أول موسوعة للأدب الشفهي لمنطقة جغرافية.. كبار «الباحة» يحررون ذاكرتهم الشعبية لدارة الملك عبدالعزيز
82 لقاء على مدى أربع سنوات قامت بها «الثقافة والفنون»
غطت الموسوعة فترة ما قبل اكتشاف النفط بكل وثائقها الاجتماعية
82 لقاء على مدى أربع سنوات قامت بها «الثقافة والفنون»
غطت الموسوعة فترة ما قبل اكتشاف النفط بكل وثائقها الاجتماعية
الأربعاء - 17 مارس 2021
Wed - 17 Mar 2021
أضافت دارة الملك عبدالعزيز، صاحبة التجربة العريضة في إنشاء الموسوعات العلمية، موسوعة جديدة إلى قائمة إصداراتها، وهذه المرة شفهية تتعلق بالتراث والطب الشعبي، وذلك بتدشينها أخيرا موسوعة عن «الأدب الشفهي والطب الشعبي في منطقة الباحة»، وسط احتفاء رسمي وعلمي بظهور هذا الإصدار في ثلاثة أجزاء، والذي سيحفظ جزءا من تاريخ المنطقة وتراثها وفلكلورها، وأعلام المنطقة، والأمثال والحكم المستعملة بين الناس، والأشعار، والقصص الشعبية المتوارثة وبدايات مهنة الطب قبل اكتشاف البترول وما سبق هذه المرحلة من الطب الشعبي ونباتاته المستخدمة وطرق المعالجة للأمراض آنذاك.
واعتمدت الموسوعة في مادتها على إجراء المقابلات النوعية، وتحرير الذاكرة الشعبية لأبناء المنطقة وبناتها من الرواة، وكبار السن، وشاهدي العيان، والمهتمين، وحفاظ التراث وهواته من أصحاب المتاحف وغيرهم، مما جعلها أول موسوعة خاصة لمنطقة من مناطق المملكة.
المسح الميداني
ويعد الإصدار تعاونا بناء بين الدارة وجمعية الثقافة والفنون بالباحة التي عملت على تسجيل مادة الكتاب ميدانيا، ونسقت وأجرت المقابلات في مدن وقرى ومراكز المنطقة (الباحة، المندق، بلجرشي، العقيق، قلوة، القرى، الحجرة، المخواة) على مدى أربع سنوات من العمل الجاد والمضني، وفرغتها في مواد تحريرية، ومقاطع الكترونية.
ويذكر مدير المشروع الدكتور علي بن خميس البيضاني ضمن تقدیمه للكتاب «انطلق المشروع بإعداد استديو متكامل وتجهيزه، وبدأ المسح الميداني وتوزيع القطاعات، وتحول مقر جمعية الثقافة والفنون إلى خلية نحل، ومضت أربعة أعوام، وإذا نحن أمام مشروع عملاق يضاهي مشاريع مؤسسات كبرى، وإذا بين أيدينا سفر تراث من طبعوا بصمتهم الإيجابية على قمم جبال منطقة الباحة وسفوحها وسهولها ووديانها».
من جانبها عمدت دارة الملك عبدالعزيز بدورها إلى مراجعة الكتاب وتحكيمه، وطبعه، ونشره، وقالت في مسوغات ضم الموسوعة ضمن مصادر التاريخ الوطني لديها «هذا العمل التوثيقي يعكس اهتمام أبناء الوطن بحفظ تراث المناطق والمحافظات، ويعبر أيما تعبير عن المسؤولية التاريخية للمثقف والباحث خاصة والمؤسسة الثقافية عامة تجاه المجتمع وتراثه بتوثيقه قبل الاندثار والنسيان، وسیخدم حركة البحث العلمي حول التراث السعودي عامة والمنطقة الجنوبية خاصة.
توثيق اللهجة المحكية
الكتاب ضم مقابلات مع 82 ضيفا وضيفة من الجنسين، منهم 21 ممن عملوا في العلاج الشعبي، بينهم (أربع طبيبات شعبيات)، واعتمد المنهج العلمي في إجراء المقابلات الشفهية الموجهة، بتوثيق تاريخ التسجيل واسم الضيف كاملا وعمره، واسم المذيع، وملخص لنتائج المقابلة، وتحرير التسجيلات كما وردت من الضيوف، مما يعد توثيقا للهجة المحكية في الباحة، أحد محاضن التنوع التراثي.
وتطرقت الموسوعة القابلة للزيادة إلى مجالات عدة ضمن الحياة الاجتماعية في المنطقة، كما وثقت اللهجة العامية المحكية لدى سكانها، من ذلك ما قاله عايض بن محمد الغامدي بلهجته الدارجة حين حديثه عن أنواع البنادق «الأسلحة القديمة منوعة، منها المقمع لها أكثر من ميتين سنة، والمسورق بين المخومس والمرويع من أنواع المقمع، هي من أطيب الأنواع، ولها أكثر من الميتين سنة، وهي والمقاتيل أول ما ورد، هُم بعدها المقتل، هُم الهندية، هٌم الصمع، هُم البندق ذا جاء في الوقت الحاضر، والمقمع استخدمته ورميت به، واستخدموه عرب قبلي وبعدي».
مسميات شعبية
وفي لقاء آخر تقول الطبيبة الشعبية صالحة الهجهاجي الغامدي عن مرض الشوكة لدى الأطفال «معروف عندنا باسم الشوكية، وفيه ناس يسمونها أم زوير، وأهل نجد يسمونها أم صفيط، أما أعراضها تطريش (استفراغ)، وإنها ما تخلي الواحد يأكل كان تسبير (كبير) أو كان صغير، تجي حتى في الكبار لحد 13 سنة، ولا تخلي الواحد يأكل، يكره الأكل، والطفل ما يرضع، وبعضهم متوالدة تجئ من يوم يطلع من بطن أمه، وهذي لها كيتين، وفيه ناس بكوي لاحد سبع، أكوي على نفس العروق أقصها عليها (أتعقب أثرها) وأكويها، وهي تجي في الصدر».
وعن العيد يقول العم صالح بن عبدالله آل عيضة الغامدي «كان أول بشبون (يوقدون النار) في بيضان، ويشوفونها أهل عراء، وأهل عراء مرتفعين، ویشبون زیهم (مثلهم)، ويشوفونها أهل بني كبير، وبلجرشي، وكل ناس يسوون (يفعلون) زيهم ويكون العيد معلوم لديهم بهذه الطريقة».
وعددت الموسوعة القابلة للزيادة في المستقبل أكثر من ثلاثين اسما لنباتات موجودة في المنطقة ومسمياتها الشعبية وأوصافها الشكلية ومميزات استخداماتها في الطب والزينة.
واعتمدت الموسوعة في مادتها على إجراء المقابلات النوعية، وتحرير الذاكرة الشعبية لأبناء المنطقة وبناتها من الرواة، وكبار السن، وشاهدي العيان، والمهتمين، وحفاظ التراث وهواته من أصحاب المتاحف وغيرهم، مما جعلها أول موسوعة خاصة لمنطقة من مناطق المملكة.
المسح الميداني
ويعد الإصدار تعاونا بناء بين الدارة وجمعية الثقافة والفنون بالباحة التي عملت على تسجيل مادة الكتاب ميدانيا، ونسقت وأجرت المقابلات في مدن وقرى ومراكز المنطقة (الباحة، المندق، بلجرشي، العقيق، قلوة، القرى، الحجرة، المخواة) على مدى أربع سنوات من العمل الجاد والمضني، وفرغتها في مواد تحريرية، ومقاطع الكترونية.
ويذكر مدير المشروع الدكتور علي بن خميس البيضاني ضمن تقدیمه للكتاب «انطلق المشروع بإعداد استديو متكامل وتجهيزه، وبدأ المسح الميداني وتوزيع القطاعات، وتحول مقر جمعية الثقافة والفنون إلى خلية نحل، ومضت أربعة أعوام، وإذا نحن أمام مشروع عملاق يضاهي مشاريع مؤسسات كبرى، وإذا بين أيدينا سفر تراث من طبعوا بصمتهم الإيجابية على قمم جبال منطقة الباحة وسفوحها وسهولها ووديانها».
من جانبها عمدت دارة الملك عبدالعزيز بدورها إلى مراجعة الكتاب وتحكيمه، وطبعه، ونشره، وقالت في مسوغات ضم الموسوعة ضمن مصادر التاريخ الوطني لديها «هذا العمل التوثيقي يعكس اهتمام أبناء الوطن بحفظ تراث المناطق والمحافظات، ويعبر أيما تعبير عن المسؤولية التاريخية للمثقف والباحث خاصة والمؤسسة الثقافية عامة تجاه المجتمع وتراثه بتوثيقه قبل الاندثار والنسيان، وسیخدم حركة البحث العلمي حول التراث السعودي عامة والمنطقة الجنوبية خاصة.
توثيق اللهجة المحكية
الكتاب ضم مقابلات مع 82 ضيفا وضيفة من الجنسين، منهم 21 ممن عملوا في العلاج الشعبي، بينهم (أربع طبيبات شعبيات)، واعتمد المنهج العلمي في إجراء المقابلات الشفهية الموجهة، بتوثيق تاريخ التسجيل واسم الضيف كاملا وعمره، واسم المذيع، وملخص لنتائج المقابلة، وتحرير التسجيلات كما وردت من الضيوف، مما يعد توثيقا للهجة المحكية في الباحة، أحد محاضن التنوع التراثي.
وتطرقت الموسوعة القابلة للزيادة إلى مجالات عدة ضمن الحياة الاجتماعية في المنطقة، كما وثقت اللهجة العامية المحكية لدى سكانها، من ذلك ما قاله عايض بن محمد الغامدي بلهجته الدارجة حين حديثه عن أنواع البنادق «الأسلحة القديمة منوعة، منها المقمع لها أكثر من ميتين سنة، والمسورق بين المخومس والمرويع من أنواع المقمع، هي من أطيب الأنواع، ولها أكثر من الميتين سنة، وهي والمقاتيل أول ما ورد، هُم بعدها المقتل، هُم الهندية، هٌم الصمع، هُم البندق ذا جاء في الوقت الحاضر، والمقمع استخدمته ورميت به، واستخدموه عرب قبلي وبعدي».
مسميات شعبية
وفي لقاء آخر تقول الطبيبة الشعبية صالحة الهجهاجي الغامدي عن مرض الشوكة لدى الأطفال «معروف عندنا باسم الشوكية، وفيه ناس يسمونها أم زوير، وأهل نجد يسمونها أم صفيط، أما أعراضها تطريش (استفراغ)، وإنها ما تخلي الواحد يأكل كان تسبير (كبير) أو كان صغير، تجي حتى في الكبار لحد 13 سنة، ولا تخلي الواحد يأكل، يكره الأكل، والطفل ما يرضع، وبعضهم متوالدة تجئ من يوم يطلع من بطن أمه، وهذي لها كيتين، وفيه ناس بكوي لاحد سبع، أكوي على نفس العروق أقصها عليها (أتعقب أثرها) وأكويها، وهي تجي في الصدر».
وعن العيد يقول العم صالح بن عبدالله آل عيضة الغامدي «كان أول بشبون (يوقدون النار) في بيضان، ويشوفونها أهل عراء، وأهل عراء مرتفعين، ویشبون زیهم (مثلهم)، ويشوفونها أهل بني كبير، وبلجرشي، وكل ناس يسوون (يفعلون) زيهم ويكون العيد معلوم لديهم بهذه الطريقة».
وعددت الموسوعة القابلة للزيادة في المستقبل أكثر من ثلاثين اسما لنباتات موجودة في المنطقة ومسمياتها الشعبية وأوصافها الشكلية ومميزات استخداماتها في الطب والزينة.