الناصر: مؤشرات إيجابية على تحسن الطلب.. ومرونة أرامكو خففت آثار كورونا

الأربعاء - 03 مارس 2021

Wed - 03 Mar 2021





الناصر متحدثا                                          (أرامكو السعودية)
الناصر متحدثا (أرامكو السعودية)
توقع رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر، تحسن الطلب العالمي على النفط في ظل عدد من المؤشرات العالمية، مبينا أن المرونة التي تتمتع بها أرامكو أسهمت في تخفيف الظروف الصعبة الناتجة عن جائحة كورونا.

وأشار الناصر خلال مشاركته في مؤتمر (أسبوع سيرا للطاقة) عن بعد، إلى نظرته التفاؤلية بشأن أحوال السوق على المدى القريب، وقال «إنه يرى أن الطلب يشهد ارتفاعا قويا من الصين وشرق آسيا، في حين وصل إلى مستويات ما قبل الجائحة في الهند. وأضاف أنه ورغم الأثر الذي طال الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن توزيع اللقاحات حاليا هو ما يدفعهم للتفاؤل.

حيث وبعد الانخفاض خلال السنة الماضية في الطلب على النفط بما يقارب 20 مليون برميل في اليوم، فإن هناك مؤشرات إيجابية حاليا تدل على أن السوق تشهد تحسنا».

قدرة على التكيف

وحول أثر جائحة فيروس كورونا على أرامكو قال الناصر «واجهتنا أكبر أزمة خلال قرن من الزمن، ولكن قطاع أعمالنا اعتاد على الظروف الصعبة بفضل تركيزنا على المرونة التي منحتنا القدرة على التكيف بما يكفل التجاوب السريع».

وأشار إلى أن جائحة فيروس كورونا كشفت حقائق قاسية للعالم، فقد كان هناك تأثير كبير على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وامتد ذلك التأثير على التوظيف، مما يبعث القلق على المدى الطويل حيال ارتفاع نسبة البطالة.

وذكر أن جائحة كورونا سرعت وتيرة المضي في خطط التحول إلى التقنيات الرقمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء في القطاع الصناعي. وأضاف أنه وبفضل منصة التحول الرقمي بالشركة أصبح بإمكانهم الآن تنفيذ أعمال معاينة فنية من مقر الشركة في الظهران لأعمالها في المناطق النائية، وأصولها الخارجية أيضا. وأنه وعلى صعيد إدارة المشاريع، يتطلب التواصل أن يكون محدودا بسبب الجائحة، لذلك تعكف أرامكو حاليا على استخدام تقنية التوأمة الرقمية في المشاريع الكبرى.

الأفضلية للغاز

وعن الغاز الطبيعي ودوره، قال رئيس أرامكو «إنه وقبل فترة ليست بالطويلة، كان ينظر للغاز الطبيعي على أنه وقود انتقالي قبل التحول للمصادر المتجددة في المستقبل، ولكن تغير هذا الانطباع الآن نوعا ما، ويرجع ذلك بصورة جزئية للمخاوف المتعلقة بانبعاثات الميثان المتسربة»، وأضاف «نعتقد أن الغاز لا يزال لديه أفضلية على غيره من أنواع الوقود الأخرى –وسيشهد نموا كبيرا في عدد من القطاعات مثل توليد الكهرباء والقطاعات الصناعية والتجارية».

وبين أن شركة أرامكو أنشأت شبكة الغاز الرئيسة التابعة لها في سبعينيات القرن الماضي، ومن خلال الحد من حرق الغاز فإن الشبكة وحدها تسهم في التخلص من 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في كل عام منذ إنشائها. ونوه إلى أن كثافة الانبعاثات الكربونية من إنتاجهم النفطي من بين الأقل في العالم، وذات الأمر ينطبق على انبعاثات الميثان.

3 فرص رئيسة

وذكر الناصر أن هناك 3 فرص رئيسة في قطاع توليد الكهرباء: الأولى، هي أن الغاز يحل محل الفحم، لأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغاز هي أقل بكثير من تلك الناتجة عن الفحم (بقرابة النصف)؛ والفرصة الثانية، يستخدم الغاز كذلك في توليد الأحمال الكهربائية الأساسية، على هيئة غاز الأنابيب والغاز الطبيعي المسال، والهيدروجين مستقبلًا؛ وأخيرا، يمكن للغاز أن يدعم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح اللذين يعدان مصدرين طبيعيين.

وأكد على أن الغاز يشهد نموا في المملكة، وسيحقق الإنتاج المحلي من الغاز زيادة كبيرة بحلول عام 2030م. كذلك من المتوقع أن يأتي نصف إنتاج المملكة من الكهرباء من مصادر متجددة، فيما ستأتي بقية الإنتاج من الغاز بحلول عام 2030م. موضحاَ أن هناك إمكانيات كبيرة لإنتاج الغاز غير التقليدي، والتي ستضاف لإنتاج المملكة من الغاز التقليدي.

استخدامات الهيدروجين

وسلط المهندس الناصر -خلال المشاركة في حلقة النقاش- الضوء على الإمكانات الكبيرة والمحتملة لاستخدامات الهيدروجين. وأشار إلى أن هناك إمكانات هائلة لاستخدام الهيدروجين في المستقبل في قطاعي النقل وتوليد الكهرباء. ويمكن كذلك نقل الهيدروجين وتخزينه بسهولة على هيئة أمونيا. وأضاف «إنه ومن الممكن لخلايا الوقود الهيدروجيني أن تتنافس مع السيارات الكهربائية في المستقبل، ويمكن للكهرباء المنتجة من الهيدروجين أن تكون بديلا نظيفا يدعم توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وأوضح أن الهيدروجين الأخضر مكلف حاليا؛ حيث تبلغ كلفته 5-6 دولارات للكيلوجرام، على الرغم من أن النطاق قد يكون أوسع من ذلك بناء على التوقعات، منوها على أن الهيدروجين الأزرق، ذو كلفة أقل بمرتين أو ثلاث مرات من نظيره الأخضر، ومع ذلك أتوقع انخفاض كلفتيهما في المستقبل. وذكر الناصر أن أرامكو السعودية أرسلت العام الماضي شحنة صغيرة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان من المملكة.

حاجة إلى النفط

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ووزير الدولة في الإمارات سلطان الجابر «إنه ستكون هناك حاجة إلى النفط منخفض التكلفة حتى في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحولا في الطاقة».

وأبلغ الجابر المؤتمر أنه سيظل العالم بحاجة إلى النفط والغاز لعقود كثيرة قادمة. وأوضح أن «الطلب على النفط سينتعش بقيادة تعاف من جائحة فيروس كورونا في الصين والهند».

وقال الرئيس التنفيذي لشيفرون مايكل ويرث «إن الطلب على الديزل تعافى عالميا بسبب نشاط التوصيل، غير أن وقود الطائرات متراجع في ظل إحجام عن الرحلات الجوية الطويلة».