصبح من المستحيل على الطبقات المتوسطة استئجار منزل في وسط المدينة، أو حتى في الأحياء ذات الدخل المنخفض، وأدى هذا الوضع إلى تصاعد التهميش في إيران ما كان له عواقب اجتماعية وخيمة».

ويضيف «في مخيلة المرشد الأعلى، كان من المفترض أن يتمتع الإيرانيون بالعدالة الاجتماعية، والحريات المشروعة، والحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه، والأمن الاجتماعي والقضائي، وهو ما لا يتمتعون به. وبدل ذلك، يسعى الجهاز القضائي والأمني إلى قمع الحريات الشخصية، والاجتماعية المشروعة، بينما يفتقر الشعب للأمن والاستقرار».

إحصاءات الفقر في إيران

1.5 مليون شخص خرجوا من سوق العمل خلال عام

40 % تحت خط الفقر

70 % من السكان عرضة للفقر الشديد

20 % نسبة الانخفاض في دخل الفرد