إيران تنهب سوريا

فورين بوليسي: الميليشيات الشيعية تسرق وتصادر الأراضي وتفرض واقعا جديدا المرصد السوري: 500 قطعة أرض وعقار نقلت للميليشيات برعاية حزب الله
فورين بوليسي: الميليشيات الشيعية تسرق وتصادر الأراضي وتفرض واقعا جديدا المرصد السوري: 500 قطعة أرض وعقار نقلت للميليشيات برعاية حزب الله

الأربعاء - 17 مارس 2021

Wed - 17 Mar 2021








مشهد في أحد شوارع سوريا يعكس الواقع الجديد                                                    (مكة)
مشهد في أحد شوارع سوريا يعكس الواقع الجديد (مكة)
حذرت باحثة أمريكية من تمدد النفوذ الإيراني في سوريا، مؤكدة أن نظام الملالي بات يفعل كل شيء في البلد العربي دون أي مقاومة وبدعم كامل من حكومة بشار الأسد التي منحتها حق التصرف في المناطق التي تسيطر عليها.

وقالت المحللة أنشال فوهرا في تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية بعنوان «إيران تسعى لتحويل سوريا للتشيع»، «إن طهران تستخدم (الدين) من أجل الحفاظ على نفوذها، كما فعلت في الجارة لبنان من خلال ذراعها حزب الله الإرهابي».

وأكدت أنه خلال 10 سنوات منذ اندلاع الثورة السورية، استغلت طهران الحرب الأهلية وخلط الأوراق لتثبيت الوجود الإيراني إلى الأبد في سوريا، حيث جندت طهران ميليشيات من أفغانستان والعراق وباكستان، وحتى فصائل موالية لحزب الله، لمحاربة الفصائل المعارضة للنظام السوري، ودعم استمرار وجود الأسد وعائلته في الحكم.

نشر التشيع

وتقول الكاتبة في التقرير الذي نقلته قناة (الحرة) «رغم العلاقة الوثيقة بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وإيران، إلا أنه لم يسمح لطهران بتوسيع نفوذها في سوريا، كما هو الحال الآن، إذ كان يبقي على مسافة أمان لضمان استمرار التعاون والدعم، ولكن دون إشراكهم في شؤون البلاد».

وأضافت «لم يستطع بشار الحفاظ على شكل العلاقات مع إيران كما كانت سابقا، حيث أتاح لطهران التحكم في الكثير من الشؤون الداخلية للبلاد، حتى أصبحت راغبة في تغيير كل شيء في سوريا، بما في ذلك نشر التشيع، والدفع ببقية الطوائف لتصبح أقلية في البلاد.

وجندت إيران خلال العقد الماضي ميليشيات سورية تحت ذريعة حماية المزارات الشيعية، لتصبح هذه الفصائل هي الأكثر انتشار في ضواحي العاصمة دمشق، كما أنها تتحكم بعدد من النقاط الحدودية مع لبنان والعراق وحتى إسرائيل».

إغراءات العمائم

وذكر عدد من السوريين الذين تحولوا للتشيع لمجلة فورين بوليسي، أن «الأوضاع الاقتصادية جعلت من الصعوبة عليهم تجاهل الامتيازات التي يقدمها أصحاب العمائم»، وتغري إيران هؤلاء بتقديم الأموال لهم، وتقديم المنح لأبنائهم للتعليم والرعاية الصحية ورحلات مجانية للمزارات الدينية.

ووفقا للتقرير، تعيد إيران بناء الهوية الدينية في البلاد، حيث تجدد المزارات الدينية، وتبني مزارات جديدة، من أجل تغيير طبيعة البلاد، لتصبح دولة شيعية بأقلية من بقية الطوائف الإسلامية والديانات.

نهب وسرقة

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الأسبوع الماضي عن نشاط الميليشيات الموالية لإيران في نهب وسرقة ومصادرة كل ما يمكن أن يقع بين أيديها من أراض وعقارات، في مناطق الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، وتشير بيانات المرصد إلى أن أكثر من 500 قطعة أرض وعقار تم نقل ملكيتها لميليشيات موالية لإيران وبرعاية حزب الله.

وتملكت ميليشيات أفغانية وإيرانية وعراقية ولبنانية 165 قطعة أرض في منطقة الزبداني، و250 قطعة أرض في منطقة الطفيل الحدودي، و97 عقارا في منطقة بلودان، حيث تفرض هذه الجماعات سيطرتها عليها.

شراء العقارات

وأشار عبدالرحمن إلى أن الميليشيات تقوم بعمليات شراء بشكل مستمر للعقارات في المناطق التي يريدونها، وفي حال رفض البيع يتم وضع اليد والاستيلاء عليها، متسائلا عن مصادر الدعم لعمليات الشراء هذه، وخاصة أن إيران وحتى حزب الله في ضائقة مالية.

وزاد أن ما يحصل الآن في المناطق الحدودية هو تكرار لسيناريو ما يجري في غوطة دمشق وجنوبها أيضا، حيث أصبحت أشبه بمناطق أو مدن تابعة لإيران. وذكر أنه في حال رفع العقوبات عن إيران، سنجد نشاطا غير مسبوق في توطين الميليشيات الإيرانية في سوريا، مما سيجعل من عودة النازحين واللاجئين لمناطقهم حلما بعيد المنال.

واقع جديد

منذ 2015، وبموجب اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، تم على مراحل إجلاء الآلاف من سكان قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين والمحاصرتين من الفصائل الإسلامية في إدلب، مقابل خروج الآلاف من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، اللتين كانتا محاصرتين من النظام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لموقع قناة (الحرة)، «إن ما يجري في المناطق الحدودية السورية اللبنانية، يتعدى حدود تغيير الملكيات وعمليات البيع والشراء للأراضي». وأضاف أن الميليشيات المدعومة من إيران «تفرض واقعا جديدا في هذه المناطق بتغيير ديموغرافي، وتفريغ هذه المناطق من سكانها وتوطين عائلات هذه المجموعات المسلحة».

ماذا يفعل الإيرانيون في سوريا؟

  • التغيير الديموجرافي للبلد لتصبح ذات هوية شيعية كاملة.

  • سرقة ونهب الأراضي والعقارات في مناطق سيطرتهم.

  • تهجير السكان الأساسيين والحصول على بيوتهم وأراضيهم.

  • فرض واقع جديد وتوطين عائلات الميليشيات المسلحة.

  • تعزيز نفوذهم في كل مكان بدعم من بشار الأسد.