مازن عبدالوهاب كردي

يوم المـرأة العالمي.. بدأ قبل قرن.. تخليدا للكفاح النسوي

الخميس - 11 مارس 2021

Thu - 11 Mar 2021

يحتفل العالم سـنويا باليوم العالمي للمرأة بداية من 8 مارس عام 1909.. أي منذ أكثر من قرن وذلك تخليدا للكفاح النسـوي من أجل حقوق النساء، وقرر الاحتفال به في المؤتمر الدولي للنساء في أغسـطس 1910 بألمانيا، لكن من دون تحديد تاريخ وفي تلك الفترة كانت أصوات النساء الرافضة للتمييز في العمل والمطالبة بحق التصويت تأخذ بعدا أوسع في البلدان المتقدمة، وفي عام 1903 أنشئت حركة النساء في بريطانيا للمطالبة بأن يكون هناك حق للمرأة للاقتراع، ونالت النسوة هذا الحق لمن بلغ عمرها سن الثلاثين في 1918، ومنذ ذلك الوقت وقضية المطالبة بحقوق المرأة والعدالة والمساواة كان لها الصدارة في المؤتمرات والاجتماعات والمقابلات وقد سبقت الشريعة الإسلامية العالم المتحضر في الاهتمام بالمرأة حيث نظرت إليها نظرة تكريم بعد أن عانت في الجاهلية (ما قبل الإسلام) من ضياعها والتي من أهمها الحق في الحياة.. وكرمها بأن أدخلها الإسلام في حقوق الميراث والتملك والزواج والنفقة.. ونهى عن الإساءة لهن وأمر بمعاملتهن بالحسنى والرحمة.

فالمرأة في الإسلام هي الأم والأخت والابنة والعمة والخالة والجدة والزوجة شريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وكلفها الله مع الرجل في النهوض بمهمة الاسـتخلاف في الأرض وتربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة سوية.. وقرر لها الولاية في قوله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) حيث لها تولي كافة الأعمال المناسبة لها ومنها القضاء، ولها أن تزوج نفسها أو غيرها فقد زوجت عائشة رضي الله عنها حفصة بنت أخيها وهو غائب في الشام.

وفي مملكتنا التي تتخذ الشريعة الإسلامية منهجا، صدرت قرارات تهتم بحقوق المرأة تضمنت توظيف المرأة في المحاكم إلى جانب تمكينها من ممارسة أعمالها مساواة بالرجل، وبذلك زادت فرصة عمل المرأة في وزارة العدل بعد أن أعلنت الوزارة للمرة الأولى في تاريخها عن فتح مجال العمل في عدة مجالات ومنها (باحثة شرعية – باحثة قانونية – مساعدة إدارية – باحثة اجتماعية – مطورة برامج)..

ومنحت المرأة أيضا مهام كتابة العدل وذلك بمنحها رخصة التوثيق، كما منحت حق الولاية على المحضون مما يسهل عليها مراجعة الأحوال المدنية والجوازات والسفارات والدوائر الحكومية الأخرى، إلى جانب إعطائها حق إثبات حضانة أبنائها دون حاجة إلى رفع دعوى قضائية في محاكم الأحوال الشخصية في الحالات التي تثبت عدم وجود خصومة أو نزاع بينها وبين والد المحضون، كما تم تعديل نظام العمل السعودي بخصوص المرأة العاملة وكان لها نصيب الأسد فيه، ولا ننسى كيف تمكنت المرأة السعودية من الحصول على رخصة قيادة السيارة لتؤمن لها الحياة المريحة.

فالمرأة هي نصف المجتمع نذرت عمرها للعطاء كي تزرع البسمة وهي كالغصن الرطب يميل إلى كل جانب مع الريح، ولكنها لا تنكسر في العاصفة.. فالمرأة الصالحة لا يعدلها شيء في الدنيا؛ لأنها عون على أمر الدنيا والآخرة.

الأكثر قراءة