في دورينا.. المدرب بين خياري الإنجاز سريعا أو الباب

الخميس - 11 مارس 2021

Thu - 11 Mar 2021

استمرت الأندية السعودية في تسجيل ظاهرة سلبية من خلال استبدال المدربين كل موسم، وأحيانا تغيير مدربين إلى 3 مدربين للفريق في الموسم الواحد، إلا أن الآثار المرهقة ماديا للأندية تمتد من المحيط إلى الخليج، فيما تقل كثيرا في بعض الدول الأوروبية التي تحرص أنديتها ومنتخباتها على استقرار أجهزتها الفنية سنوات طويلة.

وسجلت الملاعب السعودية حالات نادرة من حيث استمرارية المدربين، رغم أن ذلك أعطى مردودا طيبا وأظهر نتائج إيجابية، كما حدث مع فريق الفتح الذي حقق إنجازا تاريخيا بخطفه لقب الدوري السعودي للمحترفين موسم 2013 نتيجة الإبقاء على مدربه التونسي فتحي الجبال 7 مواسم.

عقول معمرة

وعن ظاهرة إقالات المدربين، وقصر أعمارهم في العمل بالأندية السعودية والعربية، اكتفى وكيل الأعمال الدولي أحمد القرون بتعليق قصير قال فيه «باختصار بعض العقول في أنديتنا ما زالت معمرة»، في إشارة إلى عقم تفكير بعض إدارات الأندية.

غياب التخطيط

وأرجع المدرب الوطني علي كميخ إقالة المدربين إلى النتائج والضغط الجماهيري الذي لا يترك للإدارات فرصة للصبر على عملهم. وقال «في الخارج توجد خطط طويلة المدى، ونحن لدينا خطط خاصة فقط بالموسم تتحكم فيها النتائج، كما أن المدرب قد يرحل متى استبعد لاعبين كبارا أو نجوما لأي سبب فني أو خروج على النظام اليومي لعمله». وأضاف «الإدارات ترضخ لضغوط الجماهير والمطالبات الشرفية في إصدار قرار إقالة المدربين قبل أن يكملوا مشاريعهم».

افتقاد الصبر

قال المحاضر الآسيوي والمدرب الوطني جاسم الحربي «إن الأندية دائما ما تجعل المدربين شماعة أي إخفاق». وأردف «عدم استمرار المدربين واستقرارهم لأطول فترة ممكنة يأتي نتيجة اختلاف الثقافات الكروية في منطقتنا العربية والخليجية، كما أن مشكلتنا تكمن في رؤساء الأندية وليس في المدربين وهذا خلل كبير، فرئيس النادي يتجه إلى أضعف الحلول حين تلاحقه ضغوطات الجماهير والإعلام، والضحية هنا دائما المدرب، فأنديتنا تفتقد الصبر». ودلل الحربي على صبر نادي الفتح على مدربه الأسبق التونسي فتحي الجبال حتى نجح في قيادته إلى تحقيق بطولة دوري المحترفين لأول مرة في تاريخ النادي موسم 2013، بالرغم من قلة الإمكانات المادية التي لا تقارن مع أندية اعتادت احتكار البطولات.

عدم فهم أدوار المدربين

وعلق المدرب الوطني عبدالعزيز العودة على كثرة إقالة المدربين وعدم استمرارهم في الدوري السعودي فترات طويلة مع فرقهم بالقول «يأتي ذلك نتيجة للضغوط الجماهيرية والإعلامية على إدارات الأندية حتى أصبح الأمر ظاهرة، كما أن من بين الأسباب، عدم خلفية بعض الإدارات عن دور المدرب، علما أن دوره ليس في النتائج الوقتية الرقمية بل يمتد إلى تطور مستويات الفريق فنيا على مراحل وتحسن ذلك خلال مدة ليست بالقصيرة».

وزاد «عمل المدربين ولمساتهم تتضح على المدى الطويل، وتقييمهم لا يتم نتيجة خطأ مباراة أو هزيمة، لذلك يجب أن يكون تقييم عمل المدربين من قبل خبراء على دراية بما يفعله المدرب».

غياب الاستقرار

ويقول المدرب الوطني خالد القروني «مسيرو الأندية ينقصهم الاقتناع بالنواحي التخطيطية وأهمية الاستقرار واستمرارية المدربين، وهذا يعود لعدم استقرار إدارات الأندية في الأصل».

وتابع «إدارات الأندية لا تختار المدربين المناسبين في الفترة المناسبة، ومتى كان الاختيار خاطئا فمن الطبيعي ألا يكون هناك استمرار واستقرار للمدرب، كما أن البحث عن النتائج الوقتية يعجل ‏بإنهاء عقود المدربين خاصة إذا ما كانت هناك ضغوط جماهيرية وإعلامية».

مدربون حققوا أرقاما قياسية في الاستمرارية:

  • مدرب أوكسير الفرنسي غي رو 44 سنة

  • مدرب سلتيك الأسكتلندي ويلي مايلي 43 سنة

  • مدرب رينجرز الأسكتلندي بيل ستروث 34 سنة

  • مدرب بورتاداون الإنجليزي روني مكفال 30 سنة

  • مدرب مانشتستر يونايتد الإنجليزي اليكس قيرجسون 27 سنة

  • مدرب كيرسوز الويلزي ميكي إيفانز 26 سنة

  • مدرب كرو الإنجليزي داريو غرادي 24 سنة




آثار إقالات المدربين:


  • إرهاق ميزانيات النادي

  • تباين المستويات الفنية وفقدان الفريق شخصيته

  • تواري بعض اللاعبين عن المنافسات

  • إهدار الوقت والجهد في تأمين مدربين بدلاء


الفئات المستفيدة من قرار الإقالات:


  • الوكلاء والسماسرة.

  • اللاعبون الذين حرموا من المشاركة مع مدربين سابقين.

  • الإعلام بمختلف وسائله الإعلامية.

  • أندية أخرى تراقب المدرب وتنتظر التعاقد معه.


مدربون أطول عمرا بدوري المحترفين حاليا:


  • التونسي عبدالرزاق الشابي


تولى تدريب أبها في 14 يونيو 2018، وقاده للصعود من دوري الأولى إلى دوري المحترفين.


  • البلجيكي بيسنيك هاسي


تعاقد معه الرائد في 27 يوليو 2018 ولا يزال مستمرا.


  • البرازيلي شاموسكا بريكليس


تعاقد معه الفيصلي في 14 أكتوبر 2018 ولا يزال مستمرا.